يقول الإمام إبن الجوزي رحمه الله"وليعلم المرائي أن الذي يقصده يفوته وهو إلتفات القلوب إليه فإنه متى لم يخلص حُرم محبة القلوب ولم يلتفت إليه أحد والمخلص محبوب ولو علم المرائي أن قلوب الذي يرائيهم بيد من يعصيه لما فعل".
وإليك قارئي العزيز أقول:
إذا أردت ان تنل محبة الخلق فاجعل غايتك من عونك لهم ومساعدتك إياهم نبيلة المقصد عالية الشأن مطلقة في خيرها لا حد لها تتوقف عنده وإن كان عمرك ذاته.
ولا تجعل غايتك محدودة قاصرة على إرضاء الناس وحسب عبر ماتقدمه من أعمال ظاهرها الخير وباطنها يكمن فيه سعيك الحقيقي إلى إظهار نفسك التي أصابها العجب بما وفقت إليه من فعل الخير وحين لم تقنع بالعجب فقط طالبتك بالمزيد ألا وهو الرياء وبه صرت أسيرا لنفسك الأمارة تسعى إلى إبراز أعمالك ليقول الناس"فعل فلان الخير ما أحسن خلقه ، ما أطيب قلبه". وكلما إزداد ثناء الخلق عليك تزايدت رغبتك في إظهار ما ليس فيك من خلق كي تفز بالمقابل ألا وهو الثناء الدائم والإطراء المستمر وكل ذلك نتاج طبيعي لرياءٍِ محق عملك وأضر ذاتك فبالرياء:
يضعف ثقتك بنفسك حيث جعلت مدد الثقة إرضاء الخلق ومن ثم ثناءهم على شخصك ولم يكن مددا داخليا يبنع من إيمانك بأن الله تعالى هو الذي وفقك لعون الناس وما أنت إلا سببا لإسعادهم أو تفريج كربهم ولولا توفيق الله لك ما استطعت تقديم شئ.
كما أن الرياء يرسخ للتناقض فكثيرا ما تجد نفسك مبالغا في فعل خير في سبيل الشهرة وحسب فلم يكن عملك بدافع شخصي لإيمانك بأثره الطيب بل كان لإشباع حب الظهور لديك.
لم تستطع إرضاء الخلق في كل الأحيان حيث أن ذلك مستحيل فإرضاءهم غاية لا تدرك بل ربما تتقلب قلوب من سعيت في إظهار الخير لهم وذلك لأن قلوبهم بيد من لم تخلص لأجله العمل وهو الله تعالى.
فاخلص نيتك لله أولا فيما تفعله من خير للخلق واستعذ به دوما من الرياء أو العجب بعملك وأسأله الإخلاص في القول والعمل واعلم ان توفيقك لعمل الخير بيد خالقك وحسب فلتكن تلك عقيدة راسخة لديك.
-
علاء صلاح الرفاعيكاتب إذاعي ومعد برامج بقناة أراك ميديا بالعربي على اليوتيوب ،المنسق الإعلامي لمبادرة دعم المحتوى العربي على الإنترنت برعاية إتحاد أراك "سابقا" ،،، كاتب إذاعي بإذاعة البرنامج العام ،كاتب في موقع مقال كلاود