نهاية العالم
إنه عام صغير تغرقه قطرة ندى تحرقه ذؤابة شمس
نشر في 22 ديسمبر 2022 وآخر تعديل بتاريخ 27 ديسمبر 2022 .
منذ أيام كنت أزعم أني أستطيع أن أصارحك بكل ما أسرّه وأني سأتحدث إليك بكل طلاقة ،فقد كنت أزعم أنه ليس لدي ما أخسره وأنّ مخاطرتي بالمصارحة لن تضرني بشيء طالما أنك الآن قد استقر بك المقام هناك بعيداً عني ،بعدك ذاك جعل منك مستحيلاً معجِزاً تجمّعت فيه كل المهالك والمصاعب كأنّه قصّة من قصص ألف ليلة وليلة ،فصيّرك كالخيال الذي لا يضرّ تداوله أو تعاطيه سرعان ما يزول أثره بمجرد مفارقته فأكسبني ذلك جرأة وشجاعة عقدت بها عزمي ذاك الذي صار زعماً
للأسف لن أصارحك ولن أكلّمك ،بل إني لن أبحث عنك ،أو أحاول لقائك كما كنت أفعل ،ذلك اللقاء العابر الذي كنت أستشف منه ما أسوغ به لنفسي من وهم لأُبقيك في ..
لم أستطع أن أكتب أين أنت مني أو فيّ..ليست هذه مشكلتي، مشكلتي أكبر وأخطر ، وها أنا كلما كتبت أكثر ،تملّكني رعب أكبر …من أنت ؟
لو أنك تعرفين؟ أو لو تعرفين من أنا ؟
ليتك تعرفين ،لكان انهار كل شيءٍ …لكان زال كل شيء ،ولكنت ارتحت من عزمي وزعمي،لكنتِ عرفتِ تلك المناورات وتلك المهاترات ،لمَ كانت ولأي قصد حدثت و لزال عنها ذلك الحمق وتلك البلاهة ولما كنتِ تعجبت من غباء كلماتي وخبل حديثي
لا حق لي في قول أي من هذا ،أعلم ذلك …وأعلم أن أول كلمة سأُسمِعُها نفسي هي بأي حقٍ سأقول لكِ ما أقول ،إذن فلما كانت تلك المناورات لولا هذه الكلمة و لولا هذا الحمق ،ابقي بعيدة ،كأبعد ما تكونين ، وسأقول لكِ كل شيء، سأروي لك القصة من بدايتها ،من تلك البداية الصغيرة العذبة كقطرة الغيث
بدايةٍ من بدايات الصباح المشرق مع خيوط الشمس الباردة إذ اختلطت على وجنتيكِ الورديتين مع النسائم الندية فزادتها تورّداً و بهاء
و مضيتِ وانتظرتُ …و عدتِ و نظرتُ فإذا الشمس مشرقة وإذا ضحكتكِ أجمل وأبهى منها وإذا النهار أسعد بكلامك وحديثك و إذا الحياة أمتع برفقتك، كلّ ذلك في ثوانٍ معدودات
و زاد إصراري وزاد معه خوفي ،فقطرة الندى كانت طوفاناً وشعاع الشمس كان بركاناً ،ولا أملك جرأة أن أنهي العالم ،فابتلعت إصراري … وانتظرت صباحاً آخر ويوماً آخر
سأعدّ لك ابتساماتِك و بهجاتك و إشراقاتك ، سأعدّ لقاءاتك التي عشتها كعالم أملكه وكنز أخفيه ،فلم أكن أملك من الحياة غيرها
لو أنك تعرفين ،لما كنتِ تتسائلين الآن ،إذن لما أنا بعيدة كل هذا البعد ،لعلمت لما النهاية والدمار، لما الطوفان والبركان ، لو أنك تعرفين …لعرفت لأنه أنتِ
لو أنك شخصٌ آخر غيركِ ورأيتني معك ورأيتِ ما يحدث بيني وبينك لرأيت النهاية والدمار كما كنت أراها و لعذرت خوفي
هل أقص عليك البقية، بقية القصة التي أحيتني كل هذا الزمان
بقيتها لمسة ،و موقف جميل ،نظرة …بل لمسات ومواقف ونظرات
التعليقات
ننتظر التكملة... دام نبض قلمك.