الأشخاص المخفية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأشخاص المخفية

ممنوع دخول المرحاض!

  نشر في 30 ديسمبر 2021 .

في فيلم "هيدين فيجرز" (الشخصيات المخفية) للممثلة الأمريكية "تاراچي بيندا هينسون" و الذي كان يناقش قضية العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء (السوداء) في العمل، كان هناك مشهداً حيث يوبخها المدير بسبب تأخرها. و كان مبررها أن ليس لديها مرحاض خاص في الشركة و إن عليها أن تمشِ مسافةً طويلةً تستغرق حوالي عشرون دقيقة فقط لأنها تريد استخدام المرحاض.

و بعد حوالي خمس سنوات من عرض هذا الفيلم، وجدنا مشهداً مشابه لهذا المشهد على أرض الواقع في مصر. مدير وبخ موظف لترك عمله عِدة مرات لاستخدامه المرحاض.

و بسبب توبيخ المدير للموظف و كثرة تنمره على الموظف فما كان من الموظف الا أن انتحر و ألقى بنفسه من بناية الشركة.

و قضيتي هنا ليست قضية التنمر على أصحاب البشرة الداكنة. و قضيتي ليست قضية انتحار الموظف. و لكن قضيتي عن سبب انتحار الموظف.

فبالرغم من تحرير الإسلام للإنسان و إلغاء العبودية و برغم من وجود قوانين منعت العبودية و بالرغم من وجود حقوق الإنسان إلا أن الإنسان مازال يتعامل مع من هم أقل منه في السلطة بهذا المبدأ.

كلٍ يستخدم سلطته بطريقة خاطئة، فالمدير يتعامل مع الموظفين و كأنهم آلات لا يجب عليهم فعل شيء سوى مهامهم الوظيفية، و صاحب الشركة يتعامل مع المدير على أساس أنه عبد استأجره لقضاء حاجاته. و أبناء المسؤلين يستخدمون أسماء آباءهم للحصول على ما يريدون. و الغني يستغل أمواله في ابتزاز الفقير.

و المعلم و الأستاذ الجامعي الذين يستخدمون سلطتهم لتهديد الطلاب بدرجاتهم. و أمثال أخرى لأشكال متعددة للاستخدام الخاطئ للسلطة و استغلالها.

فهناك بعض الأشخاص الذين يستغلون سلطتهم حتى في أبسط و أتفه الأشياء لمجرد أنهم أعلى من أشخاص آخرين في المنصب.

حتى أنهم يستخدمون سلطتهم لمنع الآخرين و سلبهم أبسط حقوقهم كتناول الطعام أو استخدام المرحاض بحجة العمل. مع العلم لا يوجد قانون يُجرم تناول الطعام أو استخدام المرحاض أثناء القيام بالمهام الوظيفية.

و لم يتوقف الاستخدام السيء للسلطة لهذا الحد، بل وصل الأمر لانعدام الرحمة و توبيخ المديرين للموظفين و التنمر عليهم حتى وصل الموظفون للاقدام على الانتحار. وصل الاستخدام السيء للسلطة للتسبب في قتل الآخرين.

فكل ما يشغل المدير هو قيام الموظفين بواجباتهم، و كل ما يشغل أبناء المسؤلين هو الحصول على ما يريدون و اشباع رغباتهم، و كل ما يشغل الغني هو إحساس أن الفقراء أضعف منه...إلخ.

و كأن الأشخاص الأقل في السلطة أو المال شخصيات مخفية أو ليسوا بأشخاص من الأساس!

فدائماً السلطة هي الأقوى و هي التي تفوز في النهاية؛ فبالسلطة تستطيع أن تهدد غيرك بخصم من الراتب، تستطيع أن تتحكم في مستقبل غيرك و تجعله يرسب أو ينجح في الامتحان، تستطيع أن تصل إلي ما تريد، تستطيع أن تدهس على كرامة الآحرين و توبخهم و تجعلهم يقتلون أنفسهم.

لذلك لا أتعجب من كثرة طمع الإنسان في الوصول إلي السلطة.

لم تكن السلطة أبداً وسيلة لفرض الرأي، أو وسيلة للتحكم في الآخرين، أو وسيلة للخروج عن القانون، أو وسيلة للتنمر و سلب أبسط حقوق الآخرين.

و لكن كعادة الإنسان في تشويه كل شيء، قام بتشويه صورة المعلم أو الوزير أو المدير. و قام باستنزاف قوى الضعفاء للحصول على الخدمات التي يريدها أو لاتمام العمل على أكمل وجه دون مكافئتهم أو حتى إعطاءهم أبسط حقوقهم أو حتى على الأقل دون التعامل معهم على أساس أنهم أشخاص مخفيين... 



  • آلاء نشأت
    لمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية
   نشر في 30 ديسمبر 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا