خارج السرب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

خارج السرب

بقلم/محمود حافظ

  نشر في 30 يناير 2019 .

“فجأة وجدت نفسى على أعتاب الأربعينات من العمر ، أى صاعقة هذه؟ .. ، وكأن أحدهم قد ضربنى بمطرقة على أم رأسى، الأربعينات وما ادراكم ما الاربعينات؟..؛ فسن الأربعين هو السن الذى يقف تائهاً مابين عنفوان ومرح الشباب وضعف وانكسار الشيخوخة ،هو سن القوة والعقل و الحكمة و الكثير من المنطق، لكن يفقد صاحب الأربعين عاماً طول الأمد والشعور بأن القادم مازال بعيد وبعيداً جداً”.

أزمة منتصف العمر يصف علم النفس هذه المرحلة بأنها حالة من الشعور باليأس والقلق، ترافق الإنسان لتجعله غير راض تماماً عما حققه في ماضيه، فتُثير لديه تفكيرًا عميقًا يستعيد من خلاله ذكريات شبابه وايام الصبا، وغالبًا يشعر بالندم وعدم الارتياح إلى ما أنجزه.

رغم ان بداخلى مازالت أرى هذا الطفل الذى يريد أن يجرى و يمرح ويلهو لكنى أشعر أنه حبيس مسجون داخل وجدانى إما بسبب الروتين والعادة أو بسبب نظرة الناس، طفل لكن طفل كبير أصبح حزيناً فقد من فقد وودع من ودع، ضحك كثيراً وبكى أكثر مر بتجارب شيبته، شرب نخب النصر مرة و تجرع كأس الهزيمة مرات ،ولا أخفيكم سراً عندما أنظر إلى المرآه وأجد خصلات من شعر رأسى أو لحيتى وقد أخضبت كخيوط من لجين اسمع صوت صراخ الطفل وأنينه بداخلى غير مصدقاً لما رأه ،ولما لا ؟..و هو قد فقد نضارته وحيوية الشباب ونشاطه المعهود، بل وأسمعه يشدو حزيناً بيت شعراً:

تنحى يا شيب الموقرا

أنا الأن فى عمر الصبا

أخضبُ خصلات شعرى

من الزهر وعطرها

ياليت الأمس يبقى حاضرا

والشمس لا تشرق لى ابدا

على جسد مرهقا

أصبحت لا أهتم ولا أبالى لكل ما يدور حولى وكل ما يشغل بالى أن يمر يومى بسلام، أصبحت غير متسرعاً وأحاول جاهداً ألا أقع فى الملل،ظهر عندى تغيرات جذرية في الاهتمامات والميول والأفكار والميل إلى الانعزال،وغير أسفاً وجدتني غير مشدوهاً وأنا ارى هذا الكم الهائل من الزخم التكنولوجى الذي أصبحنا نحيا فيه، فأنا لم أعد مهتماً بأنواع الهواتف النقالة والمستحدث منها فى كل ثانية ، ولم اعد اهتم إن كنت اتحدث الانجليزية أم لا ،لا أبالى بأنواع الساعات الغث منها والثمين ولا إن كنت ارتدى منظاراً شمسياً على احدث الصيحات أم لا، أصبحت لا أساير خطوط الموضة ما عدت أهتم “بإستيلات” الجديد من الملابس أو قصات الشعر ،لا اعير إنتباهى كثيراً لوسائل التواصل الاجتماعى رغم اني من سكان عالم فيسبوك وتويتر،لكن لم تعد تبهرنى أضواء السوشيال ميديا ولا أخبارها ولا احداثها،أصبحت لا أسير تابعاً فى ركابها، كل شئ فى هذا العالم عندى أصبح تافهاً، لا فرق عندي بين “السوشى” و”الفول والطعميه”،لا اتفنن فى عشق “النوتيلا” ولن يطيل عمرى يوماً أن أدمن “الكورن فليكس” ،فقط قهوتى والشيشة وانا.


  • 1

  • محمود حافظ
    حياتي هي مملكتي لن أجبر احد على دخولها أو الخروج منها، و لكن استطيع ان أجبر من يدخلها ان يحترم قوانينها
   نشر في 30 يناير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا