بسم الله الرحمن الرحيم 

ليس هناك خطوة واحدة عملاقة حققت الإنجاز وانما مجموعة إنجازات صغيرة ، والنجاح فقط يحققه الذين يواصلون المحاولة بنظرة إيجابية وبروح التحدي،

ماتقدم ليس اقتباسا من اقوال مشهورين بل تجربة حقيقية عشتها خلال استمراري في المشاركة في برنامج معهد الفضاء المدني تحدي عشر أسابيع للمشاركة المدنية في جولته الثانية .

لم تقتصر مشاركتي في الجولة الأولى من البرنامج على اكتساب وبناء وتشارك المعرفة عن نهج النتائج السريعة ومبادرات تحدي المئة يوم ومنهجيتها ومراحلها ،على أهمية اكتساب وبناء وتشارك المعرفة كهدف هام بحد ذاته ،بل ساعدتني على الخروج من منطقة الراحة والإنطلاق نحو المزيد من الانخراط والمشاركة مع المجتمع في التغلب على قضايا ملحة ،مستلهما المعرفة المكتسبة عن نهج النتائج السريعة ،وهو نهج قائم على تشجيع التفكير الإبداعي والتركيز على الموارد الغير مستغلة وتحفيز وإلهام أصحاب المصلحة للتغلب على التحديات التي يواجهونها من خلال تفتيت المشاكل الكبيرة الى تحديات اصغر يتم العمل للتغلب عليها وتحقيق نتائج ملموسة خلال مئة يوم او اقل ، والعمل على استتدامة وتعزيز النتائج المحققة وتوسيع نطاقها والتعلم من التجارب وحتى الفشل وفي فترة قصيرة، وهو ما يخلق سياق للتعلم المستمر وبناء القدرات التنظيمية والانفتاح على كل الآراء لتوفير بيئة تكافلية تكاملية تشحذ العزائم وتبني زخم مطلوب لتحقيق نتائج كبيرة في مدة وجيزة بالموارد المتاحة .

لقد اتاحت لي مشاركتي في الجولة الأولى من البرنامج رفقة نخبة متميزة من الرواد والرائدات في فريق اليمن الدفعة الثانية والتي تضم فريقين اخريين من المغرب وموريتانيا في خوض تجربة تحد رائعة وملهمة تم تنفيذها في (مدرسة أسماء للبنات – مديرية الصلو – محافظة تعز ) والتي انخرط فيها أصحاب المصلحة في المجتمع الذي انتمي اليه بعد لقائي بالعديد منهم بشكل مباشر لنقل وتشارك المعرفة المكتسبة عن نهج النتائج السريعة معهم وصولا الى تبنيهم مبادرة تشاركية لحل احدى القضايا التعليمية الملحة وه تمكين 90 % من تلميذات الصفوف الأولى ( 1-3 ) من التغلب على الضعف القرائي والكتابي خلال اقل من مئة يوم .

إن ما يميز معهد الفضاء المدني عن غيره من منصات التعلم عن بعد هو انه يتجاوز ببرامجه ومساقاته الطريقة التقليدية في التدريب والتعلم إلى خلق فضاء رائع للتشبيك بين النشطاء وكسر الحواجز الجغرافية والاسهام في خلق سياقات للتغيير الإيجابي وتعزيز المشاركة المدنية في المجتمعات المحلية كركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة،وذلك ماشجعني على الاستمرار في المشاركة في البرنامج في جولته الثانية والتي حفلت بالمزيد من المعارف الجديدة والقيمة حول نهج النتائج السريعة ،وحول الكوتشنج ،بل كان تطبيق المعرفة المكتسبة في هذه الجولة اكثر تشويقا حيث عمل جميع الرواد والرائدات في مهام جماعية وفردية على حالة افتراضية او دراسة حالة ،وهي قصة جمعية قرية الامل، إذ أن سيناريو القصة يعد تجسيدا حقيقيا للواقع الذي تعيشه معظم ان لم نقل كل المجتمعات المحلية في الدول النامية .

ركزت المواد المقروءة والمرئية والمهام والمناقشات في الجولة الثانية على مفهوم وكفاءات وممارسات الكوتشنج وهو ماساعدنا ويساعدنا كنشطاء مجتمع مدني في بناء علاقات إنسانية نستطيع من خلالها التأثيرالإيجابي ومساعدة مجتمعاتنا ومؤسساتنا في استكشاف طاقاتها الكامنة والغير مستغلة وتسخيرها في تحقيق تحولات نوعية ومستدامة ،والكوتشنج هو عملية حوارية تفاعلية بين الكوتش والمستفيد في جلسات مخطط لها قد لاتزيد الجلسة الواحدة عن ساعة لتمكين المستفيد من الوصول الى تحقيق أهدافه وتوليد الحلول والبدائل للمشاكل التي يواجهها من خلال الأسئلة والانصات الفعال ولابد للكوتش من مهارات عديدة منها مهارة الاستماع الفعال ومهارات طرح الأسئلة ذات النهايات المفتوحة ومهارات رفع نمو أفكار المستفيد.

ساعدتني الأنشطة والمعارف المكتسبة خلال الجولة الثانية من البرنامج ،ومن ذلك حلقات مقهى المعرفة الحوارية على تطبيق التناظر الرقمي زوم في البناء على الجهود السابقة التي خضتها في الجولة الأولى لحث وتحفيز المجتمع المحلي على توسيع نطاق مبادرة مدرسة أسماء واستلهامها في تعزيز التعاون والمشاركة بين الأطر الرسمية والمجتمعية للتغلب على المزيد من القضايا الملحة من خلال عقد لقاءات مباشرة غير مباشرة مع مسؤولين ونشطاء وشخصيات اجتماعية في مديرية الصلو مستخدما مهارات الكوتشينج بغرض البناء على ما تحقق في مدرسة أسماء حتى تبلورت فكرة الاعداد لورشتي عمل بالتنسيق مع الأستاذ / فوزي جوليد رئيس معهد الفضاء المدني وميسر المعهد الأستاذ / ياسر الصلوي الذين كانا لهم دور مهم وملهم في تصميم خطة تسيير جلسات الورشتين التي نفذها الأستاذ/ ياسر الصلوي بمشاركتي يومي 23-24 / 2 / 2022م ،والتي شارك فيها  46 مشاركا ومشاركة من بينهم القائم باعمال الأمين العام للمجلس المحلي ومسؤولين ومدراء في دوائر حكومية ومرافق خدمية في قطاع التعليم والصحة و بحضور متميز  ومشاركة فاعلة للمرأة ،وخرجت الورشتين بتشكيل لجنتي تنسيق من بين الحاضرين لتطوير ورعاية تنفيذ مبادرات لحل مشكلتين ملحتين في مجال التعليم والصحة تم تحديدهما كمشكلتين ذات أولوية من بين مايزيد عن 20 مشكلة او قضية او احتياج مجتمعي ، واتطلع ان اشارككم مخرجات عمل اللجنتين وقصص نجاح أخرى في القريب العاجل إن شاء الله .،،،،،

رائد معهد الفضاء المدني /عبدالعليم الصلوي