لكل شيء معالم تدلّ عليه ، وأوصاف تبين به ، خاصة إذا اشتبهت الأمور على الناظر ، أو ادّعى مدّعٍ لما ليس له من تلك المعالم ، ولذا يحاول كثير من المتصنعين الاتصاف برجاحة العقل وكماله ، لكن قد يجهل البعض بأنّ هذه المعالم والأوصاف تتكوّن من ألفاظ ومعاني ، قد تجتمع في شخص ، فيحوز السبق في كمال العقل ، وقد تنقص فيه فيتناقص التكامل بمقدار نقص هذه المعالم والأوصاف .
وتنقسم تلك المعالم الدّالة على رجحان العقل وكماله إلى ثلاثة أقسام :
الأول : ما يتعلّق بالألفاظ مثل :
1 ـ قلة الكلام .
2 ـ عدم الخوض فيما لا يعني .
3 ـ عدم الخوض في لهو الحديث .
4 ـ عدم التحدّث في مسائل العلم إلا بعلم إلا أن يكون على سبيل التّعلّم الصادق .
٥ ـ عدم نقل الأخبار إلا ببيّنة .
٦ ـ عدم اتهام الآخرين في نيّاتهم أو أعراضهم ، أو نسبة قول لهم لم يقولوه .
٧ ـ عدم الإفراط في مدح أحد ولو كان قد أحسن إليك .
8 ـ عدم المسارعة إلى نقل الأخبار المحزنة أو السيئة .
9 ـ الحديث مع كل إنسان بما يناسبه .
10 ـ عدم الشماتة بالمبتلين من المسلمين .
11 ـ القول الحسن السديد .
الثاني : ما يتعلّق بالأفعال ، مثل :
أ ـ قلة المزاح .
ب ـ عدم القهقهة عند الضحك .
ج ـ الاهتمام بالوقت والعمر .
د ـ عدم مخالطة أهل اللغو واللهو .
الثالث : ما يتعلّق بالصفات ، مثل :
1 ـ الشجاعة والقوة من غير ظلم .
2 ـ الرفق واللين من غير ضعف .
3 ـ سرعة البديهة في ردة الفعل على الآخر .
4 ـ تنزيل القول والفعل المناسبين في الوقت والمكان المناسبين .
٥ ـ احترام الآداب العامّة .
٦ ـ مصاحبة الأخيار .
٧ ـ الإحسان لمن أحسن إليه .
8 ـ الاتزان في السكون والحركات .
9 ـ زمّ النفس عن ملذاتها .
10 ـ حسن الخلق .
وإنّما كان التميّز بمثل هذه الألفاظ والأفعال والصفات لأنّها مما تشتبه وتلتبس على كثير من الناس ، بل ويدخلها السهو والنسيان .
-
alhajlaكل حدثٍ له نَفَسٌ إيجابيّ ...