كم من مسرحيات ناجحة في تونس كانت قبل ذلك مشاريع تخرج ناجحة.

كم من ممثل ومخرج وكاتب وغيره كان قبل كل ذلك طالبا في المعهد العالي للفن المسرحي ينسج خيوط مشروع تخرجه فيكتب ويقتبس ويخرج مسرحيته ويمثل فيها .

يتميز طالب المسرح بتفوقه العملي على نظيره في التعليم الأكاديمي والجامعي، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية مشاريع التخرج للطلاب لتؤهلهم الى دخول سوق العمل دون الحاجة الى التدريب المسبق، وفي نهاية السنة الدراسية يخضع الطالب الى امتحان عملي إضافة إلى مذكرة نظرية .

ويهدف مشروع التخرج إلى التأكد من أن الطالب قادرا على تطبيق المهرات والمعارف التي حصل عليها خلال دراسته الجامعية في ظل توفير النصح والإرشاد والتوجيهات من المشرف على المشروع.

لهذه الأسباب بدأ إضراب الجوع الذي يخوضه ثلة من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي في خطوة تصعيدية بعد مماطلات الإدارة في عدم تمكين طلبة السنة الثالثة من قاعات التمارين وحرمانهم من التدريبات لإكمال مشاريع تخرجهم بعد أن كانت في السنوات الفارطة تسمح للطلبة أصحاب مشاريع التخرج بالتمرين لساعات متأخرة وبتوفير مكان لوضع الديكور ومستلزمات المشروع.

لليوم السادس على التوالي يخوض الطلبة إضراب الجوع تحت شعار" زيد طفي الضو بجوعنا نفكو مشروعنا" في دلالة رمزية على التضييق على التمارين المسرحية الليلية.

" مشروع التخرج هو خطوة أولى للمسرحي في سوق الشغل و تجربة العرض و المسار مهم برشا للطالب باش يعرف وين يحط ساقيه يعني أي نوع من السياسات المستعملة في الوقت الحالي هي ردع و تحطيم لمستقبلو. "

هكذا يعلق أحد الطلبة بالمعهد وهو يفسر أهمية المشروع فغلق قاعات التمارين وحرمانهم من التدريبات لإنهاء مشاريع التخرج التطبيقية وتهديد كل من يمتنع عن هذا القرار بعد أن تم مد مدير المعهد بمطلب استعجالي لاستغلال هذه القاعات من الساعة السادسة مساء إلى الساعة منتصف الليل هو قرار مفاجئ أضيف إليه تهديد الطلبة بالطرد.

هذا الإضراب يأتي تصديا للعبث بمصير الطالب المسرحي بإلغاء مشاريع التخرج نهائيا وطمس حلم الطالب الممثل في تمشي يراه البعض منهم أنه سعي نحو لمحو الجانب التطبيقي من المعهد والاكتفاء بالجانب النظري والانخراط في مشاريع مسقطة تضاف لتعاسة نظام أمد.