العودة الى الماضى - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العودة الى الماضى

  نشر في 09 غشت 2016 .

الكثير من البشر يجيدون التمثيل بظلمهم فى الحياه ،وانهم يتحملون من الحياة ما لا يتحمله البشر حتى فى اوقات صفائهم تجدهم بؤساء حزينون يشكون بثهم وحزنهم لانفسهم ان لم يجدون من يشكون اليه هذا الحزن والبؤس.

حتى فى اوقات سعادتهم او الاوقات التى من المفروض انها اوقات سعادتهم تجدهم يفتشون فى انفسهم ولا يشعرون بالرحة الا اذا ما وجدوا ميشغلهم ويلهيهم عن الاوقات التى من المفروض انها اوقات سعادتهم يقتلون سعادتهم بايديهم ،والغريب انهم يجيدون البكاء على رأس تلك الجثة المظلومة بين ايديهم !

جعلوا من السعادة حزن وشقاء وهم وغم !

ويتمنوا ان تقوم اليهم بعد ان خنقوها وذبحوها و سحلوها لتخرج اضغانهم وحقدهم وحسدهم وتصنع من احزانهم المصطنعة منطادا يحلقون به فى سماء الجمال !

تراهم يشكون ويتشاكون ويتخيلون ماساتهم فى الذهاب والعوده فى اوقات فراغهم اوقات عملهم !

وعلى ذلك يتمنى كل واحد منهم ان يعود به الزمن ليرسم لنفسه لوحته التى تليق به ، ليحقق ما لم يحققه ما اخطأه وكأن القدر قد اضل الطريق اليه ويتمنى فرصة ان يهدى هذا الضال عن ضلالته ينفخ ،ويتحسر ،ويدجر ، ويغضب وهو انما ينفخ الخبث فى نفسه ،وينشر الحسرة فى دمه ، وتضيع حياتهم ويضيعون نصيبهم من السعاده بايديهم .

فداخل هذه المنظومة التى تتكون من عناصرها الخاوية من الاحساس بالفشل والاحساس بالبؤس والانهيار وبعدم الرضا ماذا تتوقع ان تكون منتجاتها ؟

لن يكون نتاجها النجاح او الفلاح او السعادة او الرضا .

عند ذلك وبعد ان اطلع الفرد منهم على ما رسمته الحياه عند تلك اللحظه يريد ان يتدخل هو ويحرك الزمن الى الخلف ويقتضب ويشكل ويرسم للقدر خريطة سيره وعمله .

ولكن ماذا تتوقع اذا ما اعطيناه هذا الحق ؟

نعم يعود الى الماضى ويختار ان يسير هو بمركبة القدر كما يشاء والمهم ان نعطيه منظار ليرى به نتائج ذلك الاختيار فى المستقبل .

من يبكى على مستقبل قد ضاع ، من يبكى على حب قديم لم ينال منه الا الاسى والدموع ، من يبكى حاله ، من يرفض عيشته ووضعه ، من كان يتمنى ان يعمل كذا او كذا واخرون لا نعلمهم الله وحده الاعلم بهم .

ماذا يرجون ؟

تخيل نفسك ايها المذكور سابقا فى اى موضوع ان ترفضه وتندم عليه بانك عدت الى الماضى واختر ما كنت ترجوه او تحبه والان من فضلك اجمع البيانات بشكل محايد عنك وعن اختيارك بدقة ثم اضغط على مفتاح الادخال وانظر الى حالك بعد هذا الفعل الشنيع الذى فعلته .

يحضرنى الان مقولة الشيخ محمد متولى الشعراوى ذلك العالم الصوفى الجليل عندما قال :" اشتكى اناس منطقة ما من حالهم فضجوا واصابهم الياس غير راضين بحالهم ،فذهبوا الى حكيم ليحل لهم تلك المعضلة ويجد لهم حل ، قال لهم ذلك الرجل الحكيم ان الحل سهل جدا قالوا كيف؟ فطلب من كل واحد منهم ان يكتب مشاكله وما يضايقه تفصليا فى ورقة ويضعها فى مظروف ، وبعد ان كتبوا طلب من كل واحد منهم ان يختار من الصندوق الكبير الذى به كل المظاريف مظروف يناسبه .

ماذا كانت انتيجة ؟

لقد اختار كل واحد منهم ورقته هو ونصيبه هو وقال الحمد لله "

عجيبة هى الدنيا ! والاعجب منها بنى ادم ! ان الله اعطاه العقل الذى به يستطيع ان يجعل كل حياته سعاده .

السعادة التى يبحث عنها وهى داخله وهو الذى يصنعها من زوايا ارادته ومن اضلاع رضاه هى ثمرة العقل الناضج والفكر السليم والحكمة المتواضعة .



   نشر في 09 غشت 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا