إنتحار فني - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إنتحار فني

  نشر في 05 يوليوز 2021 .

و لأن لا احد منا يحاول ان يرمم التصدعات بجدرانه الداخلية ، نتهم الأشخاص و الحظ و الطقس و نمنح انفسنا الكثير من الأعذار لتبرير فشلنا و عثراتنا المتلاحقة

و ربما هذا ما كنت افعله بالسابق ..

بجسد شيخ و ذاكرة طفل لا ذكريات له ، أقف عند منحدر المساء الشاهق ..

من علو ثلاثين طابقا رميت بنفسي ..

كنت سأسقط فوق سيارة فيراري حمراء ركنها أحدهم بجانب الرصيف .

كنت مولعا بالنهايات الفخمة مثل تلك السيارة تماما ..

ربما سأجسد لوحة لا مثيل لها ، وسيتسابق المصورون لأخذ الصور من كل الزوايا ،ستكتب الصحف كثيرا عني ،و ستكون صورتي الكبيرة المعنونة بإسمي تحتل الواجهات الأمامية لكل جريدة و مجلة ...

هذا ما كان سيحدث لو أني لم أتمهل قليلا

و أحاول كل مرة البحث عن شيء يستحق البقاء لأجله ..

ربما لا شيء كان يستحق ،بعد أن استحالت الرؤية ،و انطفأت الرغبة فينا ، تلك الشعلة و ذلك الدافع الذي كان يدفعنا بقوة لمغادرة الفراش كل صباح ، لتغيير نمط حياة لم نتقبلها ،لم يعد موجودا..

كل شيء إنطفأ فينا ..

لقد كنت طوال سنوات مرت ، أحاول جاهدا التغيير ، كأن استيقظ كل صباح و اركض لمسافات طويلة ، أن أتناول وجبة صباحية صحية ، أن أغير فنجان القهوة بحبة موز أو قطع فراولة ..

بهته المدينة المكتظة بالفراغ كنت احاول ان اغير كل شيء ، وجبة الصباح نغمة المنبه ،لون الغرفة ، زجاج النافذة ، الياسمين بالمزهرية ..

فشلت في الركض، في الاستيقاظ، في التغيير ..

لم يتغير لون الغرفة و لا زجاج النافذة ، و مات الياسمين بالمزهرية منذ زمن ..

ربما تغيير ملابسي هو الشيء الوحيد الذي نجحت في فعله.

تلاشت كل الألوان ، لون واحد فقط كان يغلف روحي ، لون العتمة .

دنوت من النافذة و نظرت إلى الأسفل

كنت أحضر نفسي، مثل شاب يجهز نفسه لخوض غمار تجربة،و يخاف أن يصاب بمكروه ، و هل هناك مكروه أكبر من الموت ..

هل هناك شيء يعادلها غير الحياة التي أعيش ..

لاشيء ..

أخذت نفسا عميقا رميت بالرجل الأولى و شددت بيدي وتمسكت جيدا بإطار النافذة ..

كنت سافعلها ،لولا تلك الصدفة التي قلبت حياتي و عبثت بمعالم قصتي.

قد يتساءل البعض لما النافذة و ليست الشرفة ..

كنت أحب فعل الأشياء على طريقتي ،ربما حتى بالموت كان يجب أن أترك بصمتي الخاصة .

كان لابد ان يكون لرحيلي ضجة لم أكن قادرا على إحداثها طوال حياتي

بذلك الصباح كنت عاجزا ،لا بل إحساس اللاشيء كان يستولي علي ..

إحساس من فقد كل شيء ، من أضاع عزيزا و فقد الأمل في إيجاده ..

إحساس العاجز الذي أغلقت الحياة نوافذها بوجهه و تركت له نافذة وحيدة بشقته ..

كل الأحاسيس تجمعت بداخلي و كأن هناك من عزمها لحضور عزاء بمنزلي ..

أنظر إلى المكان من حولي ، لم أنم بغرفتي

فوق أريكة المعيشة ، مستلق بعد ليلة عسيرة أمضيتها و لا ادري كيف مر ليلها بعد أن ظننت أنه لن يمر ..

تلك الافكار التي تجمعت برأسي ، تلك العثرات و كل ما يشير إلى السقوط إلى الإنكسار زارني ليلة البارحة ..

كانت ليلة قاسية جدا لم أستطع ان احظى فيها بغفوة من النسيان ..

فقد كان النوم مفري الوحيد دائما و مهربي من كل سقوط من كل خيبة ..

أنظر إلى القوارير من حولي ، إلى تلك المعاصي التي تحيطني .

تحييني اللوحات المبعثرة بالغرفة و يلوح إلي الطفل السجين من بعيد بيديه مرحبا، حتى هو يبحث له عن مخرج للهروب عن شبر لم ألمسه بقلمي للإختباء

أسألني كيف نسيت أن أحرقها ..

لا لن أحرقها ،ربما كان علي أن أحرق نفسي بالمعرض أمامها ليكون لفني قيمة ، ليكون للوحاتي وهج و بريق يُرى .

ضاعت مني الفرصة بذلك المعرض اللعين ، الذي شهد حضور الكثير من الأبقار التي تدعي تذوق الفن و فهم الإيحاءات و التجريد .

لا أحد كان قادرا على فهمي لا أحد ..

كل ما حملته لوحاتي ، كان صراعا مع الماضي التعيس ،و معاركا ضارية مع الأيام السوداء التي عشتها ..

ربما لا يحس بنا إلا من سلك نفس الطريق الذي سلكنا و عاش ظروفا مشابهة لما عشنا

كان الأسود و الأبيض اللونان الوحيدان اللذان يستحوذان على جل لوحاتي ..

لا أحد من الحاضرين سألني عن ذلك الطفل بكل لوحة ،لا أحد .

أنظر الان الى اللوحات ، و أقول بنفسي ربما حين أموت سيكون لها صدى و ستخلد مثل لوحات فان جوخ بعد ان قطع جزءا من أذنه و ختم ملحمته الفنية بانتحار خلد اسمه بعالم الفن و جعل من لوحاته تتصدر المعارض و يضارب عليها في المزادات بملايين الدولارات ، و غدت محل اهتمام الكثيرين بالمجال .

قال فان جوخ لأخيه ماثيو بالدقائق الأخيرة قبل موته جملة بقيت ترن في أذني

La tristesse durera toujours

ربما هو كذلك الحزن يدوم للأبد ..

يا لهذا العالم الأحمق يمنحونك بعد موتك ما كانوا عاجزين على رؤيته وانت على قيد الحياة بكل حضورك ..

مجتمع متناقض ،مهووس بكل ما هو مفقود

ربما بعد انتحاري سيكون لي اسم ، و سأخلد فني مقابل سقوط حر ..

كان لابد أن أضحي ،كان لابد أن أموت ليعيش إسمي ، كان لابد أن أختفي ،أن أنطفيء لتتقد شموع فني ، و تصير لتلك اللوحات التي يراها البعض خربشات قيمة في عالم الفن، تلك القيمة التي لم أحظى بها و أنا على قيد الحياة ..

سيتجادل الكثيرين حول الطفل باللوحات ، حول الأبيض و الأسود ،حول التجريد المميز

سيحاول كل شخص إظهار قدراته ، و توجيه الأضواء نحو شيء ما بلوحاتي ،سيصبح الجميع نقادا و أصحاب نظرات ثاقبة ..

و انا الذي شاركت بالمعرض أمس و لا أحد لفت انتباهه شيء او سألني عن شيء ..

و كأن كل شيء كان واضحا ، و كأني اعتمدت الواقعية بلوحاتي و لم اجرد الفن من قشوره ..

كانت العتمة تطغى على مساحات كبيرة حولي وتسدل سدائلها دون أن تسمح لخيوط الضوء بالمرور عبرها .

فتات من الضوء المنعكس بالنوافذ هو ما كان يرشدني ويزيل بعض الظلام عن مأساتي الصباحية

رميت عني ذلك الكسل و كل الأثقال التي كانت تثبتني فوق الأريكة

في أول خطوة دست على قطعة زجاج من بقايا قارورة محطمة ..

آه ،يا إلاهي ، عدت إلى الأريكة و حاولت أن أتفقد اسفل قدمي ، نزعت قطعة الزجاج و وضعتها فوق الطاولة دون أن أشعر بشيء

في السابق كان بإمكان شيء صغير أن يرديني الفراش لأسبوع او اثنين ، لم اعد أحس بالألم اليوم .

نحن حين نعتاد الألم ،تصير في أعيننا الأشياء و الجراح التي يراها البعض كبيرة ، صغيرة جدا ...

تخطيت الزجاج بحذر و شغلت المذياع مثلما اعتدت بالمساء ..

لقد كان درويش يزين صباحي بجمله المفرطة عن حب الوطن ، الحب الذي لم أؤمن به يوما ..

ربما لم أجد من يقنعني باتباع هذا الدين الذي يدين به الكثيرون

حبنا للوطن استحال بوجود لصوص نهبو خيراته و تركوا لنا شعارات الوطنية لنتغنى بها ،فراعنة أذاقونا العذاب و جل معاني الذل و الإحتقار و الجوع ، و الحزن ، جبابرة أرغمونا على حزم حقائبنا و مغادرة الوطن ..

يأتي صوت درويش متمهلا ،بقوة حرفه المتناقض مع إحساسي ، و إيماني يؤكد كل مرة أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة ..

و أنا الذي بحثت لحد الآن و لم أجد ما يستحق أن أظل لأجله ،بالعكس تماما ، ربما وجدت الكثير من الأشياء التي تستحق أن أموت لأجلها ..

كان درويش انتفاضة قلم ، و حرب أخرى لم تنتهي بعد، هي صرخة روح تأبى الفناء ..

هي ثورة لازالت موقدة ، تبدأ كل مساء من مطبخي فوق الموقد تغلي مع قطرات الماء و تنتهي بآخر ملعقة سكر بفنجان قهوتي ..

و تتوج بانتصار ساحق فوق طاولة خشبية بشرفة شقتي..

طاولة دائرية بزخراف عربية تتوسطها مزهرية زجاجية تعتليها ياسمينة دمشقية تعانق أخرى فلسطينية ،كنت كلما جلست إليهما ، أسمعهما تتبادلان الحديث حول نهاية الحرب ، حول العودة إلى الوطن، و أحيانا أخرى تتساءلان حول المجازر التي ترتكب في حق أبناء جلدتهن من الياسمين و الزنبق و الزعتر بكل ضفة.

أزحت الستائر و أغمضت عيني أمام حدة الضوء ...

كانت لطخات الدم الصغيرة تملأ الأرضية ،مثل لوحة من لطخات عشوائية بالأحمر ،

أحببت فكرة الرسم بالدم بعدما عجزت الألوان عن التعبير أكثر .

بتلك اللحظة لم أكن أحس بشيء ،فقد تجاوزت تلك المرحلة .

أنظر إلى ساعة الحائط ، الحادية عشر و أربعون دقيقة ..

كان يوما مناسبا للإنتحار ..

سيلتقط المصورون صورا رائعة لي و أنا ملقا فوق سيارة الفيراري الحمراء.

قبل أن اتجه نحو النافذة، نظفت الأرضية بسرعة ، أخذت حماما خفيفا وارتديت بدلتي البيضاء التي كنت أتركها للمناسبات الخاصة فقط .

أليس الإنتحار مناسبة خاصة أيضا ؟

اخترت الأبيض لكونه الأحب إلى قلبي ، هو عنوان للصفاء و النقاء و السلام ..

و لأنه أيضا يضفي لمسة جميلة على الأحمر .

وضعت بعض العطر ،إرتديت حذائي الجلدي

إقتربت من النافذة بخطوات الأبطال بالحروب ، اولئك الذين يضحون و يعدمون لاجل الراية ، كنت أنا سأضحي لأجل الفن

خمس دقائق كانت الفاصلة بيني و بين النهاية التي رسمتها بذهني هذا الصباح

كدت أن أفعلها ...

رن الجرس ...

تعكر مزاجي أكثر

يا ترى من هذا الأحمق الذي يقاطعني ..

تبا .

فأنا لا أنتظر أحدا ..

سحبت رجلي من النافذة

.حملت تلك القوارير بسرعة و رتبت الاريكة

كان الجرس يرن بداخلي ، يتكرر بوتيرة متسارعة ،و كان هناك من هو مستعجل اكثر مني .

فتحت الباب مخفيا غضبي خلف أناقتي المبالغ فيها ..

كانت تخطو مبتعدة نحو المصعد ،لو أني لم افتح الباب بآخر لحظة ..

توقفت و استدارت نحوي ،كانت تحمل معها حقيبة صغيرة أظنها خاصة بكاميرا التصوير ..

كانت تنظر إلي نظرة ناقد يتامل لوحة فنية من الأعلى للأسفل ، يحاول فهم المعنى ..

لقد كانت جميلة جدا و زادتها باقة أزهار الأوركيد تلك جمالا .

لم يكن مزاجي يسمح لي بالتركيز على التفاصيل ، ولكن جمالها كان مستفزا

إقتربت مني ، مدت يدها مصافحة

وقالت بلهجة بريطانية سريعة : إيفا جونسون ..

و سألتني قائلة :

do you speak Englis?

واصلت حديثها دون ان تتمهل او تترك لي فرصة للحديث ..

إن لم أكن مخطئة فانت الفنان ورد بديع

متشرفة بلقائك ..

صافحتها بدوري و حركت رأسي بالإيجاب وقلت لها :لي كل الشرف .

أضافت :

أنا صاحبة معرض( black and white)

الموجود بلندن ،أعتذر على إزعاجك بهذا الوقت دون أن أخذ موعد.

فقد وصلت متأخرة بالأمس ، و فاتتني الفرصة لحضور معرضك بعد أن علقت بزحمة شوارع نابولي المكتظة .

خفت ان تضيع علي الفرصة مرة أخرى دون ان أحظى برؤية أعمالك .

بالكاد استطعت إيجاد عنوان اقامتك

لقد ألقيت نظرة على كل لوحاتك و أعمالك الفنية التي تعرضها على موقعك الالكتروني ، و كان لا بد ان أحظى بواحدة منها على الأقل ،سأكون ممتنة إن كانت أعمالك الرائعة ضمن معرضي الفني الذي يضم أروع اللوحات لفنانين شباب من كل أنحاء العالم .

بقيت صامتا أصغي إليها ، إلى عينيها الجميلتين ، و شعرها الأحمر المنسدل مثلما ينسدل الخريف فوق الشجر ..

لاحَظَت أنها لم تمنحي فرصة لأتحدث .. اعتذرَت بطريقة لبقة تجعلك تقبل اعتذارها قبل ان تعتذر ..

قلت لها يبدو أنني غني عن التعريف ..

أشرت بيدي الى الشقة تفضلي يا آنسة .

كانت تلك الفتاة تناهز الثلاثين..

رشيقة الجسم ،طويلة القامة بوجه مستدير وعينان عسليتان واسعتان و أنف دقيق تعتليه حبات نمش تزيدها بهاءا و حسنا ..

مرت بجانبي متجاوزة باب شقتي

كان عطرها مألوفا جدا

عطر مميز تضعه معظم سيدات باريس

تغير مزاجي فجأة و انقبض صدري

عاد إلي ذلك الشعور السيء مجددا ..

هو نفس العطر الذي كانت تضعه احداهن ذات يوم ، نفس العطر .

قدمت إلي باقة الزهور ..

رافقتها نحو الاريكة ،بسرعة حملت كل اللوحات المبعثرة و وضعتها بزاوية قرب النافذة

قلت لها اعذريني عن الفوضى ..

لم تتفاجأ و قالت هم هكذا الفنانين يتخذون من الفوضى أسلوب حياة .

بنصف ضحكة قلت : يبدو أنك تعرفين الكثير عنا نحن الفنانيين .

ازالت بأصابعها الرقيقة بعضا من خصلات شعرها عن وجهها القمحي.

و إبتسمت قائلة :أنتم الفنانين من الصعب فهمكم .

صدقني ،فمهما كنت تعرف عن الفنان ،فاعلم أنك لم تعرف شيئا .

لم أترك لها المجال لإضافة شيء و سالتها :ماذا تشربين شاي ،قهوة ام عصير ؟

قالت :قهوة و استوقفتني مضيفة ،أريدها شرقية

إبتسمت في وجهها و لا ادري كيف استطعت ان أصور لها تلك الابتسامة الزائفة

قلت لها : ستكون كذلك ،شرقية كما تودين

يبدو أننا حتى ولو امضينا كل حياتنا هنا ،ستبقى صفات و ملامح الشرقي مطبوعة فوق جباهنا ..

كانت لدي حساسية زائدة من كل شيء ،من كل كلمة او عبارة او تلميح يشير إلى اللاجئين او المغتربين ..

أنا اعرف انها لا تقصد شيئا ،ربما قالت ذلك لمعرفتها المسبقة عني او لحبها الكبير و ولعها بمذاق القهوة العربية

ليس هذا ما أزعجني في الحقيقة

كنت أقول بصوت غير مسموع هي فقط

لم تكن موفقة في اختيار الوقت المناسب وزيارتها هته لم تكن في محلها إطلاقا .

جلست فوق الأريكة و باشرت انا بتحضير القهوة بالمطبخ

كان مطبخي ككل مطبخ غربي مفتوح على غرفة المعيشة

كنت أحضر القهوة و انظر إليها بنفس الوقت ،وأسالها عن تفاصيل رحلتها و الاجواء هناك ببريطانيا

تحدثنا قليلا ، كان يبدو من حديثها أنها تعرفني جيدا كفنان ،و كنت ضمن برنامجها منذ فترة ..

وضعت حقيبتها جانبا ، و قالت :

بما أن كوب قهوتي لم يجهز بعد ،هل استطيع ان ألقي نظرة على هته اللوحات

لو سمحت ؟

بالطبع ، خذي راحتك ..

شكرتني و اتجهت صوب اللوحات تتأملها بعمق .

كانت تنظر الى الرسومات بإعجاب و انبهار لم تكن قارئة فنجان بل كانت قارئة فن ..

تتذوق اللوحات ترتشف الألوان بعمق .

لم أرى احدا من قبل يطيل النظر في لوحة فنية و يستمتع بتفحصها لهته الدرجة .

كلهم كانو يمرون مثلما يفعل القطار بالمحطة

كانت كمن عثر على كنز ، كمن تعثر بالموناليزا ..

وضعت القهوة بالصينية و بجانبها في صحن صغير قليلا من العسل ..

أما عن السكر فنحن من نختاره بقهوتنا ..

و لأنها عربية نرغم الآخرين على تذوقها وفقا لقوانيننا ...

نختار ملاعق السكر بحذر و نزفها للضيوف متجملة ،كما نريد ..

ربما هذا الذي استطعنا ان نتحكم فيه كعرب ،الشيء الوحيد الذي نحاول ان نفرض فيه انفسنا بعدما سلبت من أيدينا الحضارة ، و انطفأ المشعل ، و تقهقرنا لنصير عبيدا بعد أن كنا بالأمس ملوكا على البحار و سلاطين بالشرق و الغرب ..

كيف تسرب كل شيء من أيدينا بهته السرعة ، كيف بعنا الوطن للغريب و أصبحنا خداما بأرضنا .. و غدا الغريب سيدا .

ما الداعي لطرح كل هته الأسئلة المتأخرة ،الآن .

لا أدري حقا ...

سوف تفقد القهوة وهجها إن بقيت افكر هكذا ..

أضفت ملعقتين من السكر و تذوقتها ، كما أريد تماما ، و ليس كما يريد ضيفي

كنت أخاف أن يفرط الضيوف في وضع السكر او يقللو منه ،و يفسدون مذاق القهوة بجهلهم لطقوسها .

يتبع ...

موساوي عبد الغني 



  • 5

  • Abdelghani moussaoui
    أنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
   نشر في 05 يوليوز 2021 .

التعليقات

Dallash منذ 3 سنة
رائع اخي عبد الغني سلم المداد
2
Abdelghani moussaoui
من جمال ذوقك ، أشكرك جزيل الشكر ،تحياتي ⚘
Fatma Alnoaimi منذ 3 سنة
بإنتظار الجزء الثاني
قصة غنية
بالتفاصيل تجبرك على طلب المزيد..
استمتعت جداً بالقراءة.
3
Abdelghani moussaoui
من الجميل أنها نالت أعجاب مبدعة مثلك ..
أشكرك كثيرا ..
سيكون هناك جزء ثان عن قريب ان شاء الله ..
تحياتي
Fatma Alnoaimi
أنا من عشاق القراءة والكاتب الحقيقي
يشدك لتغرق في تفاصيل النص،
ولا تتخلى عن دهشتك حتى آخر حرف.
كل الشكر لك على تلك المتعة التي تمنحها للقارئ.

Abdelghani moussaoui
هذا من دواعي سروري، و من جمال و اناقة ذوقك بالطبع ..
اشكرك على كلماتك الداعمة المحفزة ،أسعدني مرورك ، استمتعي بالجزء الثاني للقصة ، اتمنى ان تكون ضمن توقعاتك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا