أبواق الخسة والنذالة.. الثرثارون والمتشدقون والطبول الفارغة.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أبواق الخسة والنذالة.. الثرثارون والمتشدقون والطبول الفارغة..

أبواق الخسة والنذالة.. الثرثارون والمتشدقون والطبول الفارغة..

  نشر في 24 نونبر 2017 .

أبواق الخسة والنذالة..

الثرثارون والمتشدقون والطبول الفارغة..

هيام فؤاد ضمرة..


عن عائشة رضي الله عنها عن النبي الكريم "إنّ المؤمن ليُدرَك بحسنِ خُلقه"رواه ابن دوود

عن جابر رضي الله عنه عن النبي المصطفى:" إنّ أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإنّ أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون.. قالوا: فما المتشدقون المتفيقهون؟ قال المتكبرون المتطاولون بالقول، يقولون بما هو غير سوي!" رواه الترمذي

قال تعالى: "إنّ الله يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُربي ويَنهى عنْ الفحشاءِ والمُنكر والبَغيِّ يَعظكم لعلكم تتقون" 90 النحل

إن للمتمثل بالنبي ما يهز أعطافه ويبعث همته ويحي ميت العزم ليحي أخلاقه بخلق النبي، فهو ليس من الاسلام بشيء، ما وضع في ميزان أحدكم أثقل من كلام المتشدقون بالغيبة والوشاية والبغضاء وسفاسف القول.

.. بين وقت وآخر يخرج إلينا أحد الناعقون العرب من الشرذمة السفيهة المتصهينة بفحشاء القول، ممن تقدفهم نحونا صحافة دول الخليج ومواقعها الألكترونية دون ما تُرَبِيه آلتهُ الرسمية وأخلاق عروبته وقضاءه الغافي في قعر ميزان العدالة، تحت عنوان ما تتباهى أنْ تطلق عليه الممارسة الديمقراطية بحرية التعبير عن الرأي.. لكن أي رأي يقصدون؟ وبأي قول يتشدقون أبما هو دليل على خواء العقل وسوء الخلق وخيانة الانتماء، هل كل الرأيي في ميزانهم سواء على مستوى الحريات؟ طبعا لا وألف لا، هناك قناعة مستندة على واقع التجربة، ليس أي رأي ينطبق عليه مثل هذا الحكم ، فهناك حرية تعبير يندرج تحت هذا المسمى ولا يصيب ممارسه أي عقاب من الجهات الرسمية المعنية في الدولة، بل على العكس تماما هو يؤجر على عمله مادياً كونه ليس إلا بوق مستأجر رخيص يقبض مقابله المال مما يشبع نهمه العليل بذلة ومهانة.. وهناك تعبير آخر ليس له علاقة بتاتاً بهذا المفهوم تُكبَح لأجله الجماح وتضرب على الأفواه أقفالٌ من حديد، حين الأمر يطال نفس الدولة صاحبة الهيبة المصطنعة، وأيّ حرية تعبير ذلك الذي يمنحه لأولئك المأجورين الملقبين بنفاية الطرقات الموبوءة، الذين هم مستعدون لبيع ضمائرهم على قارعة الطريق بالسعر المتدني طالما ذلك يرضي أسيادهم، وأسيادهم يعتبرونهم مماسح جيدة للزفر المغرق بالنجاس، فيفلتوا عقالهم ليلقوا من أفواههم الآسنة رذاذاً كريها يزكم الأنوف

فكيف حين الذي يزكم الأنوف يصيب شعب هو الذي ثبت علو همته الوطنية بأشرف صورة وأرقى شكل، هو الذي نُكب في احتلال وطنه في ظروف هيمنة استعمارية غادرة،هو الذي قدم خبرته وعلمه وعطاءه على حساب راحته وصحته واغترابه المشقي عن أهله ووطنه وحضارة بلده الراقية من أجل أنْ يرتقي بشعوب بلاد العرب ويساهم في بنائها الحضاري بقوة الساعد وهمة المخلص ليضع عُصارة علمه وخبرته بأخلاقية عالية وإخلاص صادق، لا يعيب العامل الجيد عمله المأجور فالعمل شرف، ولكن يعيب ذلك المواطن الذي يمارس كسله وغباءه وثخانة عقله أنْ يستعين بمن هم أفضل منه حضارياً وما يستطيع لبلادته أنْ يرتقي بإنسانيته، لأنه فقط يحمل فكراً معاقاً وخلقاً متدنياً ونكرانا وجحودا لا يقابله بذلك أحد .. وإنْ كان ذلك لا ينطبق على جميع بنو جلدته لأنَّ هناك مَنْ هم قدوة القدوة في الأخلاق تشرئب بهم الأعناق وتفخر بهم أوطانهم.. فالمتشدقون خسة هم فئة نكرة تشوه أوطاناً عظيمة كأوطانهم.

لا يُسيء الشعب الفلسطيني الحرّ الأبي الرافع الوحيد لراية النضال منْ أجل تحرير كامل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، المسجد الباكي على هوان العرب وخيارهم طريق الذِلة ، أقول لا شيء ينزل من قيمة الفلسطيني الشامخ الشريف الذي دفع أرواح ودماء شبابه سخياً، من أجل الأرض الطهور والوطن الغالي أن يأتيه الغدر طعنة مؤلمة بالظهر من أشقاء له، فهو ماض في نضاله لا يلوي شيئاً ولا يلتفت نحو الأقزام الذين يضحكوننا في رقص ألسنتهم المهين، فالأيدي الطاعنة ما هي إلا أيد أجيرة تتصل بأياد أسياد أكبر، لكنهم أكثر تجبراً وظلماً وخيانه، ما يوصف في عرف العامة أنهم الأحقر على الاطلاق، فالأمر بات عندهم سواء وأخلاقهم ذوت فيهم إلى الحضيض فهم حثالة غير جدير ذكرها، فقد تأكد الأمر للمواطن الفلسطيني أنّ حكام اليوم ليسوا أنفسهم حكام الأمس، وأنَّ رجال الأمس ليسوا أنفسهم رجال اليوم، وأنّ زمن الأقنعة والتواري خلف أكمات العهر ولت، وصار القواد يروج لمومسته وهو يقف برعونة المسلوخ عن جلده مبحلقاً عينيه دون ما تهتز له لمحة من ضمير أو تنتابه حمرة من خجل، وعلينا أنْ نعترف أنّ عهد الرجال العظام ولى وحل محلهم أقزام الأقزام.

فمن هم أولئك الملوثون بالخيانة العظمى، الشاذون وطنياً حد الوطء، المقززون حد التقرح المقرف، المصلوبون على ألواح الخزي بعرض لواطهم السقيم، المتكالبون على الخيانة العظمى لأنهم يرون أنفسهم في مواقعهم الصحيحة، هم ليسوا منا الحمد والمنة لله ولا نرضاهم في جانبنا وإنْ غطت عليهم دولهم بعباءتها الفخيمة فرائحتهم ستظل تزكم الأنوف عن بعد بعيد مهما تعطروا بفاخر العطر الباريسي وارتدوا ماركات جيفينشي وأخواتها سيظل نتنهم نتن الساقطين نذالة وجحودا لا يلغيه شيء في الوجود، فنحن ننظر إليهم على أنهم ليسوا غير قمامة عفونتها تنشر الامراض الخطيرة فنتبرأ منهم إلى يوم الدين، ومن شغلهم وأطلق ألسنتهم النتنة سيحتقروهم أيما احتقار ويستخدمونهم فيما يستخدم به الساقطون والمنحلون، إنْ كانت أخطأت صحفهم وفضائياتهم في نشر خزعبلات المعتوهين فهي إنما تعلن أنها منهم وهم ينتمون إليها فبئس ما انتموا إليه وبئس ما هم عليه من خزي وعار، فهلاكهم قريب وتقزمهم عليل فيسظلون تاريخياً أولئك الهاربين من واجب المواجهة حين واجهت أوطانهم المحنة، وسيظلون مطالبون مِنْ أمريكا تسديد فاتورتهم في النيابة عنهم في تحرير أوطانهم وتقديمها إليهم هدية، في عادة القول أنْ نكملها ونقول: ما منها جزية، لكنهم وهم راضخون سيدفعون الجزية بقيمة ما دفعته شقيقتهم العربية أضعافا مضاعفة، فهل يفوتهم أنهم أصبحوا تحت رحمة أخبث الدول وأشدها هيمنة تلك التي تملك أجندتها الخاصة والتي لا تخفى عن عاقل ..؟

فاشرئب بقامتك الفارعة أيها الفلسطيني فأنت الشامخ دوما بالعظمة، رجالكم رجال في زمن تقزمت به الرجولة، ورجالهم عظام حين خابت النفوس وتشوهت الوجوه..

وتمايسي شرفاً أيتها الفلسطينية فنساء فلسطين نساء العفة والطهر والشرف في زمن ضاع فيه شرف نساء دول أخرى انصعن لعادات المستعمر وخلعن عنهن رداء عفتهن ورضين أن ينسقن وراء رعونة الانفلات بحجة الانتقام من أزواج لاكوا أحذية الغانيات، وأطار السكر ما تبقى من عقولهم وتوازنهم حتى داستهم أرجل البغاء ، يلعقون أرجلهن كما يلعقون صدور أمهاتهم حين كانوا يحتمون بحنانهن، فصاروا يحتمون طوعاً تحت أرجل الغانيات، فهنيئاً لك أيها الفلسطيني أنّ ساعدك ما زال يلوِّح بالبطولة بكلّ شرف رغم كلّ المحاصرة الصهيونية والعربية تلك التي كشفت وجه صهيونتها السافر وأعلنت الحرب على الفلسطينيين لا على المحتلين، فيما خرت ساجدة على ركبتيها وساعديها عند أرجل الصهاينة المحتلين لوطن القداسة كجزء من قيمة فاتورة عليه دفعها وهو يُجلد بالسوط على مؤخرته كما الحيوانات حشاكم الله.

السم الزعاف الذي يبثه متشدقي الخيانة السفيهة وهم يمورون في ضلالهم الصفيق ليس إلا نعيق الحسد والكراهية والتشاؤم والتضاؤل لقوله عليه الصلاة والسلام "وإن في أصواتهم لصوت الحمير" وأزيد على ذلك أنّ في تبجحهم لصوت نعيق الغربان التي تنعق لتنثر الشؤم والأحقاد والموت الزؤام لهم وليس لغيرهم، فليسيروا بخيانتهم الذليلة ممرغين بعريهم المُخزي فالشعوب تعي الحقيقة تماما ولن يعنيها غير أنْ تملأ جوف فيها باللعاب وتقذفه باتجاه وجوههم المشوهة.

لا أظنها خارطة الوطن العربي ستقوى يوما على الابتسام والجسد فيها يئن تحت وطأة تلك اليد العدوة القابضة على عنقها تعتصر مسرى أنفاسها قبل أنْ تمارس ألاعيب شتى لهدف ممارسة التمزيق والتفتيت وبث الأحقاد والكراهية والتعصب البغيض واطلاق الأبواق الصفيقة لتعيث فساداً وإفساداً، وهذا شأنها وديدنها على ما تخبر به الأحداث التاريخية.

فاتقوا الله وأطيعوه واسحبوا من جوفكم شوكة السوء لتتخلصوا من سمها وسمات تخريبها فيقويكم الله وينصركم على القوم الكافرين.


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 24 نونبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا