الأم كما تمثلها لي خواطري - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأم كما تمثلها لي خواطري

  نشر في 04 فبراير 2017 .


لقد اخترت هذا العنوان لأن من اعتقاداتي الجازمة أن الأم هي الركيزة الأساسية، بل هي عندي المجتمع بأسره، وليس معنى هذا أنني أبخس دور الأب .. ولكن كما يقول الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمة الله عليه - ": (إذا أردنا أن نكوِّن رجالاً، فعلينا أن نكوِّن أمهات ديّنات، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعليم البنات تعليمًا دينيًا، وتربيّتهنّ تربية إسلامية، وإذا تركناهنّ على ما هنّ عليه من الجهل بالدين، فمحال أن نرجوا منهن أن تُكَوِّنَّ لنا عظماء الرجال.. وشرّ من تَرْكِهِنَّ جاهلاتٍ بالدين، إلقاؤهنّ حيث يُرَبَّيْنَ تربيةً تنفّرهنَّ من الدين، أو تحقِّره في أعينهنَّ، فيصبحن ممسوخات لا يلدن إلا مثلهنّ. "

فالأم إذن كما تمثلها لي الخواطر ...كمثل أمي وأمك اللواتي لم يذهبن إلى المدارس ونخجل من أنفسنا حين نناديهن بالجيل الأمي (الذي لا يقرأ ولا يكتب)، وما يوجد أميا إلا نحن، لأنهن والله لسن بالأميات، لأن الأمهات اللواتي أنجبن جيل المهندس والدكتور، والطبيب المتخصص، والمحامي، لسن بالأميات، ولو كن كذلك لما أنجبن ما أنجبن ممن ذكرت، ...نعم هن من امتلكن الشمس بيمينهن، والقمر بيسارهن وجدن بما حباهن الله من :نعمة الرحمة والاشفاق والحب الذي سقين به ابناءهن فكانوا كتلك الزهور، التي أينعت بستانا من ألوان شتى وبجودة جمالية فائقة ...إني أتمثلك أيتها الأم المربية ...أيتها الأم الحاضنة...

كتلك المعلمة:

التي استوعبت حقيقة الحرف والكلمة، فأبدعت في تقديمها بأجمل صورها، في الأدب والأخلاق، وفن التعامل مع الآخر، بالكلمة الطيبة الرقيقة، ونزهت لسانها عن الكلمة الخبيثة الجارحة...أتمثلك أيتها الأم، كتلك الطبيبة التي عرفت موطن الداء، وأحسنت تشخيصه، وسارعت إلى مداواته، وإن كان مما يجب استئصاله قامت بواجبها دون تردد، حتى لا يستفحل المرض في كامل الجسم، وحتى ينمو الجسم سليما، ولا يترك مجالا لتمكن العلل، وتفاقم المرض...

أتمثلك أيتها الأم المربية كتلك المهندسة المبدعة التي أنجزت ديكورا بديعا على قلوب أبنائها، تشكل من زخرفة فنية، ومن أثاث فاخر، ومن رسومات تتناغم مع إدراكات عقولهم الصغيرة مستعينة بأسمى العبارات التي من خلالها تشحن الأم عقول أبناءها بالحكمة والموعظة الحسنة...أتمثلك أيتها الأم المربية

كبيت الحكمة الذي أعطى الأفكار، التي بددت الظلام، وألهمت الأنام، حتى شبت تلك العقول على كل جميل وكل فضيلة ...أتمثلك ايتها الأم كتلك المزارعة التي عاهدت أرضها بأن لا تتركها إلا وهي تعطي أجود الثمار لوطنها، وأن تضاعف منتوجها حتى تسهم في تحرير وطنها من استيراد الغذاء من عدو أوصديق...

فأنا أتمثلك بكل بساطة هكذا، وأتمثل سبل تربيتك للجيل الصاعد ...الذي نتوق أن لا نرى فيه الكسول، والعاق، والغاش في نفسه قبل غيره، والمحافظ على الوقت أينما حل وارتحل، والمتأنق في هندامه، وطريقة قص شعره، نريد أن لا نرى تلك المظاهر السلبية التي إن دلت على شيء، فإنها لا تدل إلا على انحطاط القيم والمثل والأخلاق بمجملها...إنك أيتها الأم سفينة النجاة لهذه الأمة، وأنت المنوطة بك آمالها، والمعلق بك رجاؤها.....


  • 2

  • أمال السائحي
    لقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
   نشر في 04 فبراير 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا