"فيه فرق بين اللي بيشتغل على نفسه واللي بيشتغل نفسه"...حكمة بالغة الأثر ما إن قالها صاحبها حتى علقت بذهني فور سماعها فانتابتني حالة من الإعجاب الشديد بقائلها مازلت إستدعيها إلى تلك اللحظة.

فلا تخرج تلك الكلمات بكل ما تحمله من معان عميقة إلا من ذوي العقول الراجحة والبصائر النافذة ممن "يشتغلوا على نفسهم" بالتقويم من عيوبها والتحسين المستمر لها ما دامت قلوبهم تنبض بالحياة وأذهانهم تشتعل وهجا من طول التفكير في أهدافهم غير المحدودة.

قوم تبرأوا من صحبة الذين"بيشتغلوا نفسهم" ممن إختاروا أن يعيشوا الحياة بلا هدف واضح يبصرهم بقيمة وجودهم في هذه الدنيا فراحوا يستهزئون بمن إختاروا الخيار الصعب ويسخرون من أحلامهم ويحطون من شأنها ويقنعون أنفسهم أن قولهم هذا الحق ورأيهم الصواب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

صديقي العزيز..أشكرك أن أوضحت لي الفرق بين كلا الفريقين وأود أن أخبرك بصدق أنك أهل لتلك النصيحة الغالية فما أنت بفاقد الشئ كي لا تعطيه بل تمتلك ما تعطيه لغيرك لأنك ببساطة"بتشتغل على نفسك"...أتعلم ما تمتلكه؟..دعني أخبرك وسامحني إن أطلت عليك فما بقلبي تجاهك أضعاف ما سأكتب من كلمات:

رؤية واضحة: عهدتك تعلم ما تريد من هذه الحياة ولماذا تريده وبأي طريق ستصل إليه مهما طال المسير وزادت غربته وتنامت وحشته وكلما آلمتك الدنيا تذكرت رسالتك فهانت كل الصعاب.

إرادة قوية: برغم ما كابدته من ظروف شاقة وعثرات كثيرة ما زلت تلقى عواقبها إلى هذا الحين إلا أن هذا لم يثنيك عن تحقيق ما أردت من أحلام مشروعة بفضل الله أولا وما أعطى لإرادتك حياة إلا إيمانك بنصر الله وتوفيقه لك وكرمه معك وعنايته بك في أحلك الأوقات فيما مضى وما هو آت.

التواضع: برغم ما أكرمك الله به من فضل عظيم ونجاحات متلاحقة فلقد ظل التواضع ديدانك الدائم فلم أعهدك يوما مغرورا أو معجبا بذاته بل عهدتك محبا للخلق جميعا مكرما لهم لاسيما البسطاء منهم فكانوا أقرب الناس إلى قلبك ومازالوا.

الإنصاف: لم يدفعك يوما بغضك لسلوك شخص ما أن تكرهه كلية..فكنت تتلمس الخير في كل من تلقاه صديقا كان أو غير ذلك

حب الخير لغيرك: وتلك صفة أصيلة في شخصيتك وكلما إزدادت كلما إرتقيت في نظر كل من عرفك فأحبك فصرت نموذجا للعطاء الدائم.

أحمد صلاح..تستحق أن تكون أهلا لقولك لي ونصحك إياي لأنك بحق "بتشتغل على نفسك".

شرف لي أن تكون أخي  في الله وصديقي العزيز.