"Oprah winfery " استحقت أكثر من جائزة ال"Golden Globes 2018"
التحرش الجنسي
نشر في 18 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كأنثى فإنني أجد بأن اسم ك"أوبرا وينفري" اسم يستحق أن يحتذى به من قبل جميع النساء في العالم. فالظروف التي مرت بها هذه المرأة واستطاعت بكل عزم وتصميم أن تتخطاها وأن تحول من مأساتها إلى اسم يكفي أن تذكره في العالم لتكون تسلط الضوء على أحد أغنى وأشهر وأعظم شخصية نسائية في العالم أجمع.
في البداية لابد وأن نهنأ هذه المرأة الخارقة على حصولها على هذه الجائزة التي استحقتها بجدارة، واستحقت بالمقابل كل هذه الشهرة. وفي خطابها المؤثر عند استلام الجائرة حول التحرش، أوحت لي هذه المرأة بالكثير.
مع الأسف فقد أتينا من مجتمعات مصابة بهذا المرض الاجتماعي المقرف، التحرش الجنسي الذي لا يتوقف عن كونه مجرد كلاماً مسموعاً، بل يمتد أحياناً ليكون جسدياً، ربما تضنيفنا ليس عالمياً، لكن كأنثى كانت تعيش في مجتمع شرقي فأعترف دون خجل بأننا مجتمع متحرش جنسياً، وبأنني أحد الأشخاص الذين واجهوا مواقف التحرش وبكثرة.
إلى متى ستسطيع دولنا العربية والشرقية أن تسلط الضوء على هذا المرض وتتخلص منه بشكل أو بآخر، ذلك عندما نعترف به، ونقيم مدى تأثيره البشع على المجتمع، ونواجهه كمشكلة حقيقة وليس كموضوع عابر لابد من كونية تواجده.
للأسف كذلك فإن مجتماتنا علمتنا كنساء أن نتجاوز الموضوع بصمت، وعندما تتعرض إحدانا للتحرش فإن عليها أن تبقي الموضوع صامتاً، وأن تتحاشى الفضيحة، ظناً من تفكير الشعب أن الفضيحة للفتاة التي مع مصابها تتعرض للوم، وذلك بالحكم المسبق عليها بأنها من اوحت للشاب أن يتحرش بها، بطريقة لباسها أو جلستها ..
بالطبع فأننا في سوريا نملك القانون الذي يعاقب المتحرش، لكن مع الأسف فإن الفتاة نفسها لا تجرأ على أن تتقدم بالشكوى ضد المتحرش بها، وعلاوة على ذلك فإذا لجأت الفتاة إلى أهلها فلن يدعوها تتقدم بذلك درءاً للفضيحة، لا بل وقد تتحول الواقعة ضدها، وبدلاً من مواساتها على مصابها سوف تتعرض للتعنيف من قبل أسرتها.
في هذا اذكر أن "أوبرا" المرأة التي تقدر اليوم ثروتها بالملايين، وشهرتها بالعالمية لم تتعرض فقط للتحرش لكنها أيضاً تعرضت للاغتصاب، لكنها استطاعت أن تقف مواجهة هذا المصاب الأليم، ليس فقط من أجلها لكن لتخرج لنصرة كل النسوة في العالم وتشجعهن على أن يقلن "لا" على أن يواجهن المتحرش ويقمن بقمع نزواته المريضة.
كمجتمعات شرقية علينا أن نتجاوز أفكار مثل الخوف من الفضيحة، وأن نساهم جميعاً في قمع التحرش الجنسي الذي في كثير من الأحيان يمتد حتى إلى الأطفال.
فإلى كل أنثى أقول لك لا تدعي التحرش يقف عندك، فهذا ليس شيئاً يسوق سمعتك نحو الفضيحة، وأنت ضحية ولست الجلاد، وأن هذا الموقف لن يقف عندك وحدك لكنك تستطيعين أن تساهمي في التقليل منه ومعاً سنحاربه على أكمل وجه.
التحرش الجنسي المعنوي والجسدي، كمدير العمل الذي يبتز العاملات في منشأته كي يقيم علاقة معهن أو على الأقل أن يلمسهن، ككل شاب يسمح لنفسه بملامسة أجسادنا في المواصلات العامة والمنشآت العامة، سيدتي اضربي بيد من حديد ولا تخافي.
لأنه الوقت الذي علينا أن نتحد فيه ضد هذه الظاهرة ولا يكفي أن نضع هاشتاغ #Mee_too دون أن نعمل عليه، لا يكفي أن تقولي بأنك أيضاً تعرضت للتحرش فكلنا تعرضنا له لكن علينا أن نتجاوز قانون المجتمع الظالم المريض، ونرفع قانون لا للتحرش قولاً وفعلاً.
وأختتم بهذه الدعوة البسيطة للسيدات للأهالي الذين يدركون بأنه عليهم أن يمنحوا بناتهن الثقة والقوة كل يقلن "لا" كي يدافعن عن حقهن في عدم التعرض لهن، والتحرش بهن، دورنا واحد كمجتمع وأهل ونساء بألا نرضخ لحكم المجتمع الظالم طالما أننا لا نخرج عن إطار الأخلاق والدين، أن نثبت وجودنا كنصف المجتمع وأكثر، أن نحتذي بقوة وصمود أناس مثل "أوبرا". ونهاية فأنه بيدنا أن نبقي على هذه الظاهرة أم أن نجعل منها أمراً واقعاً نتقبله بخنوع.