خواطر (بل هو خير) "4"
" حقبة من حياتي قد تكون قصيرة من حيث الزمن لكن ما بها من أحداث جعلها في نظري عمرا بأكمله"
نشر في 24 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
خاطرة4:
أخبرني الطبيب أني في أمس الحاجة إلى عملية جراحية ولن يجدي أية تمارين للعلاج الطبيعي أو غيرها..لم أستطع إمساك دموعي وهي تنساب بلا وعي مني من هول ما علمت.
واستني أمي ساعية إلى تخفيف آلامي التي تجوب داخلي ولكن لم تستطع .
سافرت بصحبة أبواي إلى القاهرة للكشف الطبي وفحصني طبيب بالتأمين الصحي وكان يدعى مجدي جمال يوسف..رجل خلوق خفيف الظل ، متواضع ..طالما راعى حالة المريض النفسية قبل أن يعلم ماهية حالته العضوية حتى يكاد أن ينسيه أنه مريض من كثره مزاحه معه وطيب حديثه وإشراق وجهه الذي أناره الله تعالى لما يقدمه من خير لخلقه دون أن ينتظر منهم مقابل.
إتسم حديثه مع المحيطين به من مرضى ومساعدين بالألفة والحميمية النادرة فبرغم ما بلغ من مكانة علمية وإجتماعية رفيعة إلا أن تواضعه لله ثم للخلق هو ديدانه الدائم.
بعد أن فحصني طبيا أخبرنا وهو آسف أني قد تأخرت كثيرا عن إجراء تلك العملية حيث كان من المفترض أن تجرى لي حين تم إكتشافها وانا ابن ست سنوات لكن لايزال الأمل قائما.
أحالني إلى إحدى مستشفيات التأمين الصحي لأمكث بها قليلا إنتظارا لإجراء العملية وكنت حينها في الصف الأول الثانوي ومكثت فيها قرابة أسبوعين إلى أن حل شهر رمضان وأخبروني بإعتذار الطبيب عن إجراء العملية لاسيما في شهر رمضان وتم تأجيل موعد إجراء الجراحة إلى ما بعد عيد الفطر.
مللت من طول الإنتظار حتى تحول خوفي من إجراء الجراحة إلى حلم جميل وددت لو تحقق في أسرع وبأي وسيلة كانت.
-
علاء صلاح الرفاعيكاتب إذاعي ومعد برامج بقناة أراك ميديا بالعربي على اليوتيوب ،المنسق الإعلامي لمبادرة دعم المحتوى العربي على الإنترنت برعاية إتحاد أراك "سابقا" ،،، كاتب إذاعي بإذاعة البرنامج العام ،كاتب في موقع مقال كلاود