سماوية الرسم القرآني - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سماوية الرسم القرآني

  نشر في 05 أبريل 2022 .

المقدمة

هذه رسالة في سماوية الرسم القرآني وان القرآن كتاب منزل من عند الله تعالى بالصورة الكتابية المعروفة المتواترة. فرسم القرآن تنزيلي وليس عثمانيا كما هو مشهور بل وليس بالأصل سنيا نبويا ولا ارشاديا اماميا وانما هو تنزيلي قرآني. اذ ان التوقيفية ثلاث درجات بحسب الحجة؛ تنزيلية قرآنية وسنية نبوية وارشادية امامية، وتوقيفية الرسم القرآني من اعلاها أي التوقيفية التنزيلية القرآنية. ومن هنا يكون الأنسب وصف الرسم (بالرسم القرآني) اشارة الى قرآنية الرسم، فهي أفضل من عبارة (رسم القرآن).

الأدلة

فصل في ان القرآن كتاب

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ [الأنعام/92]

قال الله سبحانه وتعالى:

( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ [البقرة/89]

قال الله سبحانه وتعالى:

(كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ [الأعراف/2]

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا [الأحقاف/12] القبلية دالة على وحدة السنخية فتكون الكتابية نفسها ومن المعلوم ان كتاب موسى نزل مكتوبا فيجري ذلك على القرآن. فهذه الاية كالنص على ان القران نزل كتابا مكتوبا.

قال الله سبحانه وتعالى:

(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ [آل عمران/3]

قال الله سبحانه وتعالى:

(تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ [يونس/1] فهل يعقل ان يصف الله تعالى ما يكتبه الناس برسم منهم انه الكتاب.

ال الله سبحانه وتعالى:

(تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف/1، 2] وهذا الاية تشير الى ان العربية مقومة للقرآنية فلا قرآن بغير العربية، فالترجمة تكون بيان للقران وليس قرآنا.

ال الله سبحانه وتعالى:

(قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى [الأحقاف/30] وهو كالصريح بالكتابية لان كتاب موسى مكتوب كما هو معلوم.

قال الله سبحانه وتعالى:

( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا [الزمر/23]

فصل في ان القرآن كتاب الله تعالى

القرآن ليس فقط كتابا منزلا بل ان القرآن يصرح انه كتاب الله وليس فقط كلامه الذي كتبه الملك او النبي او الامام او الصحابي. فكتابتهم صلوات الله عليهم له فرعية وليست اصلية.

قال الله سبحانه وتعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ [فاطر/29]

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ [الكهف/27]

فصل في الكتاب المكنون

كيف يجتهد مجتهد ويمكنه القول بعدم التوقيف والله تعالى يقول:

(إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة/77-79]

قال في تفسير الجلالين - (ج 11 / ص 55)

{ فِى كتاب } مكتوب { مَّكْنُونٍ } مصون وهو المصحف.

وفي تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (ج 9 / ص 340) « في كتاب مكنون » أي مستور من خلقه عند الله و هو اللوح المحفوظ أثبت الله فيه القرآن عن ابن عباس و قيل هو المصحف الذي في أيدينا عن مجاهد.

وفي الدر المنثور - (ج 9 / ص 398)

وأخرج آدم ابن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } قال : القرآن في كتابه

وفي المحرر الوجيز - (ج 6 / ص 291)

واختلف المتأولون في قوله تعالى : { في كتاب مكنون } بعد اتفاقهم على أن المكنون : المصون ، فقال ابن عباس ومجاهد : أراد الكتاب الذي في السماء .

وفي التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - (ج 9 / ص 497) وقوله " في كتاب مكنون " قيل: هو اللوح المحفوظ أثبت الله تعالى فيه القرآن والمكنون المصون.

فصل في الأدلة السنية

جاء في المستدرك عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله نؤلف القرآن من الرقاع.

وفي تفسير القمي: عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: يا علي القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه.

تتمة

قال الحارث المحاسبي : (كتابة القرآن ليست بمُحدثة ، فإنّه ـ صلَّى الله عليه وآله ـ كان يأمر بكتابته ، ولكنّه كان مفرّقا في الرقاع والأكتاف والعُسُب ، فأمر الصديق بنسخه من مكان إلى مكان مجتمعا ، وكان ذلك بمنزلة الأوراق وجدت في بيت رسول الله ـ ص ـ فيها القرآن منتشراً فجمعها جامع وربطها بخيط لا يضيع منها شيء) (فهم السنن).

وقال أبو شامة : (وكان غرضهم ـ أبي بكر وغيره ـ أن لا يُكتب إلاّ مِن عين ما كُتب بين يدي النبي ـ صلَّى الله عليه وآله ـ) (الاتقان).

قال الزركشي : (أمّا أُبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، فبغير شكٍ جمعوا القرآن ، والدلائل عليها متضافرة) (البرهان).

قال الزرقاني : (... وكان رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله ـ يدلّهم على موضع المكتوب من سورته فيكتبونه ، فيما يسهل عليهم من العُسُب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله ـ وهكذا انقضى العهد النبوي والقرآن مجموع على هذا النمط) (المناهل).

فصل في اقوال العلماء

لقد صرح جمهور العلماء من السلف والخلف على توقيفية رسم القرآن بقولين الاول انه بامر النبي صلى الله عليه واله والثاني انه بإجماع الصحابة رضي الله عنهم. وكلاهما حق والاصل هو ان كتابة القرآن بالرسم المعروف هو من الله تعالى منزل بهذه الصورة لان القرآن كتاب والكتاب لا يكون الا مكتوبا فالقرآن ليس فقط كلام الله بل كتاب الله تعالى. فمن ذهب الى ان رسم القرآن ليس توقيفيا مخطئ بلا ريب.

الشواهد

فصل في الشواهد القرآنية

هنا شواهد قرآنية تشير الى ان الكتاب هو قول مكتوب فلا يطلق على غير المكتوب. والشواهد من المواضيع المهمة للاستدلال حيث انها تدخل في علمية المعرفة كما بينته في كتابي قانون العلم.

قال الله سبحانه وتعالى:

(كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الإسراء/58]

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ [النور/33]

قال الله سبحانه وتعالى:

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ [البقرة/79]

قال الله سبحانه وتعالى:

(يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ [النساء/153] اي مكتوبا بخط سماوي يرونه. فالاية ناظرة الى جهتهم وليس الى جهة الكتاب الذي هو مكتوب فعلا.

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ [الأنعام/7]

قال الله سبحانه وتعالى:

(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا [الإسراء/13]

قال الله تعالى:

وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ [الإسراء/93] اي مكتوبا. والقران مكتوب الا ان رؤيته مختصة بالبعض الملك والنبي.

وانا اقطع لو ان القرآن لم ينزل بشكل كتاب مكتوب وكان بصفة كلام منقول شفاها لما وصفه الله تعالى بالكتاب. وهو سبحانه يقول (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ [الزمر/1، 2] فاستعمل كلمة الكتاب مرتين بين اقل من عشر كلمات فكيف لا يكون كتابا مكتوبا.

بل ان القرآن دال على القران كتاب مكتوب في السماء كما تقدمت الايات يسمونه (اللوح المحفوظ). قال الله تعالى (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الأحزاب/6] قال في تفسير الجلالين - (ج 8 / ص 38)

{ فِى كتاب الله مِنَ المؤمنين والمهاجرين } أي من الإِرث بالإِيمان والهجرة الذي كان أول الإسلام فنسخ { إِلاَّ } لكن { أَن تَفْعَلُواْ إلى أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً } بوصية فجائز { كَانَ ذَلِكَ } أي نسخ الإرث بالإِيمان والهجرة بإرث ذوي الأرحام { فِى الكتاب مَسْطُورًا } وأريد بالكتاب في الموضعين اللّوح المحفوظ.

فصل في الشواهد السنية

في مسند أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي.

الاحتجاج: عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به.

إشارة:

ان القرآن مكتوب في عهد رسول الله صلى الله عليه واله، بل تشير الروايات المتقدمة ان رسول الله صلى الله عليه واله كان لديه القرآن كله في رقاع اورثها عليا عليه السلام وهي مثل ما عند اهل البيت والصحابة صلوات الله عليهم اجمعين فانهم كانوا يكتبون القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه اجمعين.

إشارة:

استعمال لفظة (رسم) أفضل من كلمة (خط) لاجل ان الخطوط تتغاير من شخص لآخر وانما المحفوظ هو الرسم، والرسم جزء من الكتاب والله تعالى امر بحفظه فاستمرار رسمه بالطريقة الخاصة اعجاز وتصديق للقرآن بقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر/9]. كما ان الرسم مختص بصلب الكتابة فلا يتعدى الى التشكيل.

إشارة:

كنت اردت ان اذكر اقوال المختلفين واستدلالاتهم، الا انه بعد وضوح الامر وشدة ظهور الحق فيه لم يعد هناك داع لذكر تلك الاقوال لا المثبتين للتوقيفية ولا لمنكريها فيكون نفي التوقيفية مجرد ظن لا عبرة به.



   نشر في 05 أبريل 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا