(١)
الوطن هو المنفى لكثير من الشعوب، أما بلاد المهجر فهي منطقة الاستيطان، فيها الرزق وفيها السكن، وشيئاً فشيئاً تدب الإلفة ونعشق تلك المرافي..
(٢)
الحرية أغلى من كل تراب، لهذا هجر الأوطان كثير من العلماء والمفكرين، فهل يشتاقون لأوطانهم؟!، ربما نعم، لأن الذكرى والحنين يتحركان، ولكن السعادة الحقيقية هناك .
(٣)
في ديار المهجر كثير من الهجرات وكثير من الإبداعات، أتخطر منها رواية موسم الهجر إلى الشمال، للطيب صالح، وأتخطر : مدرسة شعراء المهجر التي أبدعت وقدمت الغالي ونفيس .
(٤)
الذاكرة تعصف بالمغتربين، والشوق معذب لذلك الطير المهاجر ، طير جميل اسمه : جبران خليل جبران، زعيم الرابطة القلمية ومؤسسها، بقى هناك يعصفه الشوق والحب والإبداع .
(٥)
الحنين يذبح الطيور المهاجرة، وجبران أحدهم، غرد وحلق وأنتج، ولكن انتاجه ظل متألماً كـ : الأجنحة المتكسرة، ودمعة وابتسامة، والعواصف، والأرواح المتمردة، والمجنون، فبقت نكهة المهجر متسلطة عليه يتلون بلوعتها .
(٦)
مباهج الوطن محدودة، وتملؤها المنغصات، هكذا يغترب يسوع المسيح وهو في ذات الوطن، هكذا يُنفى الحلاج وهو في رحم الديار ، يترقب موته على أيدي الجلاوزة لكونه صدح بما يعتقد، فنعت : بالكفر والجنون والزندقة .
(٧)
مواسم السعادة في بلادنا هي الإجازات الصيفية، وفي هذه المواسم يفر الناس من وطأة الصيف والحرارة الملتهبة، أليست السعادة التي نتمناها تقع هناك بعيداً عن هذا التراب الذي تصهره حرارة الشمس رغم ابتعادها ؟!
-
عبدالعزيز آل زايدعبدالعزيز آل زايد (ولد عام 1979م)، كاتب وروائي سعودي، حاصل على (جائزة الإبداع) في يوليو 2020م، من مؤسسة ناجي نعمان العالميّة في بيروت في دورتها ال 18، بروايته (الأمل الأبيض)، آل زايد يحمل درجة البكالوريوس من جامعة الملك فيصل في ...