حدث في الخريف (1)
قصةقصيرة الجزء الأول
نشر في 16 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في إحدى صباحات "أكتوبر" الباردة وضعت "إزميرالدا" طلاء أظافر يشبه لون القهوة وارتدت معطفاً أسود اللون، ثم وضعت سماعات الهاتف المحمول في أذنها واستمعت إلى الموسيقى المكسيكية.
في الطريق تعثرت بمن ملك الفؤاد، كانت الصدفة الجميلة أنه يرتدي معطفاً من ذات اللون، في تلك اللحظة قررت "إزميرالدا" أن تدخل عالمه الخاص وأن تستحضر جميع التفاصيل التي يعيشها، ربما ساعدتها تلك التفاصيل على فهمه أو فهم جزء من شخصيته، ولكن كلما تعمقت به زاد الأمر تعقيداً.
هناك طيفاً من الهدوء الغير منطقي تملكها بسبب قدرته الهائلة على رؤية مشاعرها الغير مفهومة، ولكن لم تكن قادرة على تحليل شخصيته أو التركيز بملامحه وذلك بسبب عجاج سجائره الذي يغطي وجهه لذلك كان يتسم بملامح مبهمة، ثم انتظرت قليلاً لكي يخف ضباب السجائر.
في هذا الوقت امتلكت "إزميرالدا" القوة الكافية التي تمكنها من تجاوز قدرتها والذهاب إلى أبعد حد من شتات الذهن، ثم حللته وبعد هذا التحليل الغريب ظهرت النتائج التالية: أنه خالي من الملامح المنطقية، غير مكترث إلى بعض الألم الذي ينتظره على قارعة الطريق، حيث شعرت أنه جزء متبخر من الزمن بسبب دخوله إلى أطراف الحلم، ربما مشاعرها لم توقظه.
تفاوت الزمن بهذه اللحظات وتجردت "إزميرالدا" من شعور الإدراك.
ربما لم تستدعيه همسات من حوله من الجميلات لأنها كانت على وتيرة واحدة أو ربما تشاركت جميعها بالصدى الشاحب، كم كانت "إزميرالدا" بحاجة إلى الاحتواء بداخل قلبه لأنها رأت فيه حناناً عميقاً قد تسرب منه إلى أطراف الواقع، كان لديها من القوة ما يكفي للتمسك بهذا الشعور الدافئ بسبب انتمائها إلى عالمه، ثم أخذت ستارة من البرود تغطي بها الأحاسيس المتسربة منها إليه، ولكن للحظة شعرت أنها عاجزة عن التحكم بها، ثم أخذت جرعة مضاعفة من البرود لعل هذه الجرعة تعيدها إلى نطاق المنطق، ولكن أثارها العميقة اخترقت هالته... يتبع بالجزء الثاني
بقلم سهام السايح
-
سهام السايحمؤلفة كتاب كأنه سديم وكتاب عمر مؤجل