سنرحل من هذه المدينه فالوضع هنا لن يكون آمنا بعد أيام ,خذي حقيبة واحده واحملي فقط مايهم.
- انتظروا لابد أن هناك حل آخر غير الرحيل ...أرجوكم إلا هذا الرحيل !!
- لا تكثري الكلام وتجهزي .
- أتجهز لماذا؟
أأتجهز لرحيل لطالما أفزعني باختباءه المكشوف لي في التلفازوفي تقاسيم وجوه الجيران وأحاديثهم؟
أأتجهز لرحيل لطالما أشعرني باقترابه ببرود قاتل فجمد مشاعري وأحلامي المشتعلة ,فلم يُبقي بداخلي سوى صقيع و سكون وخواء وعلقم أتجرعه بصمت؟
أأتجهز لرحيل قاسِ سيتركني لأسئلتي التي ستنهشني دون أن يسعفني بأي إجابه؟
أأو ضب ياساده حقيبتي بسهوله لرحيل سيعيرني بأنني اجتثثت نفسي من أرضي خوفاً من الموت؟
و بم تعزونني؟بحقيبة واحده أحمل فيها فقط مايهم؟ أخبروني بربي وربكم ماالمهم! ؟
أتعلمون تذكرت!!
ملابسي ، لا كتبي ، بل ألبومات صوري أهم..
منزلي ..
رائحة خبز الفجر المتسللة من نافذتي ..
منظر الشروق الأسطوري خلف نافذتي..
حتى أرجوحة حديقتنا الصدئة التي منحتني اول تحليق. روح حيينا وجيراننا...
وحتى الإشارات الكسولة التي تتعمد تأخيري عن مواعيدي..
وكل شبر وطئته قدماي من هذه الأرض... وآسف فعلاً لأن القائمة غير مختومه.
لذا كفوا الآن عن هذه المقارنة الرعناء بين المهم وغيره فكل ماعلى هذه الارض وماتحت سماءها مهم,كل ماعلى أرضي يعني ذكريات والذكريات هي من تعطي دفئاًسحيقاً لكلمة وطن.
أحقيبة أو اثنتان تسعان كل مهم؟
أيوجد حقيبة على وجه البسيطة تتسع لذكريات ووطن؟.
- 5
-
-
غاليه محمدطالبة بكلية العلوم -تخصص أحياء ( ربما أحاول خلق إنتصارات )
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
