الصوچ صوچها ( الذنب ذنبها)
عندما تنقرض الاخلاق في بلادي !
نشر في 12 فبراير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تخيل معي عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة مجموعة من الشباب واقفين في ركن من اركان الجامعة او في ناصية احد شوارع السوق.
ينظرون الى " الرايحة والجاية " بعين يملأها بريق شهوة حيوانية , كأنهم يفترسون تلك الغزالة بنظراتهم السطحية المباشرة, ويا ليتهم يكتفون بتلك النظرات الهمجية فقط.
بل تتعدى وقاحتهم للتعليق عليها وتقييمها من "عشرة" او التحرش اللفظي والجسدي بها .
ومن المؤلم ان تلك الفتاة لن تستطيع فعل شيء ازاء ذلك وتحاول ان تتجاهل ما سمعت من عبارات سواء كانت ساخرة منها او غزلية قذرية وتتجاهل قصاصات ارقام هواتفهم التي وضعوها في جيوبها وحقيبتها او حتى اذا لمسوها ستكمل طريقها وفي داخلها كيان حطمته قوانين هذه الغابة ..
الغريب ان هؤلاء الشباب سوف يركضون الى المساجد فور سماعهم الاذان ! يا ترى ما رأي شيوخ مساجدنا حيال هذا الامر ؟؟
نعم يحاول اهل العلم البائس الذين يدعون التدين الحد من هذه الظاهرة وينصحونها بالاحتشام وتغطية نفسها ويحاولون ان يفهموها وجهة نظرهم بتشبيهها بالحلوى الذي يجب تغليفها و بالبيت التي يجب ان تستر بالستائر ويشبهونها ايضاً بالجوهرة الثمينة التي يجب وضعها بالصندوق واللؤلؤة داخل المحار، وفي الكفة الاخرى ينصحها اللذين يدعون الثقافة والتحرر بأن تتعرى فرضاً لشخصيتها ويشبهونها بمثالهم المعتاد ب"الساعة" .
سيشبهونها ويمثلونها بكل سلعة وكل غرض لكن منطقهم الموروث لا يقبل ان هذه هي انسانة مثلهم من دم ولحم وروح من حقها الحياة كيفما تشاء دون ان يقيمها احد ويتدخل في شأنها .
مهما احتشمت ومهما تغطت بالاقمشة لن يكفوا عن التحرش بها وهي الاخرى لن تستطيع الدفاع عن نفسها لأن قوانين المجتمع تنحاز نحو الذكور حتى ان اخبرت ابيها او زوجها فستعاقب هي ،ان صرخت على الانتهازيين سيقولون عنها عاهرة وعديمة الحياء فتضطر الى السكوت وقبول الواقع المريض .
ايها السادة لن يجرأ احد على انتقاد الذكر المدلل وسينتقدون دوماً ناقصة العقل والدين !
وسيحاولون دائما ايجاد الاعذار والحجج .
فلو كان سبب التحرش هو الفقر ! فلماذا يتحرش مدير الشركة ؟
لو كان سبب التحرش هو تأخر سن الزواج ! فلماذا يتحرش المتزوج ؟
لو كان سبب التحرش هو الامية ! فلماذا يتحرش المدرس ؟
لو كان سبب التحرش هو لبس المرأة فلماذا يتحرشون بالمنقبة ؟
أسئلة يستحي ان يجيب عنها مجتمعي العاهر الذي يستر جهله القذر بغطاء الدين
يقول نيلسون مانديلا
ليس حرا من يهان امامه انسان و لا يشعر بالاهانة
أسألكم الى متى ؟ متى سنرتقي ؟
متى ستسن قوانين التحرش ؟ متى سيتغير نظرة المجتمع للمرأة ؟
متى سنقتنع انها انسانة ! متى ستدافعين عن حقك او بالاحرى الى متى ستبقى ساكتا عن حق اختك وامك وزوجتك ايها الرجل الشرقي !
بقلم : محمد عصمت فائق اوجي
2016-2-12
اترككم مع فلم قصير صنعته مجموعة من الطالبات حول التحرش في الجامعات الاردنية .
-
محمد عصمت اوجيمحمد عصمت فائق اوجي طالب جامعي / جامعة الموصل /كلية الطب صدري رحب للنقد البناء