بينما كنت جالساً أحتسي "بيالة" الشاي الممزوجة بآهات و مشاهد دموية لا تبرح حدود مخيلتي المرسومة على الطريقة البلفورية ، صرخت قريحتي بصوتها النشاز طالبةً من أصابعي المرتجفة البوح عما هو مكنون في أعماق هذه المضغة المسكينة المحجوزة بحبسٍ إنفرادي في الجانب الأيسر من القفص الصدري ، إيذاناً ببداية ماراثون الكلمات المصفطة و الطلاسم اللامفهومة التي لا يعيها سوى مجنون بعروبته مثلي أو جني يفتخر بقوميته العربية المدفونة تحت ركام القصف الفكري و رماد الديموقراطية المزعومة ، فطارت الحروف من بين الرفوف على وقع الدفوف لتستقر في كشكولي العتيق بوصف دقيق .
عاش اليهود أجمل العهود بين المسلمين "عندما كنا أقوياء" و مارسوا إرهابهم المعهود في نكث العهود و الوعود و دسم السم في الحكي المعسول و قتل القتيل و المشي في جنازة المقتول ، فلم نرى أياً من رجال البأس الشديد الذي يفل الحديد قد امتطى حصانه أو بغلته طالباً من كسرى المقبور أو القيصر الزعرور الدفاع عن بلاده ضد الصعاليك المخربين ، بل كانوا هم السباقين إلى وأد الفتن ما ظهر منها و ما بطن في كل المحن ، و شُمِرت حينها السواعد و ضربت الأوكار و القواعد ، فكيف نقبل اليوم و نحن جنود و بيادق فيسبوكية و تويترية مناضلة و مقاتلة في هذا العالم الإفتراضي المجنون للقوى الأجنبية الدخول إلى أراضينا بلا تأشيرة أو تأخيرة بحجة قصف أوكار نغولتهم و خريجي مواخيرهم من الدواعش و المواعش ليموت أبناءنا و تدمر بيوتاتنا و تحيا دولة الخرافة ، هل للويسكي شأن في الموضوع أنها مؤامرة دبرت بليل تقودها البيرة المغشوشة لرفع سعر البترول الهابط كأخلاقهم و مبادئهم الشيطانية المسخة .
و الجدير بالذكر بأن العم سام اعترف لي ذات مرة و هو ثمل و "يتطوطح" يمنة و يسرة بأن نغولة داعش هم نتاج ليلة حمراء قضاها مع بنت الحرام الجنية إسرائيل تطايرت خلالها "الحيوانات المنوية" لتسقط في العراق و سوريا و ليبيا و غيرها من الأقطار العربية المسكينة التي كُتِب لها أن تكون ضحية علاقة محرمة بين فاجرة و مغتصب .
أما نحن الشباب العربي المؤمن فنتوعد كل من سولت له نفسه من الدواعش و المواعش و عرابيهم و أربابهم بإزهاق أرواح عربية و سفك دماء مسلمة بالقتل و لو بعد حين ، و أبشركم بأننا تلك النار المستعرة تحت رماد جرائمكم التي ظننتم بأنها ستمر مرور الكرام و ستمضي بلا حساب أو عقاب ، أما ربيعكم المزعوم فسيكون صيفاً حارقاً لعلباتكم العفنة و نار متقدة في مؤخراتكم النتنة تحرقكم و تحرق كروشكم المملوءة بخيراتنا .
-
إبراهيم بن حاتمإماراتي الأصل رافديني الهوى عاشق على ذمة بغداد
نشر في 08 يناير
2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022
.
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
Rabah Islam
منذ 5 شهر
دينا عبد المهدي أحمد الصرايره
منذ 11 شهر
محمد الحجي
منذ 12 شهر
انتهى عصرُ المُعجزاتِ وأقبلَ عصرُ السعيِّ والعملِ
انتهى عصرُ المُعجزاتِ وأقبلَ عصرُ السعيِّ والعملِنعم، لقد انتهى عصرُ المُعجزاتِ وأقبلَ عصرُ السعيِّ والعملِ ولنحصُدَ نِتاجَ أيّ عملٍ في هذا العصرِ لابدَّ من وجودِ سعيٍّ وعملٍ يَسبقُ حصدَ النتاجِ، ومن ادعى عدمَ حصدِ النتاجِ بعدَ سعيٍّ وعملٍ طويلٍ فلابدَّ
جلال الرويسي
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
رها المغازي
منذ 1 سنة
Mohammad Alsaleh
منذ 1 سنة
Aisha Salah
منذ 1 سنة
إيران والقضية الفلسطينية: ما بين الأيديولوجيا والمصلحة الوطنية
Name: Aisha Salah MohammedSupervisor: Dr. Muhammad Fawzi AliFaculty of Arts ASUبسم الله الرحمن الرحيم المقدمةما بين ثوابت الثورة الأيديولوجية والمصلحة الوطنية الإيرانيتين، تقوم هذه الدراسة على فرضيتين أساسيتين: الأولى أن الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية يأتي بما يتفق مع مصالحها القومية، وحين
مجدي الرشق
منذ 2 سنة
حرب روسيا على أوكرانيا إلى متى ومن الخاسر الأكبر؟
حرب روسيا على أوكرانيا إلى متى ومن الخاسر الأكبر؟ يبدو أن لا الروس ولا الغرب يريدون لهذه الحرب أن تنتهي، ولكل طرف أهدافه ومسوغاته لإبقاء هذه الحرب دائرة، فقد صرح وزير الخارجية الروسي بأن روسيا لم تضع سقفاً زمنياُ
لؤي أبو النصر
منذ 2 سنة
حميد بن خيبش
منذ 2 سنة
hiyam damra
منذ 2 سنة