أطفال بلا تلفاز
تجربة واقعية بدأت منذ ثلاثة أشهر ومستمرة حتى ..........
نشر في 14 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أدهشتني كثيرًا قصة أستاذ الجامعة الأمريكي الذي زارته إحدى طالباته, ودخلت مكتبته العملاقة, لكنها وجدت شيئًا غريبًا !
سيدي,
أين ذلك الجهاز الضخم الذي يتوسط مكتباتنا, وعلى الأقل يوجد منه قطعة واحدة في أي منزل ؟!
أتقصدي التلفاز؟
نعم
لا, التلفاز لم يدخل منزلنا, ولن يدخل منزلنا.
أدركت الطالبة سر المستوى الراق لأولاده, والأدب الجم الذي استقبلوا به الضيوف, إلى جانب إجادتهم لأكثر من لغة بالرغم من صغر سنهم.
ناقشت مع زوجتي هذه القصة, وهل من الممكن تجريب ذلك في منزلنا؟, أكدت زوجتي استحالة حدوث ذلك, وقالت إنَّ أقصى طموحٍ لنا أن نقوم بإغلاق جهاز الرسيفر من زر التحكم الخلفي ساعتين أو ثلاث يوميًا.
وبينما نحن كذلك, ساقت لنا الأقدار أجمل هدية, ذلك أنَّنا كنَّا في فصل الشتاء واستمر سقوط المطر ليومين أو ثلاثة, وفي هذا الجو الشتوي الذي يوحي بتجمع كل أفراد الأسرة في مكانٍ واحد, حيث لا خروج من شدة المطر, ولا شيء نفعله إلَّا إن نجلس ونشاهد التلفاز, قمت لتشغيل التلفاز, ولكن إشارة البث غير موجودة, يوم وراء الآخر حتى مر أسبوع ولم تُضاء عندنا شاشة التلفاز,
قرابة الثلاثة أشهر مرت ونحن كذلك, حدث فيهم التغيرات الكثيرة التي كنَّا نتمنى حدوث 10% منها فقط,
ندرت خلال هذه المدة ألعاب العنف بين أطفالي من ضرب وعراك وشجار (80,000 مشهد عنف على قنوات الأطفال كل عام), انعدمت خلال هذه المدة طلباتهم لشراء ألعاب أو مأكولات من المواد الإعلانية التي تُبث خلال قنوات الأطفال (ما يقارب 10 دقائق إعلانات تجارية للألعاب والمأكولات في كل ساعة عرض على قنوات الأطفال), عودة اطفالي للرسم والتلوين بعدما تركوا ذلك بشكل شبه نهائي, إقبالهم وبشدة على ألعاب التركيب مثل المكعبات والصلصال وتصميمهم لأشياء جميلة عكست مدى الخيال الذي يوجد في عقولهم, ابنتي الصغيرة أصبحت مع كل فعل يُؤدَ إليها تشكر صاحبه بالرغم من استحالة حدوث ذلك في أيام التلفاز الخوالي, نادرًا ما يعلوا صوت في شقتنا بسبب التغير في السلوك الذي حدث في هذه الشهور الثلاثة.
ثلاثة أشهر مرت لاحظنا فيها الفرق الكبير والجوهري في كل شيء داخل شقتنا, نشكر فيها فصل الشتاء برياحه وأمطاره التي أدت لانقطاع الإرسال وأهدتنا أجمل هدية كنَّا نتمنى الحصول عليها.
-
إسلام عليمدرب تنمية إدارية وتطوير ذاتي