الساعة السابعة إلا خيال ..
طفل يصرخ في دواخله ..
و كل أصوات العالم .. تقدم له القرابين .. : افتح يا غليض القلب ..
جلف الصدر .. افتح حتى لا أنسى ها هنا !
افتح يا سجنا يمشي على رجلين ..
افتح و إلا ملأت عليك الدنيا وبالا و جمعت علىيك كل العيون !
نظر فيه .. أدلى دلوه .. فقال يا بشرى هذا غلام ..
فأسره بضاعة .. و باعه بدراهم معدودة و كان فيه من الزاهدين !
ــــــــــــــــــــــ
الساعة الثامنة .. و سحابة !
الحياة ضرب من الجنون .. الثواني تجري في تؤدة عجوز يحتضر
بيته في دواخله يسقط على تلابيب رأسه ..
يقذف رجليه و يمشي .. يخاطبه قلبه : افتح علي هذا القفص
فإني أشكو الربو و لم أتعود أن أسجن في صندوق !
تجاهله .. و أتى على قميصه بدم كذب ..
فصرخت عيناه : بل سولت لك نفسك
أمرا .. فصبر جميل !
ــــــــــــــــــــــ
الساعة العاشرة و صحراء ..
المدينة كصندوق يتقادفه اليم .. يانصيب كبير .. كل يوم في عقل أحد !
فتاة شمطاء .. كل يوم في سرير تدور كما تدور الأفلاك .
و كل ليلة .. يكتشف أنها تربح ،
و تنام نشوى بانتصار كبير !
ــــــــــــــــــــــ
الرابعة عصرا و بعض ألوان ..
المسجد يئن كصف مكسور و الإمام يقول استووا ..
و ما استوى أحد .. و كيف الإستواء يوافق الأجساد و القلوب
تُقيلُ ؟
ــــــــــــــــــــــ
الثامنة قمرا !
أمام المرآة يرى ظله ..
لو أنها تنطق لبصقت في وجوهنا..
الأحاسيس لا تكذب .. و نحن نستحق البصاق !
لم نعش من حيواتنا إلا يوما أو بعضه ..
من النافذة يطل عليه القمر ..
أنت جميل .. و لكنك في الحقيقة مجرد صخرة تستدير
نمام في الظلام و تسرق النور من شمس تعمل ليل نهار في
إنتاج الروح !
ــــــــــــــــــــــ
العاشرة إلا نعاس ..
وسادة و لحاف
يمد رأسه و يسند رجليه ..
و يستعد من جديد لينفث أحلامه في وسادته ..
ثم يخاطب الحيطان فلا تجيب ..
أين روحي .. أين نظرتي الاولى في الحياة ..
يصرخ فيها .. حتى إذا نام غاب القمر !
-
يعقوب مهدياشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة