التحولات الاقتصادية في كوريا الشمالية
نشر في 22 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أضحت هنالك جمله من التحولات في كوريا الشماليه وعلى مختلف الأصعدة والمستويات وخصوصا في المجال الاقتصادي
ففي هذا الجانب أفادت تقارير امريكيه بأن مستوى المجاعة ونقص الغذاء انخفض في كوريا الشماليه وبنسبه كبيره تقدر بنحو 60 بالمائة حيث قامت السلطات الكوريه الشماليه بتوزيع حصتين غذائيه في الشهر الواحد لكل عائله، فضلا عن ذلك خصص زعيم كوريا الشماليه الحالي كيم جونغ اون شقق سكنيه لكل من يقوم بإجراء بحوث علميه، أو تقديم مشاريع براءات اختراع، بالاضافه الى انه قام بدعم الفلاحين بالاحتياجات اللازمه للزراعة، وفي المجال الصناعي من المعروف أن كوريا الشماليه تزدهر فيها الصناعه العسكريه، وخصوصا صناعه الصواريخ البالستيه بمختلف أنواعها قصيره والمتوسطة والبعيده المدى، ويذكر أن عائدات كوريا الشماليه من الصواريخ البالستيه تبلغ سنويا حوالي 600 مليون دولار، حيث صدرت العديد من الصواريخ البالستيه إلى عدد من البلدان مثل باكستان، فيتنام، ايران، سوريا، ليبيا سابقا، وغيرها الكثير من البلدان العالم، بالاضافه الى ان كوريا الشماليه تزدهر فيها تجاره المخدرات الغير مشروعه، حيث تعد ثالث دوله على العالم بتجارة ماده الأفيون، والسادسة على العالم بتجارة ماده الهيروين ويذكر أن العائدات السنويه من هذه التجاره تبلغ حوالي أكثر من 500 مليون دولار، وهنالك منتجات أخرى موجوده في كوريا الشماليه والتي تشكل عائدا مهما للبلاد كالسمك، المحار، الأخشاب وغيرها.
يخطأ الكثير من الأجانب عندما يعتقدون أن هنالك مجاعه في كوريا الشمالية، أو أن اقتصادها بدائي جدا، بالعكس هنالك جهود اقتصاديه استثنائية تبذلها السلطات الكوريه الشماليه من أجل تعزيز وتقوية اقتصادها، وخصوصا أن هذه الجهود برزت بعد عام 2012، بعد أن حققت كوريا الشماليه جهودا كبيره في تطوير برنامجها النووي والصاروخي وإطلاق الأقمار الصناعيه، وتطوير الآليات المتبعه في قطاعي الزراعه والصناعه، ورفع الناتج المحلي الإجمالي ليصل بين 3_5 بالمائة سنويا.
لكن من الجدير بالذكر أن ما يعيق كوريا الشماليه وخطواتها الاصلاحيه على مختلف المستويات، خصوصا في المجال الاقتصادي هو فقدان الثقه بينها وبين المجتمع الدولي، حيث أن العزله عن العالم، والاستفزازات التي تقوم بها كوريا الشماليه تجاه جيرانها، وبالأخص اليابان وكوريا الجنوبيه وتحديها المستمر تجاه الولايات المتحده وحلفائها، حيث تكمن هذه الاستفزازات والتحديات التي تقوم بها كوريا الشماليه هي الاستمرار بتطوير قدراتها النوويه والصاروخيه، وتحدي العالم بها.
في ضوء ما تقدم ذكره اتضح أن هنالك تحولات اقتصاديه تشهدها كوريا الشماليه، تتمثل بالاصلاحات التي تكلمنا عنها سلفا وبشكل موجز، لكن في نفس الوقت هنالك تحديات خارجيه تؤثر على اقتصادها، مثل ملف العزله عن العالم، والعقوبات الاقتصاديه التي تصدر من المجتمع الدولي بحق هذا البلد، ولكن من العجيب أن السلطات الكوريه الشماليه تتحدى العالم، وتستمر في تطوير نفسها وبجهودها وامكانياتها الذاتيه!.
-
MSc-Ali GhassanIraq_Baghdad