*كثيرا من الناس يعيشون دون إدراك لحقيقتهم  الروحانية ...

في هذا العالم المادي نعيش حياتنا في صراع وتكالب علي الأرزاق،  حتي أصبح هذا هو الهدف الاسمي من وجودنا في الحياة ... نظل نعيش كسباق  الفئران ونظل نترقب  في قلق وتخطي في دروب الطريق للبحث عن المال ، أصبحنا نعيش بمجتمع لا يدرك قيمة الروح كجوهر أصيل ، بل أصبح الناس يحكمون عليك من ملابسك وقيمة المال الذي تمتلكه ، فأصبحت المادة هي التي تحكم البشر تحت مسمي ( قيمتك تظهر بما تملكه ) ، أصبح هناك مجتمعات يعيشون حياة خالية من الروح ،كل مايرونه هو عالم المادة، والمظهر الخادع  و الأشياء الذي يمتلكونه ؟ وسعره؟ 

كم تمتلك من المال ، وكم الإنجازات والعمارات والعقارات وجمع المال بلا توقف ، وكأن ذلك هو الهدف الأسمى... أري كثير من البشر يرون الفرد منا بما يملكه ويشعر الدونية حين يري نفسه أقل منه بما يمتلكه، ويظل يقارن نفسه بينه وبين الآخرين،  ويظل يعيش في تنافس وصراع وتكالب علي الأرزاق ، ويظل يعيش بعدم رضا وقبول ليس له حدود ولاشبع، وإنما اللهاث نحو سراب لن يجلب في النهاية سوي القلق والضياع ونسيان نفسه ، وفهم حقيقة الدنيا...

قد نولي الجانب المادي من حياتك الجزء الأكبر من إهتمامك، بينما تولي أقل أو لاتبدى أي إهتمام للجانب الروحاني منها ... فعندما يشغل الجانب المادي حيزا كبيرا من حياتك ،تجد إنك في حالة مستمرة من القلق والترقب ... فعندما تنشغل بالجانب المادى علي حساب الجانب الروحاني فإنك بذلك تضع نفسك تحت ضغط شديد كي تحقق أعلى مستوي من المكسب ،وتكون أفضل إنسان وأفضل من بالاخرين،  هذا الاستغلال بالجانب المادى يجعلك تنظر الحياة بنظرة سطحية يتراءي لك فيها المظهر الخارجى أهم من المضمون،  وتلك النظرة تجعلك تري تلك الحياة الخادعة أسمي من جوهرها الأصيل،  كما تري أيضآ  أن نظرة الناس هي أهم وسيلة تعرف بها قدرك وأن متاع الحياة الظاهري هو أهم ماقدرهالمرء لأجله  

فحين تغطي الجانب المادي علي الجانب الروحاني في حياتك تدفع الثمن غاليا،  ويدفعك أن تري نفسك علي غير حقيقتها ، فالكثير من الناس لا يدرك أن جوهر كل فرد قائم في{ الأصل علي الروح .. لا علي المادة }

عندما تعمل علي تحسين الجانب الروحاني فإنك تري جوهر الحياة الأصيل، فعندما ننظر للطبيعة بما فيها من بحار وسحاب ونجوم،  تلك الرؤية تجعل نظرتك أكثر تعمق ، فحين تفكر في المعجزات التي تراها في الطبيعة من حولك ...تجد إنك حققت التوازن علي الصعيد الروحاني "

 واين_داير 

والتوازن ضروري لتحقيق السعادة وراحة البال... فالاشباع الروحاني يمنحك الشعور بالسلام النفسي وتعيش حياة روحانية سامية تجعلك تشعر بالنشاط والبهجة في كل لحظة من حياتك ،ستري الارتقاء بالروح إلي عنان السماء 

يقول أحد الأدباء: 

"إن بداخل كل إنسان شخصيتين موكلتين به طوال حياته ،فواحدة تحثه علي حب الذات وكثرة الكلام وتلبية الشهوات وجمع الأموال والعيش بعشوائية

والاخري روحانية خفية كامنة لاتزال تأمره بالخير والتحلي بالحكمة "

بسمو الروح تؤدي المادة العمل والعبادة بحب لابضيق، وبذلك يتم التناغم والتصالح بين المادة والروح والاستقرار للإنسان..