عند غروب الشمس الي مسكنها و حلول الليل يبرق القمر ساطعآ ينير الظلمات الحالكة..  آنفسماجي   ' الي مضجعها و هي تسمع الحان ' بيتهوفن ' الشهيرة و قد تشربت اللحن حتي حفظته عن ظهر قلب..  

كان يقودها احساسها الصادق بالاحساس بكل نغمة في اللحن و كان الرسالة الفنية التي اراد ايصالها ' بيتهوفن ' قد وصلتها تمامآ... 

نظرت من شرفة النافذة الي القمر المتلئلئ في السماء فتنها شهابه المضوي في الظلام..  بصرت عيناها اسراب الطيور التي تحلق في الظلام تباعآ فيسري في انفسها حس،موسيقي فنان! 

قادها ذلك المنظر الخلاب  الي ابتكار جو من السكون الروحي اطفئت الانوار و اشعلت شمعة صغيرة ملونة تنير اضاءة خافتة للمنزل نثرت الزهور و الورود في مواضع متفرقة باسلوب جمالي رائع و عطرت الجو برائحة المسك و العنبر ثم افاحت اغلي العطور العالمية و ارقاها تنثر رائحتها في المنزل.. و نثرت الشيكولاتات في علب متفرقة بصورة جميلة.. 

كان يراقبها من شرفة نافذته خلسة و هو يتعجب لمن تعد تلك المرأة الغريبة كل هذا الاهتمام و هي تعيش وحيدة بلا رفيق!! لمحها و هي تتقدم الي شرفة النافذة حاملة الكامنجا و هي تعزف عليها اجمل موسيقي سمعها في حياته... تأكد علي اثرها ان جارته فنانة رائعة بلا منازع و لكن حتمآ القي الي نفسه التسائل لماذا تصر هذه المرأة علي حبش هذه الموهبة داخل منزلها!! 

طبيعة عمل ' يوسف ' كطبيب  جعلته يري حالات غريبة و لكن ' ماجي ' من اغرب الحالات التي قابلها في حياته علي الاطلاق..  

السجل المرضي الخاص بحالة ' ماجي ' مسجل فيه اهم الاحداث التي مرت بها ماجي و وصلتها الي ' العمي  '!! 

اصيبت ' ماجي ' في حادثة انقلاب القطار الذي استقلته مع ابويها و عليه فقدت بصرها تمامآ و لم تكن جاوزت دراسة الماجستير بعد!! 

اتت اليه ' ماجي ' في المشفي و هي تستند علي عصا لتميز الطريق راي فيها حيوية و اصرار و تحدي الازمة كان يكشف عليها و يحذرها من بذل مجهود كبير الا انها ردت بكل عزيمة 

" عفوا دكتور ' يوسف ' انا منشغلة جدا بالعمل علي رسالة الماجستير حتي احصل علي الامتياز بجدارة... " 

" سيكون كل شئ بخير لكن رفقآ بنفسك عزيزتي " 

" لا تظنني ضريرة فحسب الضرير ليس من فقد بصره بل من ضل طريقه " 

" رائع يا ' ماجي ' انتي انسانة تدرين هدفك جيدآ و تصبو اليه "

" لو لم يكن لنا اهداف مؤثرة في الحياة ما بقينا فيها لحظة قط "

" ما فرضيتك دراستك عزيزتي "

" انا احاول ان اثبت تأثير الحس الفني  الموسيقي علي فن التصوير الشخصي و المخطوطات " 

" رائع انتي فنانة بالفعل اي رسام يجب ان يكون لديه حس موسيقي تشعرين ان اللوحات عمل فني موسيقي بذاته " 

" مظبوط هذا ما اقصده " 

عاد ' يوسف ' الي الواقع و هو لاذال حائرآ في حالة ' ماجي ' الانسانة ' و الفنانة '.. 

خطرت بباله فكرة ان يناديها من الشرفة و يتحدث معها قليلا 

" ' ماجي ' هذا انا ' يوسف '  كيف حالك عزيزتي " 

" ' يوسف ' انا الحمدلله بخير مارأيك في المقطوعة التي طورتها منذ قليل " 

" يا لكي من فنانة رائعة احسد منزلك عليكي " 

" اممم شكرا يا عزيزي انت لطيف جدا.. كيف حال العمل معك " 

" لم اجد،انسانة رائعة مثلك يا ' ماجي ' لديكي قوة ارادة عالية عزيزتي " 

" ' انا استطيع ' اهمس بها لنفسك  يا عزيزي سيصبح الحلم امرآ واقعآ يومآ " 

" احكي لي يا ' ماجي ' عن دوافعك للنجاح " 

" النجاح قرار و اختيار يا عزيزتي عندما اصبت بالحادث كان امامي طريقآ واحدآ و هو عبور النجاح و التفوق مهما كانت الاشواك لكن احساس فرحة الانتصار فوق مسرح ارض الميدان هو الحافز القوي الذي شجوني علي ذلك "

" انتي مبدعة و جميلة يا عزيزتي لم تخبريني ما سر البهي الذي اضفتيه لمنزلك اليوم "

" اردت ان اضيف لمسة جمال لمنزلك الصغير لاني اعشق الجمال فالجمال هو من يدخل روحي في حالة الابداع و انتج اجمل الموسيقي " 

" ' ماجي ' انا في حاجة لهذه الجمال عزيزتي تنقص حياتي امرأة مثلك تضع لمستها الجمالية في البيت تتزوجيني يا ' ماجي ' "

" اخجلتني يا' يوسف ' في الحقيقة لا ادري ما اقول " 

احمر وجنتي ' ماجي' و هي تتلعثم في الكلام ففهم ' يوسف ' موافقتها فضحك منها و ابتسم لها بود 

" غدا يا عزيزتي نعقد حفل زفافنا في الجزيرة الخلابة التي تعشقينها " 

" رائع هذه الجزيرة ة مجهولة وسط البحر و سيبذل المعازيم جهودا كبيرة في الوصول الينا " 

" لا يهم يا صغيرة المفاجئة انتي من سيعزف موسيقي حفل زفافنا وسط الحضور "

" اووه هذا رائع شوقتني للحفل " 

علي سطح الجزيرة تالقت ' ماجي ' بثوبها الابيض و التاج المنثور علي شعرها بدات ' ماجي ' بالعزف بهدوء وسط صمت  الحضور الذين بدي عليهم الاعجاب الشديد بينما نظر اليها ' يوسف ' بحب و اهتمام شديد ثم البسها خاتم الزفاف اثناء العزف وسط تصفيق الحضور بينما ابتسمت ' ماجي ' برقة متالقة في ان واحد و كان الحفل صار لوحة موسيقية خلابة!! 

' النهاية '