أنا غريب عن الحب وداكشي...
كانت أسرتي كثيرة الترحال وكنت أفقد أصدقائي وأجد صعوبة في كل مرة للتآلف مع أصدقاء جدد. كنت كل سنة أجد نفسي جديدا في المدرسة وكانت الصداقات تؤنس قلبي...
عانيت كثيرا من هذا خلال دراستي. كنت دائما أنعت بالغريب ولا يقترب مني الآخرين إلا من أجل مصلحة. لم أشعر يوما بأن لي أصدقاء يحبونني لشخصي، وهذا جعلني أكثر نفورا من الجميع.
المكان الوحيد الذي أجد فيه الدفء هو مع المهمشين والمقهورين. نتبادل السجائر ولفافات الحشيش التي تنسينا العالم بأسره.
كان لدي استعداد فطري للانحراف وكان يمكن في تلك الظروف أمتهن "التسلكيط والكريساج" أو أفنى في الحشيش وفي السكر، كنت أجرب فقط تلك الأشياء وبعدها أقلع عنها...
أعتقد أن الكتابة هي من حمتني من الانحراف تماما، كنت أود أن أكون كاتبا، وحتى هذا الحلم لم أستطع التصريح به. لم أستطع البوح كأنه حلم مخجل...
علاقتي بالنساء كانت كارثية فقد ابتدأت بزواج فاشل مبكر، وبعدها علاقات متعددة لا حب فيها ولا ارتباط، فقط نمارس الجنس وننفصل بعد ليلة، يوم أو أسبوع، كلما التقيت امرأة تحبني غادرتها فورا، كنت أخشى الحب والارتباط. إلتقيت نساءً رائعات أحبوني ولكني لم أبق معهن. كنت أخاف الحب، الحقيقة أنني لم أكن أفهم لغة الحب...
لم أكن أعي تلك المخاطر، كانت هناك قوة غريبة تدفعني للمضي من حكاية إلى أخرى بسرعة البرق، الأهم هو أن أنال ما أريده وأن أنصرف بسرعة قبل أن يبدأ الحب والمشاعر وتلك الأشياء الغريبة التي لا أفقه فيها شيئا. بمجرد ما تبدأ المرأة ببعث رسائل في ورق وردي، أخاف وأقطع العلاقة. بمجرد ما تصرح لي إحداهن بمشاعرها أرتبك ولا أعرف ماذا تريد مني. أرحل بعيدا وأنساها بامرأة أخرى.
كانت المشاعر دينا لا أعرفها وكان الحب لغة لا أفهمها. أما الزواج وتأسيس أسرة فقد كان مستبعدا تماما، وكان من الممنوع الخوض معي في هذا الأمر.
كانت الحياة متعة لحظيّة فقط، تنتهي المتعة مع الإفاقة من سكرة وحل السرير، ويمضي كل واحد لحال سبيله.
الشيء السيئ في الويسكي هو أنه يقلب المواجع ويجعلني أسرح في أشياء لا أريد تذكرها، ربما عليّ أن أتذكر الماضي لأواجه الحاضر. وحاضري الوحيد الآن هو دوختي... كيف سأشتري حاسوبا لأبقى على اتصال مع من تريد أن تعلمني قواعد الحب والعشق لليلة أو يوم أو أسبوع.، دون أن تشم الرائحة التي تنزُّ مني...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب- 07 / 07 / 2015