ما تجهله عرب التجزئة أن الصراع اليوم بين الدين و اللادين بين مؤمنين و غير مؤمنين... فهناك من يفسر لك بأن ما نعيشه علي المستوي الكوني صراع العصرنة مع ما بعد العصرنة و هذا طرح خاطيء في رأي المتواضع لأنه يغيب الرؤية الكونية لللإسلام فديننا حدد وجودنا لأداء مهمة الإستخلاف...و الفوضي الحالية التي نعيشها تختص بفترة ما بعد العولمة و إنهيار النموذج اللاديني الذي أوصل العالم إلي حافة الإنفجار و الإنهيار....
التيار اللاديني وعدنا يوتوبيا الجنة الأرضية حيث كل شيء مباح بما فيه القتل و أوهمنا بأن قلة نافذة رأسمالية جد متقدمة معرفيا و بالغة الثراء من إرتهنت العالم و هذا غير صحيح فالصراع اليوم بين قوي مؤمنة روسيا الأرثدوكسية و الإنجيلية الأمريكية و بين الصين اللادينية و بين الصهيونية الملحدة و أما الإسلام فمغيب بمقتضي تخلف أتباعه و إنقساماتهم و تناحرهم علي متاع الدنيا...
الكون بساط شطرنج بين مختلف الفاعلين المذكورين في الأعلي و كل واحد يريد أن يسبق الآخر و ركل الآخر و إزاحته من أمام طريقه و لا تهمه الخسائر البشرية و البيئية الجانبية و المباشرة التي تنجر عن مثل هذا النوع من الصراع...
إسئلوا أنفسكم كيف لأكبر صهيوني عرفته الإنسانية تاجر جنس و مبتز سياسي درجة أولي جيفري إبشتاين يموت في زنزانة الرئيس ترامب بنيويرك ثم كيف أن ترامب يسخر من عشيقة المجرم الإسرائيلي الأمريكي جيزلان ماكسويل الذي ألقي القبض عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي متمنيا لها حظ سعيد و هو سعيد جدا بأن اخطر عنصران صهيونيان قلبا و قالبا وقع تحييدهما في عهدته.
أذكر القراء الكرام بما يلي :
كان يسخر الرئيس ترامب من جيفري إبستين المجرم الأمريكي الصهيوني بقوله لم أقابله إلا مرة واحدة لكنه صديق السيد و السيدة كلينتون.
ثم فضح المخرج الصهيوني هارفي وينزستاين و سجن بدعوي إعتداءه الجنسي علي ممثلات هوليوود و مرة أخري يتهكم دونالد ترامب علي سجن المخرج المجرم قائلا "هارفي وينزستاين صديق السيد و السيدة كلينتون و لا علاقة لي به."
كان التيار اليميني عبر دونالد ترامب في أمريكا يحرج في كل مرة ليبراليين يساريين بعلاقتهم المشبوهة بالدوائر الصهيونية داخل و خارج امريكا... و لا أحد لاحظ كره ترامب للسناتور جون ماكين الذي كان مدافعا شرسا عن إسرائيل و حرصه علي حضور جنازة بوش الأب الذي تحدي الصهاينة في عهدته الرئاسية...
اليوم نشهد إحتدام الصراع بين الصهيونية العالمية التي تريد إحكام قبضتها النهائية علي عالم سجد لكيانها الوحشي المصغر في فلسطين المحتلة و بين قوي قومية و وطنية و دينية ترفض رفض تام أن تكون ضمن مشروع الصهيونية الإستعبادي....
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة