قال تعالى المقدّوس في المقدّس في المنزول التواتر الموصول بأمانة روح القدس على قلب سيّد الرسّل صاحب الإسراء و المعراج إلى بيت المقدس حيث أمّ الرسل مقدسا الله القدوس. فهنيئا له بلقاء الرسل الكرام و هنيئا لامته بخاتمية الأديان المتعايشة من اجل نشر قيم التسامح و الاعتدال و من فضائله يو م الفتح الأعظم لأعدائه: (إذهبوا فأنتم الطلقاء) كان هذا مع رأس الفتنة و كان ردّا حاسما بعد الإعتذار في حال الضعف و الهوان فتسامحه ظهر في حياته اليومية و هو دليل قوة و نبل من أنبل نبلاء البشرية داعيا للسلم و السلام لمحاربة الإرهاب و دحر الظلام و الظلم و العدوان قال تعالى "ادخلواها بسلام امنين" و عزر بقوله "ادخلوا في السلم كافة" و بتأييد لا مثيل له في التوراة و الإنجيل. فالقران بنصه مهيمنا على من سبق في تعايش لا مثيل له. لذلك قدره علماء المسيحية من الأحبار و القساوسة و المفكرين المؤمنين بالاعتدال و النزاهة كالمفكر الغربي "موريس بيكاي" المؤمن بدين الإسلام أكثر من علماء تغربوا و إنقضوا على الدين رسوله بالتحريف الممنهج و دسّوا السم في عقول طلاب جامعاتنا ففرخت الدواعش و الإرهاب و اللاوطنية و الحقد الأعمى لكل فكر مستنير أليس هؤلاء شياطين النخبة؟
أليس القرآن شاهدا على عدوانية الصهيونية بتسميات سماها نهجت نفس المنهج و تواصلت أفكارها الحاقدة كالماسونية عبدة الشيطان التي ظهرت في اوربا و تسللت لديارنا بحكم التقارب و التعايش الفكري و تسامح المسلمين مع كل وارد و شارد بلا ضوابط للنقد و التعليل و الرفض للخراب.
و هذا حال الضعيف مع القوي في حله و ترحاله و الفكرة الاخيرة اسوقها للاستشهاد "الخلدوني". فهل يستحق ابليس العبادة و هو الملعون الذي اغوى آدم بالاكل من الشجرة الملعونة في القران شجرة الزقوم هي أمّ المعاصي؟ وقد قيل هي كبيرة الربا على أقوال كثيرة و حذر المولى من الارهاب فدعا الامم جميعا للتصدي و الدحر و المقاومة حفاظا على الانسان الذي كرمه بسجود التحية و أنكرها الشيطان و من عبد الفئة الباغية قديما و حديثا قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} هذا هو جهاد النفس ضدّ الأمارة بالسوء و جهاد الحياة لسعادتها تحقيقا للكرامة.
امّا رفع السلاح على المسلمين مدان في كل الشرائع فمن أقوال مالك رحمه الله " لا يجوز الخروج على السلطان الظالم" حفاظا على المجتمع و وحدة نسيجه فلا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم " وصية من وصيا الخالدة لله للأمة فإذا تبين الحاكم الفاسد فامره للعلماء في الاصلاح و ان عجزوا فالامر لله حكم بالابتلاء.
و السؤال المطروح بجدية و صدق، كيف تسرب هذا الخطر الأثيم و المرض الفكري المعاق لتلاميذ معاهدنا و مؤسساتنا التربوية ؟
انّي واثق و بغرابة و حيرة الشاعر الحساس ان عبادة الشيطان و ما راج حولها مؤامرة تستهدف مؤسساتنا التربوية بخيال البسطاء و الجهلة ممن روجوا لها مستهدفة بالخصوص المسؤول الأول عن التعليم السيد وزير التربية ناجي جلول ومن ورائه حزب النداء لمزيد تمزيق ما بقي من وحدته لضربه بعكاز حديدي و النيل من ثوابت مؤسسيه لخلق اثارة في المجتمع لتمزيق ما بقي من نسيجه لفائدة اجندات اسرائلية و هنا موطن الفرس كما قال القدامى . و أظن و بعض الظن إثم، ان هذا الإدعاء لا ساس له من الصحة وهو الباطل و الخسران العظيم .إن المرضى و المعتوهين لن يصدقوا دولة مالكية سنية أشعرية من يوم وطأت أقدام الفاتحين و التابعين و أسسوا القيروان الخالدة و نشروا المذهب المالكي بمدرسة رائدة في التأهيل على نخبة عظيمة عزّ نظيرها بين المذاهب.
فالمالكية كمذهب فقهي مع الاشعرية الجندية تماهت و تالقت كفكر حرّ طليق بفكر رموزه كابن رشد و واصل بن عطاء و الفارابي و التوحيدي و الشيخ ابن سينا الفيلسوف و تلاميذه في إنسجام موصول بمباركة المجتمع والنخب و بموقف التهليل سيرتد اليوم الظلام و من حاول نصرة الماسونية و من هيّأ الظروف اللوجستية كقاعة الافراح بحي المروج على قول من قال إذ الحقيقة المرة. تعيش الصهيونية المؤمنة بعبادة الشيطان في خرب الكنائس القديمة على نخب إحتفالات الجنس و اللواط و السحاق و شرب الدم والخمر و القنب و موسيقى فسق الروك الغريب الهجين عن فننا التونسي الأصيل فتبا ما صنعوا و تبّا ما يصنعون .
فأين مالك الصغير ورسالته؟ و أين الفكر الزيتوني و نخبته الوطنية؟ و أين الأسرة المحافظة مع تجديدها للحداثة الأصيلة؟ و أين بند الدستور الأول؟ و أين قوة الدولة ؟ و أين المنظمات ؟ و أين دور الثقافة ؟ و أين إصلاح التعليم و أين السيد الوزير التربية و قد ثبت عزمه و حزمه كرجل دولة بامتياز و ان عداه من عداه فانا رجل تعليم واكبت في مسيرتي الثلاثنية وزراء كثر فلم ارى الا الفوضى و طبيعة الانسان رافضة للقانون بل هي ناكرة لنعم لله " إن الإنسان لربه لكنود." و أين المشائخ المعتدلين ؟ و أين الأدباء و الشعراء و اين وزيرة الشباب والرياضة لشباب واعد ؟ و أخيرا أين إحياء علوم الدين و وزارة الشؤون الدينية ؟ و اخيرا اين الشيطان أظنه في جيب شيخ رحب بأنصار الشريعة و فتح لهم الطريق المعبدا لإقامة الخلافة. موعودا بأحلام السراب و المثال عند المؤرخين القدامى. خليفة قيل بهتانا و زورا أمير المؤمنين الذي أسبى حفيدات آل البيت رضي الله عنهم و قطع عليهم الماء في حادثة الغدير الشهيد الحسين بن علي هدية فوق طبق شماتة بلا دين و أخلاق و لا عروبة ولا حقوق انسان يومئذ وقد غاب الحقوقي نائما في أحلامه متربص بدولة القانون و المؤسسات لشعب عظيم غازله بوعود و بمظهر لا يليق بالرئاسة فاقد للكاريزما التي خلفها الزعيم بورقيبة لتلاميذه ( و الفاهم بالإشارة يفهم ).
أليس الإرهاب تاريخه سياسي بغطاء ديني؟هل كان لهم شورى و سقيفة بني ساعدة شاهدة على الغضب السياسي لينفجر في ظروف اخرى؟ و قد غيبوا الشعب في الاختيار الأول اليس هذا إستبداد؟
و أخيرا ، أين فتوى الشيخ مفتي ديار الجمهورية التونسية في موضوع حارق؟ فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس و متى يبدأ فتواه في قضية اثارت الرأي العام و هزت العائلات { قُلْ لَنْ يُصِيبنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّه لَنَا } راجيا مقاومة شياطين الإنسان أما إبليس فقد تكفل به خالقه. و أين المجلس الإسلامي الأعلى بالتنسيق مع دار الإفتاء أم نام الكل في الكهف؟. فأمّا أصحاب الكهف فكانوا فتية زادهم ربي هدى فلا غرابة و المفتي شيخ طاعنا في السن و اعضاء المجلس شيوخ كبار فأين التشبيب و تونس عظيمة بإطارات رائدة جديرة بالمسؤوليات العليا و أختم مقالي أين الشيخان مسلم و بخاري في قضية جوهرية في حاجة لمعالجة أسبابها و تداعياتها أم مازالا يبحثان عن الحديث بدرجاته المختلفة؟ أم تراهما تركا الحبل على الغارب . لتونس و لشبابها و طلاب علمهما رب يحميهم و يحفظهم بمحفوظه و هو الحافظ لرسوله يوم التقى الجمعان قال تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } صدق الله العظيم.
أظن أن الشيطان الأكبر أرهبته رابطات حماية الثورة و سيلعن عن هروبه من تونس أو تقديم استقالته لهؤلاء الشياطين. فالشيطان كما ورد في الحديث رسول الله صلى لله و سلم " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمُ مَجْرَى الدَّمِ فِي الْعُرُوقِ ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُوقِعَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا "
و السؤال هنا : إلى متى سيواصلون التشفي و التمرد على القانون؟ فالواجب أن نستعين بعكاز الزعيم و العصا لمن عصى لا عادة الأمن و الأمان قال تعالى {رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
و ختاما أهدي قصيدتي لمن تستهدفه راجيا ان تحرك سواكن مسكونة بالرجس من الآثام
خلعت ملابس فسقي
و لبست جبة التقوى
وجدت جبتي في الفسق
أقّوى ... أقّوى ... أقّوى.
علما أني من عشّاق جبة التقوى. الزيّ التونسي الأصيل.
و نهاية و بداية و خير ما يختم به المقال قول الواحد العلام الذي عينه لا تنام . قال تعالى { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. صدق الله العظيم.
الشاعر القيرواني : محمد الشابي
Email : mohamedchebbi581@yahoo.com
-
mohamed chebbi...