كوكب الأرض كالأم بالنسبة لنا . فقد أعطانا ما لم تعطه لنا الكواكب الأخري من موارد للحياة

ولكن ماذا أخذ منا في المقابل ؟؟؟

أخذ تخريب وسوء استخدام لهذه الموارد.

الابن العاق

سكان الكوكب هم الأبناء الذي لم يعطوا كوكبهم حقه من الحفاظ عليه وعلى مناخه . فنتيجة لاستخدامهم للوقود الأحفوري غيروا مناخه وسببوا كثيرا من الكوارث التي راح ضحيتها بعضهم وأيضا كثير من شركائهم على الكوكب

بداية الجريمة

أحد هؤلاء الأبناء هم المصريين فمصر قد بدأت في إنتاج البترول في عام 1911 من حقل جمسة وتوالت بعد ذلك الاكتشافات البترولية في مصر، وفي عام 1961 تم اكتشاف أول حقل بترول بحري في مصر والشرق الأوسط “بلاعيم بحري” ، وفي عام 1965 تم اكتشاف أقدم وأكبر حقل بترول “مرجان” الذي بدأ الإنتاج في عام 1967 وفي نوفمبر 2012 صرحت دانا پتروليم البريطانية عن اكتشافها آبار جديدة للنفط قادرة على الإنتاج في مصر، بعد أن قامت بعملية استكشافية ناجحة خلال الفترة الماضية. وأكدت على أن هناك بئراً جديداً تم التوصل اليه في خليج شمال الزيت بسيناء. واكتشف أيضاً بئر آخر في جنوب سيناء و بلغت احتياطيات مصر المؤكدة من النفط الخام نحو 4,3 مليار برميل وهو ما يمثل 0٫3٪ من معروض النفط العالمي ويبلغ متوسط الإنتاج 710٬000 برميل يوميًا، منها حوالي 560٬000 برميل من النفط الخام بما في ذلك المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي الباقية. وتعد مصر أكبر الدول المنتجة للنفط في أفريقيا من دون الأعضاء في منظمة أوبك بعد ذروة إنتاجها للنفط في التسعينيات من القرن الماضي، بأكثر من 900٬000 برميل يوميًا، نضجت حقول النفط الرئيسية في مصر بشكل كبير، ودأب حجم الإنتاج على الانخفاض حتى عام 2007 عندما أدى التنقيب إلى إنتاجات جديدة من الحقول الصغيرة، وساعدت تقنيات الاستخراج المحسنة للنفط في تراجع انخفاض إنتاج الحقول القديمة ، ازداد الاستهلاك المحلي بسرعة كبيرة بحيث أصبحت مصر مستوردًا للنفط .

تقع الاحتياطيات النفطية في مصر أساسا في خليج السويس ودلتا النيل والصحراء الشرقية، ومعظم الاكتشافات الجديدة تقع بحريًا في البحر الأبيض المتوسط أو بريًا في الصحراء الغربية، والتي قد تضاعف إنتاج النفط بها منذ عام 2000، وهي تشكل الآن نحو 30٪ من إجمالي إنتاج النفط المصري.

أما بالنسبة للغاز الطبيعي فقد زاد الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي من 5.4 تريليون قدم مكعب عام 1979 إلى 72.3 تريليون قدم مكعب في عام 2006, بل إنه قفز في عام واحد من 36 تريليون قدم مكعب إلى 51 تريليون قدم مكعب، وفي خلال السنوات 2002 – 2005 تم اكتشاف 6 تريليون قدم مكعب من الاحتياطيات سنوياً، بجانب حوالى 100 تريليون قدم مكعب احتياطيات مرجحة لم تكتشف . وقد بلغ إنتاج مصر اليومي من الغاز 4.5 بليون قدم مكعب .

الترسانة البترولية

30 شركة انتاج و150 حقل انتاج و 1650 بئر انتاج و215 منصة بحرية و58 حفار بري وبحري هي حصيلة الترسانة البترولية المصرية .

حجم الاستثمارات في مجال النفط والغاز

هناك بعض الشركات العالمية التى تعمل فى مصر وأبرزها

إينى الإيطالية

يبلغ حجم الاستثمارات التى رصدتها شركة إينى الإيطالية خلال عام 2017 حوالى 3.5 مليار دولار، وهو الرقم الذى يجعل من مصر أكبر دولة تستثمر بها الشركة ضمن 53 دولة تعمل بها إينى.

بى بى الإنجليزية

تبلغ استثمارات شركة بى بى البريطانية فى مصر نحو 30 مليار دولار بما يمثل نحو ٢٠% من استثماراتها فى العالم.

أباتشى الأمريكية

رصدت شركة اباتشى الامريكية نحو مليار دولار استثمارات للعام المالى 2016/2017، وتعمل الشركة فى أنشطة البترول والغاز منذ أكثر من 20 عامًا، حققت فيها العديد من النجاحات خاصة فى منطقة الصحراء الغربية، من خلال فرع الشركة بمصر وشركتيها المشتركة مع هيئة البترول “خالدة وقارون للبترول”.

بتروناس الماليزية

تقدر استثمارات الشركة الوطنية الماليزية للنفط بتروناس فى مصر حوالى 950 مليون دولار بمعدل إنتاج 387 مليون قدم مكعب غاز يومياً .

كويت إنرجى

الشركة لديها محفظة استثمارات متنوعة فى مصر والعراق واليمن وعُمان بحسب تصريحات مسئولى الشركة، ويعتبر فرع مصر هو الركيزة الأساسية للشركة فى الوقت الحالى حيث تساهم بأكثر من 83٪ من إجمالى إنتاج الشركة ككل، وتبلغ استثمارات الشركة فى مصر نحو 800 مليون دولار

شركة شل

واحدة من الشركات الكبرى التى لها باع طويل فى مجالات البحث والاستكشاف عن البترول والغاز، زادت من استثماراتها خلال العام المالى 2015 – 2016 بنسبة 15% على المخطط لتصل إلى حوالى 450 مليون دولار فى مناطق امتيازها بمنطقة الصحراء الغربية.

المصافي

يوجد ثلاث مصافي نفط ضخمة على الساحل الشمالي في مصر وهي مصافي ألكس و ميدور وأميرة . وفي القاهرة توجد أكبر مصفاة بمصر في مسطرد وتتبع الشركة المصرية للتكرير. وتوجد مصفاتين للنفط في منطقة خليج السويس وهما نصر والسويس وفي صعيد مصر توجد مصفاة أسيوط .

المشاريع المرتبطة بالوقود الاحفوري

مشروع إنشاء خطوط نقل الغاز

بدأت مصر منذ يوليو عام 2003 في تصدير الغاز من خلال خط أنابيب العريش / طابا / العقبة، وفي عام 2005 انضمت مصر إلى الدول المصدرة للغاز المسال وشهد عام 2007 تم تنفيذ المرحلة الثالثة من خط غاز الصعيد والذي يمتد من بني سويف إلي المنيا بطول ‏150‏ كيلو مترا باستثمارات ‏545‏ مليون جنيه‏.ويوجد مشروع مستقبلي لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى أسيوط بصعيد مصر عن طريق نظام أنابيب نقل بامتداد 250 كم تقريباً. وسيبدأ من بني سويف وينتهي في أسيوط. ولا زالت سعة خط الأنابيب تحت الدراسة، التي يتم إنجازها بتعاون شركتي گانوپ ووادي النيل للغاز. وتبلغ قيمة الاستثمارات بالمشروع 150-200 مليون دولار.

الغاز المسال

هو مشروع مستقبلي يهدف إلى استخراج الغاز المسال المطلوب لصناعة الپتروكمياويات. وستتم عمليات استخراج الغاز المسال من مختلف المواقع على شبكة الغاز الوطنية. يصل حجم الاستثمارات بالمشروع إلى 250-350 مليون دولار.

وفي مايو 2014، أعلنت وزارة البترول المصرية عن فوز هوج بمناقصة لتزويد مصر بأول سفينة عائمة لاستقبال شحنات الغاز المسال المستورد وتحويله إلى غاز طبيعي. وحسب الوزارة فإن الهدف من التعاقد مع هوج “تغطية جانب من احتياجات محطات الكهرباء من الغاز الطبيعي خلال الفترة المقبلة. مدة التعاقد خمس سنوات لتوفير حد أقصى 500 مليون قدم مكعب يومياً واتفقت مصر مع شركتي گازپروم الروسية وإي.دي.إف الفرنسية على توريد نحو 12 شحنة من الغاز المسال للبلاد بداية من سبتمبر أيلول المقبل كما تتفاوض مع شركة سوناطراك الجزائرية أيضا على توريد شحنات من الغاز

مشروع الغاز العربي

خط الغاز العربي هو خط غاز لتصدير الغاز الطبيعي المصري لدول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا. عند اتمامه، سيبلغ طوله الإجمالي 1200 كم بتكلفة قدرها 1.2 بليون دولار

البتروكيماويات

كانت صناعة الپتروكيماويات في مصر تعتمد بشكل كبير منذ نشأتها علي الغاز كمادة خام نتيجة لتوافره وارتفاع الاحتياطي منه. ولكن مع نقص المتاح نتيجة ارتفاع الاستهلاك من الغاز أصبح هناك ضرورة للتوجه لمصادر أخري .وكان من الطبيعي أن يتم استبدال مشاريع مكان أخرى مخطط لها أو التخلي عنها. ووقعت الشركة المصرية القابضة للپتروكيماويات مع الشركة المصرية للغازات “غاسكو” وهيئة البترول، اتفاق مبادئ أساسية لشراء البروبان المتوافر لدي غاسكو والمقدر بحوالي 300 ألف طن سنوياً، لاستخدامه في إنتاج 400 ألف طن بروبيلين سنوياً .

مخاطر تلك الصناعة

ارتفاع درجة الحرارة

حرق هذه الكميات الهائلة من الوقود الأحفوري التي تنتجها مصر والدول الأخرى قد أدي إلى نتائج كارثية نتيجة اطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكربون مما أدى إلى تغير المناخ الذي ظهر في عدد من الظواهر أولها أن موجات الحر أصبحت

أكثر شدة وأكثر تكرارًا وأطول مدة . وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت في مصر أن تغير المناخ يؤدي دورًا مهمًا في تفشي الأمراض المعدية التي تحملها الناقلات مثل البلهارسيا .

وأيضا في أبريل 2008 ارتفعت درجات الحرارة عن معدلاتها فى مثل هذا الوقت من العام، وفقدت مصر من 15 إلى 20% من إنتاجها من القمح أى ما يعادل خسائر 400 ألف فدان .

وقطاع الصيد البحرى قد تأثر بشدة بارتفاع درجات الحرارة والذي أدي إلى هجرة الأسماك إلى أعماق أبعد من متناول الصيادين، مما حرمهم من مصادر رزقهم

نقص المياه

ثاني الظواهر نتيجة تغير المناخ اضطراب سقوط الأمطار الذي أدي الي نقص المياه والذي أدي الي انخفاض في إنتاجية المحاصيل الزراعية الرئيسية في مصر كالقمح بنسبة 18% والأرز بنسبة 11 % وفول الصويا بنسبة 28 % .

التصحر

ثالث ظاهرة نتيجة التغير المناخي هي ارتفاع مياه البحر بنفس المعدل الذي قد يؤدي إلى «بوار» نصف مليون فدان من الدلتا، وفقدان 2.5 مليون مواطن موارد أرزاقهم . وتم ملاحظة أن الهجرة غير الشرعية مركزة بالفعل فى تلك المحافظات التى تتأثر بالجفاف والملوحة .

غرق المدن الساحلية

ارتفاع درجات الحرارة بهذه الوتيرة في غضون العقود المقبلة سيتسبب في ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية؛ ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع منسوب مياه البحار ويعرض السواحل المصرية للفيضانات الساحلية والتي تتسبب في تلوث إمدادات المياه العذبة وتزيد مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وتهيئ أرضًا خصبة للحشرات الناقلة للأمراض، مثل البعوض. كما أنها تتسبب في الغرق والإصابات الجسدية، وتدمر المنازل وتعطل توصيل الإمدادات الطبية وتقديم الخدمات الصحية. وتشير هذه الخريطة التي أعدتها مؤسسة “ناشيونال جيوجرافيك” إلى ارتفاع منسوب المياه في البحر الأبيض المتوسط ما سيؤدي إلى غرق المناطق الساحلية لمعظم الدول العربية اذا استمر ارتفاع منسوب مياه البحر بنفس المعدلات

سؤال يطرح نفسه

بعد أن تحدثنا عن صناعة الوقود الأحفوري في مصر وما تدره هذه الصناعة من مليارات الدولارات وتحدثنا أيضا عن تأثيرات هذه الصناعة وخطورة الاستمرار فيها والعواقب الكارثية لهذا الاستمرار .

فالسؤال الآن بعد ما أصبحنا في مفترق طرق .

هل نستمر في جني المال أم نسعى لتفادي الكوارث ونتوجه نحو الطاقة النظيفة ؟؟؟؟؟!