ظاهرة العنف الاسري كيفية العلاج
الاحتواء هو الحل الامثل للتعامل مع الابناء
نشر في 17 يونيو 2019 .
سنسلط الضوء عزيزي القارئ في هذا المقال عن ظاهرة سلبية جدا تشهدها مجتمعاتنا العربية و هي - العنف الاسري - الاسرة هي موضع الاحتواء و الدفئ النفسي لكن ان يتحول الامر الي - معتقل للتعذيب -فالامر هنا بات كارثي و لابد من القاء الضوء عليه..
نؤكد في البداية ان اي شخص تمتد يده بالحاق الاذي باسرته هو شخص غير سوي نفسيآ و لديه علة ما تستوجب التدخل الطبي الفوري منعآ للكوارث..
في البداية نثير تساؤل هام و هو كيف يقسم انواع العنف الاسري.. في الحقيقة العنف الاسري قد يشتمل عنف بين الازواج او عنف من الاباء و الامهات الي الاطفال او عنف الاطفال تجاه الاخوة او الرفقاء...
عندما نناقش الاسباب الخفية وراء هذه الظاهرة سنجد التربية الخاطئة في ظروف غير مستقرة اجتماعيآ سواء ماديآ او اسريآ من خلافات و مشكلات.. فجميع الاحداث التي تعلق في نفس الطفل في صغره يطبقها تلقائيا عند كبره مع اسرته لذا تلاحظ اغلب الاباء المعنفه لزوجاتهم او ابنائهم تعرضوا لنفس الاسلوب في صغرهم..
بعض الحالات نتيجة تعاطي احد الزوجين مواد مخدرة او مسكرة لدرجة الادمان مما يجعله يعنف اسرته و - في غير وعيه - و قد يحطم الاثاث و المتعلقات و يصبح خطرآ علي اسرته فهو يستوجب الحجز و العلاج في مصحة نفسية فورآ..
بعض الحالات نتيجة ظاهرة الزواج المبكر للفتيات الذي يجعل الفتاة تكره اولادها تلقائيا لحرمانها من طفولتها و اجبارها علي الزواج مما يتولد في صورة عنف مع الابناء..
بعض الحالات نتيجة انعدام التفاهم بين الزوجين و الذي ينعكس سلبيآ علي الابناء الذين يتعرضون للعنف الاسري من الأبوين الذين في حالة شجار مستمر و لا يصبح لديهم وقت لسماع الاطفال..
و لابد من علاج فوري لهذه الظاهرة الكارثية و قد حثت الشريعة الاسلامية
علي ذلك نسترجع هنا حادثة تاريخية شهيرة حينما دخل علي رسول الله صل الله عليه و سلم الحسن و الحسين فقبل رأسيهم فتعجب الاقرع بن حابس و قال - ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احد قط فقال رسول الله صل الله عليه و سلم - انه من لا يرحم لا يرحم -
فالشريعة الاسلامية تحث علي الرحمة تجاه الابناء و اللطف بهم و كان من رحمة الرسول صل الله عليه و سلم بالاطفال انه لا يطيل الصلاة اذا سمع بكاء رضيع..
كما نذكر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه حين سمع بكاء صبي اثناء الصلاة و لما فرغ من الصلاة و سال والدة الغلام اجابت ان عمر لا يفرض للرضيع عطاءآ مثل الفطيم فقال عمر حزينآ ويلك يا عمر كم قتلت من اطفال المسلمين ثم امر بفرض عطية للرضيع مثل المفطوم..
كما حث النبي صل الله عليه و سلم علي المودة و الرحمة بين الازواج ووصي الرجال بالنساء منها قوله صل الله عليه و سلم { استوصوا بالنساء خيرآ } كما حث المرأة علي رضا الزوج و عظم حقوقه و نذكر هنا قوله صل الله عليه و سلم { لو كنت امرآ احد ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها }
فالشريعة الاسلامية سنت التشاريع التي تحافظ علي قوام الاسرة و استقرارها فقد حذرت الشريعة المرأة طلب المرأة الطلاق بدون سبب و ذلك لان للطلاق يؤدي لهدم كيان الاسرة و تدمير الاطفال نفسيآ و نذكر هنا قول رسول الله صل الله عليه و سلم { ايما امرأة سألت زوجها طلاقآ في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة } صححه الالباني في صحيح ابي داود
كما حثت الشريعة الاسلامية الاولاد علي البر بالوالدين قال تعالي { و قضي ربك الا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانآ *اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريمآ *و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } سورة الاسراء الايات 23-25
كما لم تقصر الشريعة البر بالوالدين علي حياتهم بل امتد بعد مماتهم يذكر هنا حديث رسول الله صل الله عليه و سلم { ما مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له }
فالمسلم مطالب ببر والديه حتي بعد مماتهم بالدعوة لهم و تقديم الصدقات لهم و صلة رحمهم..
يقول الامام الشافعي
اطع الاله كما امر و املاء فؤادك بالحذر
الدين حق واجب نور البصيرة و البصر
حافظ عليه فانه نعم السعادة تدخر
و اطع اباك فانه رباك في عهد الصغر
و اخضع لامك و ارضها فعقوقها احدي الكبر
حملتك تسعة اشهر بين التألم و الضجر
فاذا مرضت فانها تبكي بدمع كالمطر
فاطعهما و قرهما كي لا تعذب في سقر
ختامآ نوجه رسالة هامة الي الاباء و الامهات الرفق ثم الرفق - ما وضع في شئ الا زانه و ما نزع عنه الا شانه - الاسرة محل الحب و الاحتواء لا العنف و النزاع حذاري فان الخطر قادم و لا يدفع ثمنه سوي الابناء.....
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب