تعال ايها الصغير تعال
ألا تريد ثعبانا جديدا ؟
عندما كنت صغيرا كان يباع في مدينتنا لعبة علي هيئة ثعبان ،ثعبان خشبي عجيب ،كنت اري الأطفال الصغار يلعبون به ونفسي تتوق الي شراءه ،واللي اللعب به ،لكن كيف السبيل الي ذلك ؟! وأبي يضيق الخناق تارة بعد تارة ومدة بعد مدة أكثر وأكثر !
افكر ان اختلس مالا من المحل لأ شتريه وأتذكر العواقب فأكف ،إذ كيف أختلس جنيهان بحالهم لأشترس الثعبان ومنذ بضعة أيام كاد أبي أن يحرمني من التعليم بسبب أني قمت بالحلاقة في صالون مما يكلف خمسون قرشا ،قرشا ينطح قرش !!
تبا !
لا أدري ماذا أفعل ولا كيف أمضي ،امر في الشوارع فأجد الاطفال كل وثعبانه وأنا بلا ثعبان ولم تكن عادتي ان أتنازل وألعب مع هؤلاء ،كنت أترفع عن ذلك ويكأني كنت اظن في نفسي الأختلاف ولم أكن مختلفا ،كنت أتوق الي الحريه وإلي اللعب!
لا سبيل الا بالاختلاس ،لا بأس سأحضر المال ولا أظن أن أبي سيلاحظ أني أخذت المال ،سيمر الموضوع وأشترى الثعبان وأخبئه في مكان ما ،الي حين أن أنهي ما أنا مكلف به وأذهب بعدها وأنطلق الي اللعب !
بالفعل اختلست المال وذهبت لشراء الثعبان!
يوم مضي والثاني ثم علم أبي بما حدث ،علم أبي بما حدث ،كنت اعرف ماسيحدث ،أعرف المصير الذي سالاقيه علي يديه ،وتمثلت أمامي مقولة كنت قد سمعتها من قبل ولكن لم اكن أعرف ماتعنيه حتي مررت بما مررت به.
اما كان يكفي ان يضمني اليه ويقول
تعال ايها الصغير تعال
الا تريد ثعبانا جديدا ؟
-
خالد ريانخالد ريان متخرج من كلية الحقوق وشغوف بالمسرح وخصوصا السيناريو ومهتم بالفلسفه والاذاعه