اه على هذا الإحساس الفريد العجيب الجميل ، حرفان حاء وباء يثير فينا شعورا يجعلنا نحس باننا نطير فوق الأرض ، اخذت انظر الى هذه الكلمة والتي حروفها تشبه حب القمح وحب الشعير وحب الحمص حاولت ادقق في الحب لأجد في تلك الحبوب شيء مشتركا فيها جميعا ، تتكون من فلقتين او جزئيين من نفس الجزئيات ، أي من نفس الصنف وهذه الحبوب عندما تضع الحبة منها في التراب او بيئة مشابهة للتراب تراها تنمو وتخرج أوراقا وازهارا وثمارا رغم ان كل ما قد نكون قد فعلناه هو التغطية وقليل من الماء ، نرجع الى الحب ، هذا الإحساس الغريب الذي نعرفه جميعا ولكننا نبخل به كثيرا ونحاول ان نحصره فقط بين قلبين ، نبخل من نشر هذا الإحساس لأننا نخشى ان نكون ضعافا لأننا حقيقة عند هذا الإحساس نقدم كل شيء ، ننسى كل الأعراف والتقاليد والقواعد والقوانين ، ولهذا اعتقد بان الكثيرين يخفون هذا الشعور بينما يمكننا ان نرى المحبين من نظراتهم الى الطرف الاخر ، ويمكننا ان نشعر بالطاقة الإيجابية التي تخرج منهم ، ونحن البشر مثل الحب ، لا يمكن ان يكتمل هذا الشعور الا بالطرف الاخر ، وعند اتحادنا مع الطرف الاخر والذي هو مغاير للنوع ينتج منه ثمارا أيضا ، تسمى ثمار الحب ، الغريب باننا جميعنا نحاول ان لا نشارك هذا الإحساس مع الاخرين خوفا من ان يستغله البعض ، ولهذا ترانا نحاول جاهدين ان نجد انسان فريدا او نقيا لنشاركه هذا الشعور لنستسلم له ونقدم له كل شيء ،ولكننا لا ندرك في النهاية بأنه إنسان مثل أي شخص ونحن من ندفعه الى اثارة الحب فينا او البغض او الكره او الاثارة او التمييز ، هناك أشياء تزيد من هذا الشعور وأخرى تقلله ، منها المادية وأخرى المعنوية ، الأشياء المادية التي بها نحاول ان نثير هذا الشعور تزول إذا لم يستمر الاعطاء ، بينما المعنوية قد تكون اقوى بكثير من المادية ، إلا ان هناك نوع اخر من الحب وهو الحب في الله ، هذا الحب فريد من نوعه لان به استسلاما واخلاصا للخالق.
-
محمود بشارة1- سورة الفاتحة = الْــــــــــــــــــــحَـــــــــمْــــــــــــــــدُ لِـــــــــــــــــــــــلَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ رَبِّ الْـــــــعَـــــالَـــــــــــمِـــــــيـــــــــ ...