إنها أحاسيسٌ تتملكني رغماً عني.. حاولتُ كثيرا أن أمحيها لكن قناع الوهم في كل مرة كان يسقطُ من وجهي.. ربما لكوني لستُ من محبي إرتداء الأقنعة أو ربما لكوني تعبت.. فالحقيقة لا يعلمها غير ربُّ العباد.
<<لقد إنحنت جميع الشخصيات داخل الفؤاد.. حتى الذين كانوا يملكون دفئاً مميزا داخل قلبي.>>
لا زلتُ أُحبكم، لا زلتم غالين.. ولكن فقط ذهب ذلك الدفء الذي كنتم تزرعونهُ داخلي عندما أكون بقربكم أو حتى أفكر بكم.
ولكن هل هو بأمر هينٍ أن تتبعثر أحاسيسُ الأمان؟
- ربما عند البعض.
- أما بالنسبة لي فكلمة (أمان) كافية لأن أوقف حياتي بأكملها عندها.
فالأمان يعني الإحتواء، الحُب.. يعني الاستقرار، الثقة، الحماية، الحنان.. يعني كلّ جميلٌ وبديع قد نعيشه مع من نُحب.. لكني للأسف فقدتُ ذلك الشعور منذ زمن بعيد وفقدتُ معه صدق المشاعر وأصبحتُ ألبس قناع الوهم في أغلب أوقاتي إلّا مع دفاتري؛ فهي مصدر السكينة الوحيد الذي أستمدُّ منه قوتي وصبري.. فهي رفيقي الذي أُصارحهُ بكلّ شيءٍ دون كَذِب أو تزييف، دون إختلاق.
لها في كلّ مرةٍ أُفرّغُ جميع حسراتي وأمامُها أذرفُ دموعي بحرارةٍ حتى تصل كفايتها، إنها رفيقي الذي أخشى عليه بعد رحيلي من هذا العالم.. أخشى عليه منكم يا مَن كسرتم تلك الروح داخلي.
فكم أتمنى أن لا تُدفَن هي أيضاً وتُنسى مِثلي، كم أتمنى أن تظل كلماتي التي بداخلها تنبض إلى الأبد..
هذه هي أنا..
وهذا ما أشعرُ به..
فلا تلوموني..
إنه الصدق الذي يخرجُ من داخلي و (رغماً عني).
بقلم: د. أسن محمد
كاتبة ومدربة مهارات شخصية
-
د.أسن محمددكتوراه مهنية في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة مهارات شخصية