إذا أردت استعباد أو تدمير مجتمع، أقتل أرواحهم وعقولهم، واتركهم أحياء أموات. هي قاعدة يمكن أن يعتمدها البعض لتدمير مجتمع أو فئة الشباب بالخصوص. حيث يقومون بتفرغ عقولهم وأرواحهم وجعلهم كالعبيد. يعبدون المواقع الإباحية ويدمنون عليها. ويقتلون أنفسهم على نار هادئة.
هذا الإدمان الذي يفقد الفرد ثقته بنفسه ويشعره بالذنب ، ويخلق لنا جيلا ضعيفا مهزوزا وجبانا. ينتج لنا أشخاص منعزلين عن الواقع ،منغمسين في ملذات الجسد .يقتلون أرواحهم وأجسادهم بأيديهم. لأنهم يظنون أن لا قوة لهم للتحكم في جسدهم ونفسيتهم وعقولهم.
هو القاتل الصامت، الذي دمر عقول الشباب وقتل فيهم روح الإبداع والعمل والتفكير والتفكر.
فقد غزى عالم الشباب بسبب قلة وعيهم بذواتهم والمحيط، والفراغ الروحي والعاطفي الذي يعيشونه في بيوتهم قبل محيطهم. فلو كان هناك وعي بالذات والمحيط لكانت هناك حدود لكل عمل يقومون به .
فالادمان كالعادة، من يستطيع تغيير عاداته يستطيع التوقف عن الادمان. فبالرجوع إلى أسباب الإدمان أو العادة يمكننا الحد منها وتغييرها بعادات أفضل منها.
استحضر هنا ما قاله تشالز دويج في كتابه " قوة العادات" ( إن العادات تحدث دون تصريح منا). فالمدمن يبدأ في البداية بمشاهدة فيديو واحد في الشهر ثم بعدها اثنين ثم ثلاثة في الشهر ، ثم واحد في الأسبوع إلى أن يصل الى كل يوم واحد ثم العشرات في اليوم. والسبب هو أن الفرد لم يعد لديه الوعي بما يفعله. وأصبح لديه فراغ ليملأه بالعبودية الضارة.
هكذا تبدا العادات وكذلك يبدأ الادمان.وإن لم تحاربه سيحاربك هو وقد يفوز في المعركة، إذا كنت من أصحاب النفوس الضعيفة.
ولكي تتغلب على هذه المرحلة من الإدمان أو العبودية الضارة. فما عليك سوى أن تغيرها بعادة ايجابية. واجعلها روتينا يوميا. تدرب نفسك عليه إلى أن تثقنه وتبتعد عن العبودية القاتلة.
كافئ نفسك كلما استطعت ، وكلما اجتزت يوما أو اسبوعا أو شهرا دون عبودية. وأحب نفسك بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات. لا تبحث عن الحب في عيون الآخرين وإنما بداخلك أنت وفي عيونك وقلبك. واعتني بصحتك ولياقتك البدنية بممارستك للرياضة وعمل الخير. واكثر الدعاء فسيعطيك الله من خلاله طاقة وقوة ونشاط وعزيمة وارادة لاكمال لطريق.
وكن على يقين أنك قادر على تغيير هذه العادة. وأن الله خلق بداخلك قوة ستدهشك وستجعلك تتغلب على كل مالم تتوقع يوما أنك ستفوز عليه. أنت قادر على قطع حبل العبودية إبدأ اليوم والقادم أجمل ان شاء الله.
-
عائشة الحسينصديقة الكتاب والقلم..