هل يمكن لكثرة المعلومات أن تشوش و تنقص مقدار الإستفادة ؟ هل حدث و أن لاحظت أن زيادة الإعجاب بالصفحات، قد يعود سلبيا على وحدات الإستفادة التي قد تجنيها منها ؟ و حتى إن كنت من الذين يختارون ما يريدون رؤيته فقط هل لاحظت نقصان كمية المعلومات من الأشخاص أو الصفحات التي تحب متابعتها.
الجواب هو نعم . لنأخذ فيسبوك كمثال : كل صفحة على الفيسبوك تريد من الجميع أن يرى تحديثاتها، و لكن بإمكان الناس فقط قراءة كمية محدودة من الأخبار يوميا . مما يجعل التنافس على فضاء News Feed كبيرا بين الصفحات و الأشخاص . القانون الأساسي الذي تعتمده الفيسبوك مثلا لترتيب أولوية ظهور المعلومات هو موضح في الصورة أعلاه ، و هو مبسط إلى 5 عوامل :
1- الإهتمام : إهتمام المستعمل الذي أعجب بالصفحة ، لنفترض أني مهتم بمتابعة كرة القدم ، هذا يزيد من إمكانية رؤيتي للتحديثاث الخاصة بها .
2-موضوع التحديث : جودة التحديث و موضوعه هو نقطة مهمة .
3- صاحب التحديث : هذا العامل يتوقف على الصفحة أو الشخص الناشر، و كمية متابعته و الإهتمام الذي تلاقيه منشوراته.
4- طبيعة التحديث : هل يتعلق الأمر بصورة ، رابط ، فيديو..
5- توقيت النشر : من المعلوم أن المعلومات تنشرأولويا من الأحدث إلى الأقدم .
هذه المعادلة هي تبسيط لواقع الحال ، حيث أن فيسبوك تستعمل ما يقارب 100000 عامل لتحديث أولوية ظهور المعلومات للمستعمل .
لكن التوجه الربحي لفيسبوك عن طريق الإعلانات سواء التجارية أو إعلانات الصفحات جعلها في مأزق، و أثر على جودة المعلومات التي تظهر للمستعمل . في ما ينشر رسميا الشركة تعلن أن ما يهمها هو خدمة المستعمل عبر توفير و إظهار ما يهمه، و أنها تولي أهمية كبيرة لذلك.. و أن التوجه الربحي لن يؤثر على ذلك .
الواقع أن الشركة غير نزيهة في هذا الأمر، فأصحاب الصفحات لاحظو في السنوات الأخيرة نقصان الإهتمام بما ينشرون. هو في الحقيقة نقصان في مدى الرؤية ، حيث أن نسبة قليلة من المعجبين بالصفحة فقط بإمكانهم رؤية ما تم نشره على الصفحة الرئيسية .
هذا الرسم يبين نسبة نقصان الإهتمام للصفحات و مدى وصول المعلومة في حالة النشر الطبيعي (بدون أداء).
التوجه السيئ من فيسبوك و الذي يجعلها مخيفة هي أنها تطلب منك أن تدفع إن أردت أن تلاقي منشوراتك مدى و نسبة رؤية أكبر، أو أن تدفع لكي تلقى إعجابا أكثر . و الحقيقة أن هذا قد يعرض صفحتك لنسبة كبيرة من الرؤية ، لكن إلى تجاوب أقل لأنك لا تستطيع أن تتحكم في عامل وتزيد فيه دون أن تنقص من الأخر . فعوامل المعادلة في الصورة فوق هي متعلقة بعضها ببعض.
بسبب هذا التوجه و زيادة عدد الصفحات بشكل كبير فإن مستقبل الصفحات الإشهارية و فايسبوك عموما معرض للخطر بسبب هذه الإستراتيجية .
هنا المصدر كاملا و لمعلومات أكثر حول هذا الموضوع أدعو القارئ الكريم لمشاهدة هذا الفيديو