حينما تتشوه الأرواح
ستندم على نفسك الغائبة وتحن إلى چيناتك الطيبة
نشر في 14 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عندما يخرس الكلام بداخلك وتظل عاجزا عن نطق الآه رغم الوجع الرابض فيك ، حينما تشعر بالقهر ، بالذل ، بالحرمان بالخسة، بالظلم ....
حينما تستطيع تمثيل الفرح في خضم معاناتك ، وتحاول رسم ابتسامة مجهدة على شفاهك ، عندما تشعر بالحزن اصبح يغلف روحك حتى تصير أنت وحزنك نسيجا واحدا ، حينما يتسع فمك بضحكه البلياتشو البلهاء بينما تعتصر آلما في داخلك ، فقط من أجل تحاشي نظرات الرثاء والعطف ، حينما تنظر إلى نفسك في المرآة فلا تعرفها ، لا ترى إلا ملامحا ضبابية أعياها الزمن بعواصفه العاتية... هنا فقط ستسرق ( بضم السين ) ، نعم ستسرق من نفسك .. ستتغير !
ستسرق من نفسك بفعل عوامل الصدمات والكبوات التي مررت بها ، لن يبقى منك إلا بقايا روح مشوهة ، حتى التعبير عن نفسك الموجوعة تصبح عاجزا عنه ،تبحث عن كلمات تصفك فلا تجد ، ثم ستنتقل إلى مرحلة آخرى حيث ستشعر إنك أصبحت غريبا عن حقيقتك التي جبلت عليها منذ زمن براءتك... لست انت هذا ولا هذه هي طبائعك ، ستصبح مستغلا ، متلونا ، فظا ، سواد قلبك سيغطي علي بياضه ، مثاليتك ستسقط سهوا ، ستحكمك مصلحتك و فقط ،
لن تجد دمعة في عينيك ولا دقة في قلبك تأثرا بفرح أو حزن ، أحاسيسك ستصبح بلا احاسيس .. سيجمد قلبك ويتجبر …وستعتنق مبدأ أنا ومن بعدي الطوفان ، وستجد لنفسك المبررات- (لم لا اظلم ..فأنا ظلمت كثيرا )
المرحلة الأخيرة الندم ثم الندم بعد أن يمضي العمر وتزهد الدنيا ، ستندم علي نفسك الغائبة ، وستحن إلى چيناتك الطيبه ، وستشعر بالخسارة والحسرة ولكن بعد فوات الآوان ، فلن تعد تملك متسع من الوقت أو الجهد حتى تحاول اصلاح ما شوه منك.
قبل الوصول للنهاية ، قبل نفاذ الطاقه والعمر ، وقبل أن نذهب بأرواح مشوهة ونادمة ، فلنفتح الجرح ونواجه الوجع بداخلنا ، فلنعش أوجاعنا وألامنا إلي آخر رمق فينا حتى نتطهر منها . فلا ضرر من ان نصرخ ونملأ الكون بأهاتنا ولا عيب من أن نكتئب أو نحبط أو نيأس بدلا من التخفي وراء قناع البلياتشو ، فنحن بشر وعرضة لأي مشاعر إنسانية ممكن تقهرنا لفترة من الزمن ، فلنترك لأحزاننا العنان ، ونفرط دموعنا ،حتى نغتسل من كل الأثار السلبية التي تتركها فينا صدماتنا وكبواتنا .. فتذهب بلا رجعة ونبقى نحن بذواتنا الحقيقية وأرواحنا النقية.
-
سامية فريدسامية فريد كاتبه ..صحافية ومدونة .. اعشق الكتابة واتنفسها ولا يهمني تصنيف بصمات قلمي … المهم كتابة ما استشعره ومايحمله من صدق وشفافية.