لم يكن يدرك الجفاء الذي تسلل إلى نفسه نتاج البحث مراراً حتى بَدَت كل المشاعر متشابهه في نقيضها .
ربما كان يطوي قدراً من المشاعر افرغها بين ثنايا نفسه الباحثه و المنتظرة تلك البساطه التي تُبَرِد الصدور من وَقعِ راحة نسيمها . ظل يتشبث بوجود عنوان لذاته التائهه بين قريب و غريب ، يبحث عن من يشبه روحه
بين رزين لا يملك قدرَ جنونه و مجنون نَضِبَ عقله ، بين تائباً يزدري الناس و نسى او تناسى غُفران ذنبهِ و مُذنباً لا يعرف الله حق قدرهِ .
لبث ينظر الى مُتلذِذا بالحياه يجهل انها فانيه و عاكفاً يزهدُ كل غالىّ .
يُفَتشُ قلبَ غني للمال نَهِمْ و فقير بالقليل نَعِمْ ، بين منافقٍ خائن التعابير و صادقٍ يخونه التعبير .
سئم التشتت و التعقيد ، أفلا عليه إدراك كل شئ و النقيض ؟
سُلِبت براءته في تفحص الأرواح و استمد من ملكوت ربه براح . وجد نفسه مائلاً لإعتزال الناس ، لإعتزال ذلك الحمل الثقيل على نفسه و إن لم يذهب عن عاتقيه .
فتفهم فطرة الإنسان في الإختلاف ، خلق الجنه و النار و مفهوم الثواب و العقاب . فتبدل يبحث عن رفيق يتقبل ثغرات ذاته بدلاً من شبيه يُفني في البحث حياته .
و لازالت نفسه تواقه للبحث ...
ريم ناصف