لما نكرهها ? - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لما نكرهها ?

  نشر في 24 أكتوبر 2020 .

سؤال يحيرني منذ وعيت على نفسي يتردد على ذهني كثيرا,  لكن مع الوقت أصبحت أهرب منه لعلمي -بل يقيني التام- بأن الإجابة عنه ليست بمقدرتي;

                         لماذا نكره معرفة الحقيقة? 

 هذا هو محيري و مثير استغرابي ,اليس موضع التباس حتى بالنسبة لكم ! أم أنني الوحيدة التي تهوى الدخول في متاهات الحياة !يعني أيعقل أن يكون الكذب اجمل لدينا من الصراحة, أيعقل أن يكون هذا هو تفكيرنا! للأسف...نعم ! شخصيا أكره أن يُكذَب عليّ أن يتم استغباءي-إن صح القول- , أن يظنني أحدهم حمقاء لِغْرامَيْ الثقة و النصف التي منحته اياها ,فبكل بساطة لن يكذب عليك غير شخص يراك أقل شأنا من أن يصدقك القول , و في نفس الوقت أخاف أن أتأذى من معرفة الحقيقة أو بالأحرى أخاف أن تجرحني و تدمي قلبي,  أحيانا أتعجب من هاته  الخلقة !أجبلنا عليها !أم  اننا نحن بني الانسان من غرسنا بأنفسنا مثل هكذا  عادة مريعة !لشدة تعمقها بنا تخالها  جزءًا من العتاد الأساسي الذي أتينا به إلى الحياة,أم ماذا عن كونها قد قدمت لنا مع زجاجات  الحليب الاصطناعي تلك التي أخذناها في طفولتنا ,من يدري ! فكما يقال أتينا إلى الحياة صفحات بيضاء -وكم هو رائع هذا الشعور !أن تعلم كم كنت نقيا ...لدرجة تثير الغبطة. و يا أسفاه !تعكر صفونا و لم يبقى من نقائنا ذاك حتى ما يرسم البسمة على وجوهنا ولو للحظات-  لكننا مع إقامتنا-التي يا ليتها ل تكن يوما -في هذا العالم ذهب كل شيء ,لا النقاء و لا الصدق و لا حتى راحة البال لازَمَتْنا ,كل ما هو جميل قد تخلى عنّا, و لم يبقى لنا غير أكوامٍ من البؤس و الخداع و المنافقين ; ربما هذا ما جعلنا نخشى الحقيقة; بل نرتاب لسماعها;لأننا نعرف جيدًا خلفية كل منهم و نوقن بوضوح أنه قد يبدر عنهم أي شيء,لما ! لأنهم من البداية مزيفون لا تحتاج معاشرتهم لإدراك حقيقة كل منهم  فقط نظرة خاطفة و ستصاب بالقرف لشدة سذاجتهم ,أتدري انهم لو كانوا يحبونك بصدق لم تكن هاته المواضيع لتكون موجودة من الأساس ,لأن الصادقين لا يحملون قنابل في طيات أسرارهم, لأن من يهتم لأمرك و يعرف قيمتك جيدا يستحيل أن يفكر في أذيتك, لكن هيهات على شخص يقدر مشاعرنا أو ما نفعله لأجله, هيهات على رفاق يستمرون رغم كل شيء, هيهات على من لا يتخلون عنّا في أول عقبة,هيهات على أناس بقلوب بشر ...أجل بشر! فالبشر لا يؤذون و لا يجرحون, فقط الوحوش البشرية هي التي تفعل هذا , ويا ليتهم لم يكونواجزءًا من حياتنا ,يا ليتنا لم نلتقيهم يوما ,و لا عرفنا طعم غدرهم و دهاءهم ,يا ليتنا عشنا الوحدة بهناءمنذ البداية فربما حينها لم نكن لنتحدث عن كل هذا و لم نكن لنعرف شيئا مما قد سبق و مضى .

  لَكُنّا حينها نحب الحقيقة و نعيش الحياة بموازين معقولة,  ليست معدلة لمراعاة شتات قلوبنا المنكسرة و أرواحنا الممزقة و آلامنا التي مهما حيينا فلن تنسى.



  • 2

   نشر في 24 أكتوبر 2020 .

التعليقات

Dallash منذ 3 سنة
لماذا نكره الحقيقة؟
فعلا سؤال في محله.. قد يكون لأنها تعري المرء من صفات يخفيها
دام المداد
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا