ربّما لا أعي... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ربّما لا أعي...

  نشر في 12 مارس 2017 .

إنقطعت عن الصّلاة منذ مدّة ، لا أدري ما الذي حملني على ذلك تحديدا ، كلّ ما أعيه الآن أنّي و كلّما نويتُ تأديتها ، تتجمّع كلّ القوى السلبية في نفسي لتمنعني من ذلك . و كأنّ الله يخبرني أنّه ليس بحاجة إلى صلاة أتلاعب بها ، فتارة أؤدّي كل واجب في ميقاته بالدقيقة و الثانية ، و تارة أخرى يتخبّطني العجز فأؤجلّها إلى ميعاد غير مسمّى ، ربّما لأنّي أوهم نفسي بأن ترك الصلاة شأنه شأن الأخطاء و الزلاّت الأخرى ، هيّن ، لا يرقى بأي حال إلى المعاصي الكبرى و أنّ آثامي عموما ليست شيئا إذا قيست بآثام الآخرين. سئلت يوماٌ من صديق إذا ما كنت مستعدّة للموت و أنا على هذا الحال ، ما بين الكفر و الإيمان ، أجبته بكل ثقة نعم. لا يهمّني ، و حين خلوت إلى نفسي تساءلت إن كنت فعلا غير مبالية كما أدّعي ، وجدتني لا أعرف الجواب ، ما الموت قبل كلّ شيء؟ أن نترك الحياة رببّما ..أن لا تكون لنا فرصة أخرى لنعود ، أن تنقضي حبات الرّمل و تهوي كلهّا في الجزء السفلي من الساعة لتعلن أنّه حان الوقت لنرقد إلى أجل مسّمى في الغيب ، خلاصْ ، إنتهت حياتك..لكنّ هذا لم يحرّك فيّ ساكنا ، أجل ستحين النهاية يوما ما..و ربّما غدا و ربّما الآن ... لكنّ كلّ هذا لا يغلب السلبيّة التي حوّطت بها نفسي ربّما لأنّي لا أقدّر هذه النهاية حقّ تقديرها ، و لا أعي ربّما..أنّ الحياة كالموت تماما ، كلاهما حقيقة ، كلاهما مقدّس ، كلاهما له هيبة ، و حين يرى طفل النورَ في بقعة ما في بقاع العالم يكون قابض الأرواح قد هبط بجلاله و لا مبالاته فأحدق بيّ الموت. و أمّي تكاد تتبرأ منّي و من أسئلتي التي تشكك في الدينّ ، دينها الذي ترعرعت فيه و كبرت معه..تدافع عنه بشراسة و حبّ ، يكاد يكون كلامها مقنعاً لكنها كانت لتقول نفس الشّيء لو أنهاّ كانت مسيحيّة مثلا..أو يهوديّة أو حتى بوذيّة لا يهم ..المهم أنّها ستدافع عن ما كبرت فيه ، و إن لم تختره حقّا ، بل توارثته جيلا عن جيل ، تعرف أنّه الحق و الحقيقة المطلقة الوحيدة لهذه الحياة ، كلّ شيء نسبي ، يتحمّل صفة الخطأ و الصحيح ، إلاّ إسلامها ، واضح لا تشوبه شكوك و لا أخطاء. أصبحت حياتي مملّة و فوضويّة ، لا تؤطّرها أرقام السّاعة ، تنسلّ شيئا فشيء من الوقت ، أم أنّ الوقت هو الذي يأخذ حياتي بعيدا عنّي ..أم أنّي ربما لا أوجد في نطاق الزمان..فقدته ، فأصبح كالصلاة ، لا أعي أهميتهما...


  • 4

  • Sara barzizoui
    الكتابة شغفي الأول، أكتب لكي أتنفس و أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفي
   نشر في 12 مارس 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا