محمية الغابة المتحجرة أجواء سيناوية في قلب القاهرة الجديدة
نشر في 13 فبراير 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كثيرا ما يكون لدينا الاعتقاد حول مصطلح المحمية الطبيعية انه مكان يحمل لافتة ممنوع الاقتراب او التصوير ، مكان لا يحق لنا التعامل معه لأننا غير جديرين بالحفاظ عليه ..و في محاولة جادة و مهمة تبدأ وزارة البيئة في كسر هذا الحاجز بين الانسان و المحميات الطبيعية و التقريب بينه و بين بيئته بما فيها من تنوع حيوي و بيولوجي و ثقافي لكي يحافظ عليها و يكون على قدر من المسئولية في التعامل معها و الاستمتاع بها ايضا..
فالانسان ما هو إلا أحد عناصر الطبيعة سواء بيئة صحراوية أو ساحلية أو غيرها كلها عناصر تشكل الطبيعة و عندما يضر الانسان بالطبيعة ترد بقسوة و هذا ما ظهر بالفعل في مظاهر التغيرات المناخية التي نلمسها حاليا من صقيع أو ارتفاع شديد في درجات الحرارة, وأجواء مناخية مختلفة تلزم على الإنسان التجانس مع الطبيعة لمواجهة آثار افعالنا.. لذلك لابد من زرع فكر التنمية الاستدامة في ابناءنا وشبابنا وجميع المواطنين لحماية البيئة.
و من هنا كان الحلم الذي بدأ منذ ثلاث سنوات كما تقول الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أثناء اطلاقها للحملة الترويجية لمحميات جنوب سيناء منذ أيام قليلة و التي تهدف إلى الترويج للمحميات الطبيعية والمساعدة على خلق منتج سياحي بيئي جديد، بهدف تحقيق تفاعل حقيقى مع المواطن ليرى البيئة فى صورتها الحقيقة التي تمثل الطبيعة و الجمال و الحفاظ على مواردنا الطبيعية وليس فى صورة مشكلات بيئية و تلوث فقط .
فضلا عن كونها فرصة كبيرة لكي يتعرف ابناءنا على ثقاقتنا في المحميات الطبيعية بجنوب سيناء كبداية, نظرا لخصوصية هذا المكان لكافة البيئيين حيث أن اقدم محمية طبيعية موجودة في قلب جنوب سيناء -محمية رأس محمد- وما يسعد اكثر اننا يمكن أن نتعرف على ثقافتنا في جنوب سيناء في القاهرة الجديدة في محمية الغابة المتحجرة.
بدعوة كريمة من الدكتورة ياسمين فؤاد لجمعية كتاب البيئة و التنمية كنا في زيارة ممتعة لتلك المحمية الرائعة التي تحولت الى قطعة من جنوب سيناء كما يقول الشيخ حسين موسى صاحب قرية "غزالة الريم" بمحمية الغابة المتحجرة و هو من أبناء محمية نبق بجنوب سيناء , حدثنا عن طرحه للفكرة على وزارة البيئة ,و اعطاء الفرصة للسكان المحليين لمحاكاة الحياة البدوية و نقلها الى بيئة مشابهه كما هو في محمية الغابة المتحجرة بالقاهرة الجديدة.
القرية مقامة بخامات طبيعية 100% يحاكي فيها الثقافة السيناوية في انشاء الخيم من جريد النخيل في فصل الصيف و من بيوت الشعر في فصل الشتاء , كما تقدم القرية الوجبات السيناوية مثل الكبسة , المندي, خبز الصاج ,شاي الأعشاب و يستمتع الزوار فيها بالحفلات البدوية ليلا و شراء المنتجات المحلية البدوية من مشغولات يدوية و أعشاب طبية و ملابس محلية كنوع من الترويج لثقافتنا و تشجيع المواطنين لزيارة جنوب سيناء .
و يضيف الشيخ موسى ان التجربة عمرها الآن 6 أشهر نحاول الترويج لها أكثر و تلقى اقبالا كبيرا من السياح و خاصة دول الخليج في فصل الصيف . و يراعى فيها جميع الإشتراطات البيئية من عدم استخدام الخرسانات او الطوب و ذلك تحت اشراف كامل من وزارة البيئة.
من جانبه أكد السيد اليساندرو الممثل المقيم الجديد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى وان الحملة تظهر مجهود مصر واستمرارها للتجهيز لمؤتمر المناخ الcop27 الذى سيعقد فى شرم الشيخ، فالان نحن نعمل مع وزارة البيئة فى مجال السياحة البيئية حيث انشأنا سويا مراكز للزوار فى ١٩ محمية طبيعية وتطوير البنية التحتية لهذة المحميات من اجل تجربة افضل للزوار، بما ساهم فى توفر وظائف لأكثر من ٢٠ الف اسرة فى مختلف المحميات ورفعنا الدخل ليصل إلى ١٢٠%، حملة السياحة البيئية فتحت المجال فى آفاق آخرى فى مجال التنمية المستدامة.
يذكر ان الحملة الترويجية لمحميات جنوب سيناء تحت شعار "Eco South Sinai" ، تأتي فى إطار الاستعداد لمؤتمر المناخ cop27 المزمع عقده فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر 2022، وكذلك ضمن حملة ايكو ايجيبت للترويج للسياحة البيئية فى مصر التابعة لمشروع دمج التنوع البيولوجى فى السياحة بالوزارة وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والبنك الأهلى المصرى كراعٍ استراتيجى للحملة.
شرين إحسان
صحفية مصرية
باحثة دكتوراه في الإعلام البيئى
-
شرين إحسانكاتبة صحفية مصرية، باحثة دكتوراة في الإعلام البيئى، عضو جمعية كتاب البيئة و التنمية