كيف تحمين نفسك وأبناءك من التحرش؟
لكن لماذا يوجد التحرش؟ هل هو ضعف في العقيدة؟ أم إنها طبيعة جنس معين يسير أصحابه على أقدام الشهوة والرغبة بالمغامرة القذرة؟؟!
نشر في 02 فبراير 2023 وآخر تعديل بتاريخ 16 مارس 2024 .
من المؤكد بأن التحرش سلوك غير مرحب به في جميع المجتمعات، فهو يجعل أي شخص يشعر بالإهانة.. وقد يقتصر على التحديق والتعليقات الغير مريحة والتي تشير بأن الأمور تخرج من منظورها الطبيعي، أو يتطور إلى أبعد من ذلك، وهو قد ما تتعرض له أية إمرأة أو طفل دون إستثناء إعتمادا على نوع السلوك..
لكن لماذا يوجد التحرش؟ هل هو ضعف في العقيدة؟ أم إنها طبيعة جنس معين يسير أصحابه على أقدام الشهوة والرغبة بالمغامرة القذرة؟؟!
فإذا ما بدأنا الحديث عن قضايا التحرش بالمرأة وبحثنا عن أسبابها لوجدناها تتراوح ما بين ما ترتديه النساء والمبالغة بالتبرج من جهة.. وإدمان الإبتذال من قبل فئة شكلت نسبة كبيرة ضمن المجرمين من جهة الأخرى..
مبدئيا لكي تواجه الأنثى هذه السفاهة.. يجب أن تطور لديها عامل الثقة بالنفس وأن تتعلم كيف تدافع عن نفسها وأن تبتعد وتترك كل مكان يوحي لها بالشبهة، و إذا ما تعرضت لأية مضايقة عليها الإبلاغ وعدم الإستهانة أبدا.. فمن الخطأ أن نعتبر هذا الشذوذ من الأمور المضحكة التي ندرجها في حكاياتنا مع الأصدقاء.. لأن ما لم يصلنا ضرره الجدي من الممكن أن يصل غيرنا ويؤذيه بشكل فعلي... فهذه الآفة أصبحت تسري في مجتمعاتنا وينبغي إيجاد حلول فورية لها.
و مع التطور السريع في كافة جوانب الحياة مؤخرا.. ظهر نوع جديد من الإستفزاز ألا وهو (التحرش الألكتروني) وبات الآباء يعانون من إفتقاد عنصر الأمان لأولادهم حتى وهم داخل غرفهم في البيت.
حيث يقدم لنا الأنترنت الكثير من المعلومات لكنه في نفس الوقت قد يدس السم في عقول الشباب والمراهقين.. فإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي بصورة غير آمنة يؤدي إلى عواقب غير محمودة، فهناك ذئاب بشرية ترتقب ضحاياها على مدار الساعة عبر تلك الوسائل..
لذا من المهم جدا توعية الأبناء ببعض الإرشادات التي تحميهم من الوقوع في الفخ، فيرجى من الآباء مراعاة النصائح التالية لتوفير جو الطمأنينة لأسرهم:
1. قبل كل شيء من الضروري جدا أن يثقف كل من الوالدين أنفسهم بكل ما يخص وسائل التواصل الإجتماعي.
2. تحديد سن معينة يسمح فيه للإبن أو الإبنة بإستخدام الإنترنت مع مراقبتهم عن بعد لأن معظم وسائل التواصل الألكتروني تقبل المستخدمين من سن ال(13).
3. ضبط إعدادات الخصوصية بما يناسب عدم وصول الغرباء ومراجعة هذه الإعدادات بين الحين والآخر.
4. توعية الأبناء بعدم مشاركة بياناتهم الشخصية من أرقام هواتف أو أية معلومات توصل أصحاب النفوس الضعيفة إليهم.
5. عدم تفعيل الموقع الجغرافي ( GPS) للحسابات المستخدمة.
6. التأكد من إمتلاك تلك الحسابات أرقام سرية متينة.
7. عدم نشر صور أو فيدوهات توضح عنوان المنزل.
8. عدم قبول طلبات الصداقة من الغرباء إطلاقا، والتبليغ عن أي حساب يشتبه به.
9. وضع قواعد لإستخدام وسائل التواصل منذ البداية، مع مراعاة أن لا تكون تلك القواعد صارمة تدفع الطفل بأن يخترقها سرا.. ضع ما يشجع طفلك في إتخاذ القرارات الإيجابية.
10. حافظ على أسلوب حوار متزن مع طفلك، لكي يصارحك بكل ما يواجهه عبر الإنترنت وشجعه أن يبلغك عن أية رسالة أو مضايقة تأتيه من شخص غريب، لأنك بالتأكيد لن تتمكن من مراقبته على مدار الساعة!.
أما بالنسبة للأطفال الذين هم ليسوا في سن الوعي الألكتروني، فيتم توعيتهم بصورة مباشرة بدءا من سن الثالثة (3) وتعليمهم عدم السماح للغرباء بالتقرب منهم ولمسهم أو تقبيلهم.. ومن المهم جدا أن يفهموا بكون رؤية أجسادهم وتغيير ملابسهم حصرا على الأم.
وفي النهاية نصل إلى الطامة الكبرى التي ظهرت بإنتشارها الواسع مؤخرا.. ألا وهي ظاهرة التحرش بالمحارم!.. فقد يكون من قبل الأب، الأخ، العم أو أي شخص يسيء إستخدام سلطة منحت له من قبل المجتمع لصالح نفسه المريضة..
ولا يكون العلاج إلا بالتدخل الفوري عند وقوع الشك لمثل هكذا حالة وضرورة إبعاد الفريسة عن المفترس وإيجاد حلول جذرية مهما كانت الظروف.. وتتضمن تلك الحلول في بداياتها الجلوس مع الطفل وتوجيه أسئلة مباشرة له والإستماع إليه بهدوء، لجعله يسرد كل ما بداخله.. فهذه الخطوة كفيلة بتوفير العلاج النفسي له.
من المحزن أن يكون هذا السلوك المريض داء العصر، فلا تكفي الكلمات في إحتقاره ونبذه و إستصغار صاحبه الذي يستحق أقصى عقوبة أو حتى الإعدام، لأنه من الممكن جدا أن يقتل إذا ما توفرت له فرص النجاة..
<< فكون يداه لم تلطخ بالدماء بعد.. لا يعني أبدا بانه طاهر يستحق الحياة...>>
بقلم:#أسن_محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة