الهوية و إشكالية الإختلاف . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الهوية و إشكالية الإختلاف .

  نشر في 05 أبريل 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

  

 يعد مفهوم الهوية من المفاهيم المركزية التي تسجل حضورها الدائم في مجالات علمية متعددة و لا سيما في مجال العلوم الإنسانية ذات الطابع الإجتماعي ، و تعد بالتالي من أكثر المفاهيم تغلغلا في عمق حياتنا الثقافية و الإجتماعية اليومية ، و من أكثرها شيوعا و استخداما ، إذ إن للرجل هوية و للمرأة كذلك ، للطفل هوية و أخرى للمراهق ، و غيرها للكهل و مختلفة عنها عند الشيخ ، كما أن هوية المجتمع الشمالي مختلفة عن هوية الجنوبي ، هوية المجتمع الشرقي تختلف عن هوية المجتمع الغربي ، بل حتى وسط الهوية الواحدة نفسها توجد هويات متضاربة و متمايزة ، ذلك أن الهوية ليست كيانا يعطى دفعة واحدة إلى الأبد ، بل إنها حقيقة تولد و تنمو ، و تتكون و تتغاير ، و تشيخ و تعاني من الأزمات الوجودية و الإستيلاب (1) ، فإذا كانت توجد في خضم علاقات اجتماعية و ثقافية متداخلة ، فإنها أيضا تتجلى في صيغ و ترتسم في أشكال متعددة ،  تتنوع بتنوع نشاطات الفرد المهنية و السياسية و الثقافية و الفكرية ، و تتعدد بتعدد المواقف الإجتماعية و السيكولوجية . 

   نشير كذلك إلى أن الهوية تتكوَّن من عدَّة عوامل تهدي الإنسان على الصَّعيد الفردي وعلى الصَّعيد المجتمعي أيضاً روابط من الإحساس بالوجود والانتماء والمصير المشترك ، و هو شعور يضمن استمرارية الجماعة و يحفظ كيانها ، لكن حينما يختفي هذا الشعور تبدأ الجماعة في مواجهة مصير قد يؤدي إلى التَّفكُّك ، ذلك لأن الهويَّة هويَّات متعدّدة ؛ منها ما هو ثقافي ومنها ما هو ديني أو إيديولوجي ومنها ما هو حضاري... ، و أخطرها هي الهويَّة التي تقوم على عدم التَّسامح أو عدم تقبل  الآخر المختلف ، و التي تقوم غالباً على ثنائيَّة الإيمان و الكفر ، الحقّ والباطل ، الخير والشرّ ، الصَّح والخطأ ، فهي بذلك لا تقوم على الاعتراف العام ، بل على الإقصاء ، و إذا اقتضى الحال تتبنى العنف لتحقيق هذه الغاية ، فهي لا تنظر إلى الآخر من باب التّنوُّع والتَّعدُّدية والاختلاف والتَّعاون والتَّفاعل ، بل تنظر إليه من باب الخصومة و التبخيس و التَّحفظ في أحسن الأحوال (2) .

     إذ هكذا انتهت الهوية التي تزعم سموها و طهوريتها المطلقة كخطاب استعلائي ضد الثقافات و الهويات الأخرى تاريخياً وتجريبياً إلى تأجيج مشاعر الكراهية والإقصاء بين الشعوب ، فالتضامن الداخلي لجماعة ما على أساس الهوية يمكن أن يغذي التنافر بينها و بين جماعة أخرى إلى حد العنف المسلح (3) ، هذا ما أدى إلى حروب تدمي القلوب و تقرح الأكباد ، انطلاقا من أقدمها كحرب إسبرطا ضد أثينا ، و الرومان ضد شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط ، وصولا لحروب القرون الوسطى كالغزو الإسلامي لشعوب آسيا الوسطى و شمال افريقيا و شبه الجزيرة الإيبيرية ، وصولا لحروب الفترة المعاصرة كالحربين العالميتين ، خصوصا الثانية التي شكل الإعتزاز بالهوية الآرية من طرف النازيين حافزية لغزو الجيران فكان ذلك إيذانا بقيام حرب لم تفرق بين البشر و الحجر ، هذا فضلا عن الظاهرة الداعشية/السلفية التي تعتقد في تسامي الهوية الإسلامية عن باقي هويات بني البشر بدون استثناء ، ناهيك عن الحرب الغربية الرمزية و المادية التي تذكيها مفاهيم نزقية للهوية الغربية ضد باقي أمم كوكب الأرض المُتخلفة ، لذلك فإن وهم الهوية المقدسة السامية غالبا ما تتسبب في استشراء النزاعات بين البشر ، الحاملين لهويات مختلفة ، إذ أن كنه الصراع يتمثل في مدى اعتراف و تقبل الهويات بعضها البعض ، و من هنا من جانب آخر كان دوما الخلط بين "فلسفة الهوية" و "إيديولوجيات الهوية" سواء كانت أصولية أو شوفينية أو سياسية أو عنرصية و غيرها ، ما يجعل من الهوية "إشكالية" وجودية سوسيولوجيا و سياسيا ، و كذلك مفاهيميا سيميائيا دلاليا ، و بذلك تكون هذه المضوعة من أعقد المشكلات التي تواجه المجتمع في العصر الراهن (4) .


1- تأصيل مفاهيمي ، محالة للفهم في سياق أوسع :

   لا نجافي الحقيقة في شيء ، إذا قلنا أن مفهوم الهوية "ككائن معرفي" من أكثر المفاهيم انفلاتا و زئبقية ، إذ يتمدد حسب تمدد المجلات التي تتداخل معانيه مع نسق اشتغالها ، و بذلك يكون مفهوم شديد المطاطية ، يعاني من "قلق" الظبط نظرا لغموض مقاصده على امتداد التطور الذي لحقه في مسار تطوره في تاريخ الأفكار ، إذ أن كل المحاولات التي سعت إلى تعريفه لم تغطي كل أبعاد دلالته بشكل شمولي ، نظرا لتعدد و تنوع هذه الأبعاد ، ذلك ما يخلق صعوبة تحديد مفهوم قار كما يؤكد ذلك د.حسن حنفي (5) ، فالهوية تكون فردية و اجتماعية و سيكولوجية و جنذرية و جنسية ، دينية و إثنية و مذهبية ، بل و إقليمية و جهوية و أممية و غيرها ، كما نشير إلى أن داخل كل هوية توجد هويات أخرى (6)، كوجود داخل الهوية الإسلامية على سبيل المثال هوية سنية و أخرى شيعية ، بل داخل الهوية السنية هناك الهوية السلفية و الأشعرية و الماتوليدية و الصوفية ، أما من جانب الهوية الشيعية فيوجد داخلها الهوية الإسماعيلية و الجعفرية و الأباضية و الزيدية ، هذا فضلا عن تمايز هوية الفرد بتمايز فترات حياته ، بل داخل هويته الشخصية توجد هويات مبطنة داخلها نظرا لتعدد شخوص الشخص الواحد ، إذ كما يقول أوسكار وايلد " معظم الناس هم أناس آخرون " (7) ، أو كما قال عالم النفس السويسري كارل غوستاف يونغ " يبدو أن داخل كل واحد منا شخصا آخر لا يعرفه" ، هذا الشخص الآخر ليس سوى هوية أخرى يتلبسها الفرد وفق سياقات وجودية و اجتماعية شتى ، لعل هذا ما يوضح مدى تعقيد مفردة "الهوية" ، و للإقتراب أكثر من دلالة المفهوم نقدم أبرز التعاريف التي قدمت بشأنه .


   مفهوم الهوية لغويا : 

      استقر رأي "ابن منظور" في معجمه إلى أن الهويّة تعني لغويا هوى يهوي هوة والهوية تصغير هوة و قيل الهويّة بئر بعيدة المهواة أي الحفرة البعيدة القعر (8) ، يحيلنا المعنى المعجمي كذلك للفظ الهويّة إلى »البئر« العميقة ، و تحيلنا الدلالات المجازية للبئر إلى عمق المفهوم نفسه وترسب معانيه وغورها ، و بالتالي إلى استحالة استيفاء المعاني المحكومة بالعود الأبدي للأصل و لصراع الأصل و النسخة . في حين يعتبر يوسف الشيخ محمد البقاعي أن الهوية تعني لغويا ، (هوي) الحقيقة المطلقة في الأشياء و الأحياء المشتملة على الصفات الجوهرية لها (9) ، و هو تقريبا نفس التعريف الذي قدمه الجرجاني للهوية في كتابه "التعريفات" حيث إعتبرها : "الحـقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق" (10) .

  هذا في اللغة العربية ، أما في اللغة الفرنسية و اللاتينية فتعني الهويّة لغةً الثبات و التكرار و المعاودة "Même Le=idem, toauto=Identité" أي الحركة اللولبية التي تنطلق من شيء و تعودة إليه و هكذا (11) . غير أن كل من روبينسون بودري و جون فيليب جيش اعتبرا أن الهوية تحمل خمس معاني متضاربة في اللغة الفرنسية بين الماضي و الحاضر ، إذ أنها في الحاضر تعبر عن التشابه والوحدة و الخصوصية الشخصية و الثقافية والميل إلى التماهي مع الجماعة (12) .


مفهوم الهوية فلسفيا :

 في الفلسفة تعتبر الهوية بنية ذهنية ماهوية تتعالى عن الحس ، تتلوى عن التشظي ، تتصلب كلما حاولنا إمساكها ونظمها ، فنحوها هو الإختفاء والإحتجاب ، وبيانها هو بيان كيفيات ترحالها المتواصل ، إذ أن حركتها حسب "جاك دريدا" بالظبط هي حركة توليد الفوارق و الخلافات ، إذ إنها انتقال ملتوي ملتبس من مخالف لآخر ، انتقال من طرف التعارض إلى طرف التوافق (13) ، الهوية إذن هي هذه الحركات اللإلتوائية والإختلافية والتعارضية ، أي تلك المسافات المتباعدة-المتقاربة في الوقت نفسه (14)، هي الأبنية المتراكبة هي الحقيقة والوهم ، هي التبعثر الذي لا يسكنه العقل إلا على سبيل التجريد والخيال ، هي المحايث والمتعالي ، السياق واللا-سياق ، الزمن و التيه ، الحضور والغياب ، الشهادة و الغيب ، ليست الهوية من هذا المنظور النثري سوى اسم آخر من أسماء الوجود ، بل هي إبستيمية الوجود ، وأعني بها فكره ونواته الثابتة والمتكررة في كل عملية خلق جديدة ، إنها التكرار و في الوقت نفسه التجديد الذي يتسم به الوجود ، يقول "مارتن هايدغررائد الفلسفة الأنطولوجية في هذا السياق: "نستطيع أن نطلق عصور الوجود على هذا الإبتعاد المنير لحقيقة ماهيته ، فعنه تصدر الماهية المتسترة لقدره ، تلك الماهية التي تشكل تاريخ العالم ، كل عصر من عصور التاريخ هو عصر يتيه ، و أن خاصية الإبتعاد والتسرت التي يتصف بها الوجود تتأتى من صبغته الزمانية" (15) .

  أي أن الهوية لها هنا معنى الأصل الأرخي هي إرجاء الظهور ، إن الأصل فيها المحكوم لغةً بمنطق المعاودة و التكرار ، هذا الضرب من الهوية هو الذي يسميه "بول ريكور" بـ ”L'identité au sens du même” أو الهوية الفيزيائية العينية (16) ، هذه الهوية هي التي تفيد الإستمرارية في الزمن ، حيث تواجه المختلف أي المتغير و المتحول ، في مقابل L'identité au sens d'ipse أي الهوية الأخلاقية التي ”لا تفيد أي إثبات لنواة مزعومة ثابتة في الشخصية” (17) .

   أما في الفلسفة الإسلامية ، فقد جـاء في كتاب "الكليات" لأبي الـبقاء الـكَفوي ، «أن مـا به الشيءُ هو بـاعتبار تَـحَقُّقِه يـسمى حقيـقةً و ذاتاً وباعـتبار تـشخصه يسـمى "هوية" وإذا أَخَذَ أعمَّ من هـذا الاعـتـبـار يـسـمى مـاهيـة» ، و جـاء في هـذا الـكـتـاب أيـضـاً «أن الأمر المتعقل من حيث إنه مقول في جواب (ما هو) يسمى ماهية ، و من حيث ثبوتُه في الخارج يسمى حقيقة ، ومن حيث امتيازه عن الأغيار يسمى "هوية" » (18) .


مفهوم الهوية سوسيولوجيا : 

  لعل هذا ما يهمنا ، إذ أن العلوم الإنسانية المشتركة تتمثل مسألة الهوية باعتبارها آليات إثبات وجود فردية و جامعية "مكتسبة" ، لا صلة لها بإحراج الماهية أو الأصل أو السكون كما هو الشأن في الفلسفة(19) ، إلا أن السوسيولوجية تنظر إلى الهوية في ارتباطها بما هو إجتماعي ، حيث يرى "ريجارد جنكز " أن الهوية الإجتماعية هي ” تصورنا حول من نحن و من الآخرون ، و كذلك تصور الآخرين حول أنفسهم و حول غيرهم ، إذ تشنئ الهوية إثر عملية التفاعل الإجتماعي ، كما أنها تستلزم عمل مقارنات بين الناس كي تؤسس أوجه التشابه و الإختلاف بينهم ، فأولئك الذين يعتقدون بوجود التشابه بينهم و الآخرين ، يشتركون في هوية تتميز عن هوية الناس الذين يعتقدون أنهم مختلفون و لا يشتركون بذات الهوية” (20) ، نضيف كذلك بأن الهوية تتضمن سمات تضفى على من يتبناها ، كسمة المعتقد و السلالة و اللغة و لون البشرة و القومية ...إلخ (21) ، حيث تتشكل هذه السمات اجتماعيا و ليست تعبيرا عن الإختلافات الضرورية بين الناس (22) ، و الذي إذا حصل تفوافق معظم أفراد جماعة ما حوله ، يتكون المجتمع وفق هذا التوافق الذي يسميه علماء الإجتماع بـ"الوعي الجمعي" ، المتمثل في وجود قيم مشتركة بين الأفراد (23) ، مثال ذلك أن المجتمع العربي قبل الإسلام تأسس على هوية مختلفة كليا ، عن الهوية الذي تأسس عليها المجتمع العربي بعد الإسلام ، أي أن الهوية اجتماعيا تدفع  بشكل وظيفي باتجاه البناء و التكامل و الإندماج الإجتماعي .

   نفس المنطق خضع له المغرب مثلا ، ذلك حيث أسست الدولة في العصر الحديث (ق 17م حتى ق 19م) و الفترة المعاصرة (ق 20م حتى الآن) على الهوية الإسلامية دينا و اجتماعا و سياسة (24) ، إذ أن تقول أنا أمازيغي و أنت عربي في هذه الحالة لا يجمعنا شيء ، لكن أن تقول أنا مسلم و أنت كذلك ، ففي هذه الحالة تجمعنا الهوية الإسلامية و التي إذا حصل توافق حول منظومتها الإجتماعية و السياسية و الأخلاقية نبني مجتمعا حاملا لهذه الهوية المتبنات من طرف الأفراد ، و عليه يمكن أن نقول أن الهوية هي الصمغ الذي يُصهِر ذوات الأفراد في بوثقة ذات اجتماعية واحدة ، أو بتشبيه آخر هي ميغناطيس المجتمع الذي يجذب الأفراد نحو التوافق و بذلك يتحقق التماسك الإجتماعي ، على أن حصاد القول يفضي بنا إلى اعتبار هـويـة أمـة من الأمم هي ”الـقدر الـثابت ، و الجوهري و المـشترك من السمات والقسمات الـعامـة التي تـمـيّز ثقافة أو حـضـارة هذه الأمـة عن غـيـرها من الحـضـارات أو الثقافات ، و التي تجعل للشخصية الفردية و الـوطنـية أو القومية ، طابـعاً تـتمـيّز به عن الـشخصـيات الفردية و الـوطنـية و القومـية الأخرى” (25) .


2- الهوية و العنف و إشكالية الإختلاف : 

    من النافل القول بأن النزاعات و الحروب لا تزال بطلة مسرح الحياة على هذا الكوكب ، فالإنسان حامي الحياة هو نفسه تاجر السلاح ، الإنسان الذي يبكي على ضحايا أهله ، هو نفسه قاتل أهالي غيره ، فرغم سعي الإنسان إلى تقييد صراعاته بالقيم والقوانين الدولية ، لا تزال تنشب الحروب هنا و هناك لتؤكد فشل هذه القيم و القوانين في الحد من آفة العنف ، يبقى السؤال الإشكالي دائما هو ، ما سبب كل هذه الحروب ؟ دائما ما أقر -في كتاباتي المتواضعة- بأنني لا أستطيع الإجابة عن أسئلة ترقى إلى هذه الشمولية ، لكن سنحاول بمقترب سيكوسوسيولوجي تفسيري أن نفهم ربما أهم بعد من أبعاد العنف و هو ذلك المرتبط بهويات الأفراد .

  إذ يؤكد مجموعة من الباحثين و المفكرين أن العنف يبرر -حتى لا أقول ينشئ- و تُحَفز إليه هويات الأفراد التي تتميز بالحدية في المواقف اتجاه الآخرين ، و النظر إليهم بطريقة استعلائية و تبخيسية لثقافاتهم و هوياتهم ، و بالمقابل اعتبار الهوية الشخصية و الدينية خير هوية أخرجت للناس ، مثال ذلك أن المسلمين في هويتهم يعتبرون أنفسهم خير أمة خلقها الله و اصطفها من بين العالمين ، و أن دينهم معصوم و كتابهم المقدس لا يأتيه الباطل من أمامه و لا من خلفه ، في حين يعتقدون بأن باقي كتب الأديان الأخرى مدنسة و محرفة ، فظلا عن ايمانهم بأن العرق و السلالة العربية أرقى الأعراق و السلالات التي خلقها الله ، و باقي السلالات تأتي في مرتبة ثانية بعد سلالتهم ، بالمقابل نجد أن اليهود في هويتهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار ، و شريعتهم منزلة لا طعن فيها ، فضلا عن كون إثنيتهم شريفة طاهرة ، و في المقابل يعتقدون بدونية باقي الإثنيات و الأديان و الثقافات ، نجد نفس الشيء عند النصارى ملح الله في الأرض كما جاء في كتابهم المقدس ، إذ يؤمنون بأنهم سلالة ابن روح القدس أحبابه و خاصته و المؤمنون به ، و أنهم القوم المفتدى بهم من طرف السيد المسيح ، و في المقابل يعتقدون بدونية باقي الأديان و الثقافات الأخرى ، ما حدى بهم إلى استعمار نصف الكرة الأرضية على هذا الأساس الهوياتي ، هذا دون أن ننسى الألمان و الإعتقاد بطهرية العرق الآري المطلقة ما تسبب في جرح لا زالت نذباته ماثلة في جسد التاريخ ، ناهيك عن اعتبار الإنجليز أنهم أصحاب الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، و القوم الأكثر تحضرا و يرون الآخر متخلف ثقافيا و دينيا و لغويا و فكريا ، و هكذا هو الشأن مع الهندوس و السيخ و الأمريكان و الهنود الحمر ... فمن كل هذا نتبين أن كل ثقافة هوياتية تقنع المعتقدين بها ، بأنها أحسن و أجود و أشرف و أقدس هوية حاضرة في الوجود ، و باقي الهويات ليست إلى ضربا من الحمق و السفاهة و التخلف ، لكن في الواقع إن هو إلا وهم الطهروية و سراب الشرف و خيال القدسية . 

   لعل هذا ما يثير العنف بين من يحملون هذه الهويات و يجعلهم في جبهات صراع متقابلة ، إذ هذا يدعي الحق و الآخر ينكره عنه ، فكل ثقافة هوياتية تدعي احتكار الحقيقة المطلقة و تجردها من باقي الثقافات و تصورها على أنها هويات مزيفة و مدنسة و منحطة ، و هنا يأتي تصنيف الهويات الأخرى و وصمها مرة بأنها كافرة و أخرى بأنها مارقة ، و أخرى بأنها عديمة القيمة و الجدوى و لاأخلاقية ،  بناءا على ذلك يؤكد "أمرتيا صن" أن من أهم مصادر الصراعات الكامنة في العالم المعاصر و القديم ، هو الزعم بأن الناس يمكن تصنيفهم تصنيفا متفردا مؤسسا على هوية دينية أو ثقافية ، إذ يمكن للإعتقاد المضمر في القوة المهيمنة لتصنيف انفرادي أن يجعل العالم كله قابلا للإشتعال في أي لحظة (26) ، هذا ما يجعلنا نستنتج في نفس السياق ، أن كثير من النزاعات و الأعمال الوحشية في العالم تتغدى على وهم هوية متفردة لا اختيار فيها ، إذ عبرها تنشىء "الهوية القاتلة" بتعبير أمين معلوف (27) ، مجسدة في فن الكراهية الذي يأخذ شكل إثارة القوى السحرية لهوية مزعومة السيادة و الهيمنة تحجب باقي الإنتماءات الهوياتية إلا نفسها ، ذلك إذ عندما تعطي هذه الهوية شكلا ملائما ميالا للقتال ، يمكن أيضا أن تهزم أي تعاطف إنساني أو مشاعر شفقة فطرية قد تكون موجودة في نفوسنا بشكل طبيعي ، و النتيجة يمكن أن تكون عنفا عارما مصنوعا داخل ثقافة مقوقعة ، أو عنفا و إرهابا مراوغا و مدبرا على مستوى كوكبي .

  على ضوء هذه الأفكار يمكن أن نفهم الظاهرة الداعشية ، إذ تُكَفر هذه الجماعة كل أهل الأرض ، و تتوعد كل بشري لا يحمل الهوية الإسلامية على مذهب أهل السنة و الجماعة في شكلها السلفي حصرا ، إذ تغالي في طهروية و قدسية الهوية الإسلامية اجتماعا و سياسة و أخلاقا ، كما تكيل لنفسها من المزايا و الشرف و القدسية ما يجعل المرء يعتقد في عدم وجود هذه القيم إلا في جماعتهم ، و بالمقابل تسفه و تديث و تكفر باقي الأديان و الهويات ، بل تعتبر أن ترويع و ترهيب حاملي باقي الهويات يدخل في باب ما يؤجر عليه المؤمن و يضمن دخوله لعالم ميتافيزيقي يقال له الجنة الميثولوجيا الإسلامية ، إذ تؤكد في هذا السياق عالمة النفس "ميليسيا هاينز" ، أن النرجسية و التقدير الذاتي المغرق للهوية الشخصية التي تُختزل إلى إنتماء أحادي ، لهو من أبرز السمات السيكولوجية للإنسان العدواني -الإرهابي- (28) ، ذلك إذ تخلق هذه النظرة الهوياتية جماعة منغلقة أو متقوقعة ، ينقسم فيها العالم إلى عالمين متناقضين : خارجي و داخلي ، فأما الخارجي فهو موطن العدو و مصدر الخطر و الشر و الكفر ، حيث تكون معه العلاقة عدائية اضطهادية ، و الموقف منه تبخيسي انسحابي أو تهجمي تدميري ، في حين أن الداخل يجسد الإيمان و كل الخير ، و هو مصدر الأمن و الشعور بالإنتماء ، مصدر الهوية الجماعية ، إذ يحدث بهذه الطريقة حسب "مصطفى حجازي" انشطار عاطفي ، بشكل يجعل المواقف قطعية اتجاه الآخر الخارجي ، حيث كل الشر و السوء و العدوانية الذاتية و المتراكمة تسقط على الخارج ، مما يؤدي إلى تبخيسه تماما ، و أما العواطف الإيجابية فتتوجه إلى الداخل ، ما يجعله عالما يحتذى به ذلك أن كل واحد من أفراده يتحول إلى مرآة تعكس للآخرين ذواتهم الإيجابية ، في شكل ذوبان كلي في الهوية الإجتماعية إلى درجة يفقد معها الفرد استقلاله و هويته الذاتية (29) ، ما يجعله كائنا لاذاتيا بتعبير المفكر السوري "أدونيس" (30) ، ذلك أن هذه الحالة بشكل عام في أغلب الأحيان تخلف وضعية جد مولدة للعنف بمختلف أوجهه (31) .

   من جانب الدولة و المجتمع ، يمكن للهوية أن تكون سبب تفكك المجتمع و تفسخ الدولة ، مثال ذلك افتراق الهند عن باكستان ، النزاع في فلسطين بين اليهود و المسلمين ، ما حدث و يحدث في العراق من جرائم طائفية بدافع الهوية الشيعية هي الأقدس و الأشرف أم الهوية السنية ، إذ حدث في هذا البلد من الجرائم الهوياتية ما يجل عن العَد و الحصر ، ذلك ما جعل هذه الدول متفككة أو أن السلام منقرض في مجتمعاتها ، فعندما تكون الهوية الدينية خصوصا -كما يشير الأستاذ "دلفين آليس"- هي عامل التماسك الإجتماعي الوحيد ، و لا سيما في البيئات المتعددة الطوائف ، فإنها تصبح مورد التعبئة و التحشيد العام الوحيد لأصحاب مشروعات الهوية ، و هكذا تستطيع المرجعية الدينية أن تصبح عامل توترات ، بل مولدة لأعمال عنف ، ذلك فعندما يقود التطلع إلى التفاعل مع الآخرين باسم العلاقة مع القدسي ، أي بحكم سلبي مسبق ضد هذا الآخر ، يفضي ذلك إلى استبعاد أولئك الذين لا ينتمون إلى المجموعة و اسثتنائهم بل تهميشهم ، فيجدون أنفسهم في الهامش (32) ، ليس لشيء آخر إلا لأنهم لا يحملون هوية مماثلة للآخرين، هذا مجتمعيا ، أما سياسيا و دولتيا فإن شبكات المقدس الهوياتية تعيد تكوين الجماعات البشرية على نحو مستقل عن المنطق السيادي أو الإقليمي ، لا تتفاعل مع الآخر المختلف و لا مع السلطة إلا على شكل عنف (33) ، لعل ذلك ما يخلق ما يسميه "أورليش بيك" بمجتمع المخاطر (34) .

  و عليه فإن الإعتقاد في سُمُو هوية محلية و نبذ و تكفير و تبخيس باقي الهويات ، قد أدى و يؤدي إلى تناحرات جذرية بين تشكيلات ضيقة ادعت النقاء المطلق وضرورة أن يتطابق الكل معها ، بدءاً من الفرد وصولا إلى العالم كله ، مروراً بكل إمكانيات الإنتماء ، سواء كانت إثنية، أو ثقافية، أو اجتماعية ، سياسية، أو عقائدية . الكل مشدود إلى تعريف صلب للهوية، يعمل على تكرار الأنماط السابقة التي يتعاطى معها بكيفية تربزها و كأنها متعالية على التاريخ و الإنسان ، تشتغل وفق طريقة ترصيفية، تضع الجميع تحت سقف مراقبة شديدة ، بغرض الحفاظ على الخصوصيات والإبقاء عليها كما كانت، من غير أن تتلوث أو أن تدخل عناصر غريبة/خطيرة إليها ، وتزداد حدة الشكل التصلبي للتعاطي مع ماهيات الناس وتعبيراتهم عنها ، تلازم الأداء عنها مع ارتباطات مقدسة/تقديسية تمتح من معين مرشب القناعة المغلقة لبعض الأطياف التي تستقوي بديباجة مستمدة العناصر من تبريرات عقائدية دينية كانت أم علمانوية (35) ما يفضي إلى الإنزلاق إلى عنف مبرر هوياتيا من طرف من يمارسونه .


مقترح إنساني للأزمة : 

على سبيل الختم: 


   "علينا أن نتعلم العيش معا كإخوة ، أو نموت جميعا كأغبياء" ، قولة رائعة لمارثن لوثر كينغ ، لكن المأرق هو كيف السبيل إلى تعلم طريقة ناجحة للتعايش السلمي بين البشر ؟ ، أعتقد أن أهم شيء يمكن أن يتعلمه الفرد في تعامله مع الآخر ، "هو التعامل معه كإنسان لا كثقافة أو هوية إنسان" ، التعامل معه دون حكم مسبق سلبي ضده ، أي التفاعل مع الآخر بغض النظر عن دينه و عرقه و مذهبه و لون بشرته ، بل التعامل معه كإنسان غاية في ذاته ، إذ أن الحقيقة التي يجب ان نعترف بها جميعا هي أننا ننتمي إلى بعضنا البعض كبشر قبل الإنتماء إلى بعضنا البعض كثقافة و هويات ، من جانب آخر يجب الإغتناء بالقيم الإنسانية الكونية و ليس بقيم الثقافة المحلية أو الهوية الإجتماعية ، في التفاعل مع الآخر ، أو كما قال "جون بول سارتر" يوما ، ”لا أقبل شيءا على أنه حسن بالنسبة لي ، إلا إذا كان كذلك بالنسبة لجميع الناس” (36) ، أي عندما أجد في هويتي تثمين لقيمي و معتقدي و تسفيه لمعتقد و قيم الآخر ، لا أقبل هذه الفكرة في هويتي حسب سارتر ، أو على الأقل تغييب هذه الأحكام أثناء التعامل مع الآخرين ، هذا يدفع إلى شيء راقي جدا و هو المتجسد في أنني "عندما أختار قيمي حسب هذا المنطق أكون قد اخترت قيما كونية ،  و بذلك فباختياري لنفسي فإنني بالضرورة أختار للآخر-الإنسان" .

  ذلك ممكن التحقق إذا نزعت مسفاتنا الهوياتية و الثقافية نحو الإنكماش بإزاء الهويات الأخرى ، أو وفق ما يسميه "جون توملينسون" بالتقارب المفروض من أجل التعايش خصوصا في ظل زمن العولمة (37) ، بحيث أن "التغيير الأهم الذي يمكن أن يفعله كل إنسان هو تغيير الطريقة الذي ينظر بها نحو الآخرين" ، هذا التغيير يمكن أن يتحقق وفق ما سميته من قبل "بالمثلية الثقافية" (38) ، بمعنى أن لا يكون لنا جنس واحد من الثقافة أو الهوية بل يجب أن نبني هويتنا بعناصر ثقافية من أكثر من جنس ثقافي ، أي أن نتشبع بالقيم الإنسانية عن طريق ربط جسور التعارف قليلا أو كثيرا مع معظم الثقافات الموجودة على كوكبنا ، أن نتصالح مع كل الروافد الفكرية و العقدية و القيمية ، و أن نتخفف من فكرة الهوية و الثقافة الأحادية ، و أن نربي على ذلك الناشئة و الأجيال القادمة ، ليس لسبب آخر غير العيش و التعايش ، ذلك أننا في الأخير نبقى بشر ننتمي لنفس المرجع الطبيعي ، و بما أن هوياتنا حالت بين امتزاجنا ثقافيا و إنسانيا ، فلابد من إعادة النظر في رئانا اتجاة الآخر المختلف ، ففي النهاية كما يشير "آدم كوبر" الهوية ليست مسألة شخصية فحسب ، بل يجب أن تُعاش في العالم عبر حوار مع الآخرين (39) ، ذلك ما يحتم علينا ضرورة صياغة هندسة إجتماعية عالمية ، تحوي كل المشارب الثقافية و الفكرية التي تعرفها الإنسانية جمعاء ، لا سبيل إلى ذلك إلا عن طريق ما أسميناه "المثلية الثقافية" ، أي أن نكون "Des Homoculturelles" ، ذلك بالإنفتاح أكثر على عدد أكبر من الثقافات و الهويات ، و عدم الإكتفاء بواحدة ، بل و النظر إلى التعدد الثقافي و الهوياتي على أنه شيء يثري الإنسان ، لا يُلغِيه بل يُغنِيه و يفتح له أبوابا أكبر لإكتساب تجارب حياتية جديدة . 

  قد يتصور البعض أن هذا لا يجسد سوى انتشالا من وهم ، لكن ذلك ممكن أن يتحقق من زاوية أخرى ، ذلك عبر هدي مقولة سقراط "اعرف نفسك بنفسك" ، أقصد تَخلِيق "هوية شخصية" تحاكي الإستقلال منسلخة أو لنقل مفارقة قليلا عن سمات "الهوية الإجتماعية" ، تنبع من جوف تجارب و بحث الإنسان (الفرد) المستمر إذ كلما وقع على قيمة جوهرية إنسانية شكل عبرها جزءا من هويته ، بل تُكَرس في سلوكه التفاعلي مع الآخرين ، إذ لا نخفي ما لهذه المجازفة من ضريبة قد تصل إلى حد الوصم و الإستبعاد من المجال التداولي الإجتماعي ، غير أنها منهجية عقلانية تنتج إنسانا مفكرا ، لا صنما مقلدا وفق منطق إملائي متقبل لكل ما قرر من أدبيات و أخلاقيات مجتمعيا مثمنة للمحلي و مبخسة للخارجي و ناظرة إليه على نحو استعلائي ، بين هذا و ذاك يبرز سؤال يتلخص في ما مدى إمكانية خلق الإنسان لهويته الشخصية المختلفة قيميا و فكريا عن نسق فكر و أخلاقيات الهوية الإجتماعية دون تنافر بينهما بل بشكل يكمل بعضهما البعض ، و يُحَجِّم ظاهرة الإِستِبعَاد من خلال عملية الإِستِيعَاب على أساس المشترك الإنساني ؟ سؤال كبير متروك لكل مهتم فكريا و ثقافيا بهذه الموضوعات التي تستدعي نقاش غير فرداني ، بل جماعي يعكس شمولية الإشكالية .


_________________________________________

إحالات و مراجع : 


(1) أليكس ميكشيللي ، " الهوية " ، ترجمة د. لي وطفة ، دار وسيم للخدمات الطباعية ، دمشق 1993 ، ط 1 ، ص 7 .

(2) سعيد عبيدي ، "الهوية والعنف وهمّ المصير الحتمي: قراءة في كتاب أمارتيا صن" ، منشورات مؤسسة ، مؤمنون بلا حدود ، منشور بتاريخ 26 نوفمر 2016 .

(3) أمارتيا صن ، " الهوية و العنف " ، ترجمة سحر توفيق ، سلسلة عالم المعرفة ، عدد 352 ، الكويت يونيو 2008 ، ص 18 .

(4) ‹عامر عبد زيد الوائلي ، تصدير كتاب جماعي تحت اسم " الدين والهوية بين ضيق الانتماء وسعة الإبداع" تحت إشراف و تقديم الحاج دواق ، منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود 2016 ، ص 7 .

(5) اشتغل بأسلوب فلسفي راقي د.حسن حنفي للجواب عن سؤال " هل يمكن تحديد الهوية؟ " ، ذلك في كتابه " الهوية " ، عن المجلس المصري الأعلى للثقافة ، القاهرة 2012 ، ط 1 ، صص 63-75 .

(6) سايمون ديورنغ ، "الدراسات الثقافية مقدمة نقدية" ، ترجمة ممدوح يوسف عمران ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 425 ، الكويت 2015 ، ص 240 .

(7) نقلا عن أمرتيا صن مرجع سابق ، ص 11 .

(8) انظر ابن منظور، "لسان العرب" ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت، الجزء الثاني ، ص 170 .

(9) يوسف الشيخ محمد البقاعي ، "معجم الطلاب عربي-عربي" ، مراجعة شهاب الدين أبو عمرو ، دار المعرفة ، الدار البيضاء-المغرب بدون تاريخ ، ص 757 .

(10) الــشـريف عـليّ بن مــحـمـد الجـرجـاني ، "الـتعـريـفات" ، دار الـكـتب الـعـلـمـيـة ، بـيـروت 1995 ، ص 257 .

(11) Tap pierre , " identité" , in encyclopédia uviversalis , paris , PUF , 2000 , p 898 .

(12) Robinson Baudry et Jean-Philippe Juchs , " Hypothèses 2006 " , Éditeur : Publications de la Sorbonne , Paris , pp 155-156.

(13)  Derrida Jacques , "Marger de la philosophie" , Paris , Minuite 1997 , p 218 

(14) الهويّة بالنسبة إلى دافيد هيوم "وهم" يتولد لدينا بالعادة وبمرور الزمن ، و لا يوجد بالتالي مقابل إمبيريقي للهويّة في الواقع ، ففردية الأشياء تحيلنا إلى فكرة الوحدة لا إلى فكرة الهوية .. انظر:

Fernando Gil , " Identité " , in encyclopédia uviversalis , France , S.A.1996 , corpus 11 , p 886 .

(15) M.Heidegger , " Chemins qui ne mènent nulle part " , Paris , Gallimard , 1996 ، p 209 

(16) Paul Riceour , " Soi-meme comme un autre " , Paris , Seiul , 1990 , pp 12-13

(17) ibid, op , cit , pp 13 

(18) أبـو البـقـاء الكـفوي ، "الكـليات" ، تحـقيق د. عـدنـان درويش ، ومـحمـد المصري ، مـؤسـسة الرسالة ، بيروت 1995 ، ص 961 .

(19) Pierre Moessiger , " le jeu d'identité " , Paris , Puf , 2000, p 97

(20) Jenkins.R , " Social Identity " , Routlege , London 1996 , p 136

(21) سايمون ديورنغ ، "الدراسات الثقافية مقدمة نقدية" ، م.ر.س ، ص 239 .

(22) هاربلمس وهولبورن ، " سوسيوجوجيا الثقافة و الهوية " ، ترجمة حاتم حميد محسن ، دار كيوان للطباعة و النشر و التوزيع ، دمشق-سوريا 2010 ، ط 1 ، ص 93 .

(23) عبد الباسط عبد المعطي ، " اتجاهات نظرية في علم الإجتماع " ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 314 ، الكويت 2010 ، ص 117 .

(24) محمد شقير ، " تطور الدولة في المغرب ، إشكالية التكوين و التمركز و الهيمنة ، من القرن 3 ق.م حتى القرن 20 " ، افريقيا الشرق ، الدار البيضاء 2000 ، انظر خصوصا خلاصات الكتاب صص 353-354-355 .

(25) د.عبد العزيز بنعثمان التويجري ، "العالم الإسلامي في عصر العولمة، دار الشروق، القاهرة 2004 ، ص 46 - 47 .

(26) أمارتيا صن ، " الهوية و العنف " ، م.ر.س ، ص 12 .

(27) أمين معلوف ، "الهويات القاتلة، قراءة في الإنتماءات و العولمة" ، ترجمة نبيل محسن ، دار ورد للطباعة و النشر و الوزيع ، دمشق-سوريا 1999 ، طبعة 1 ، ص 31 .

(28) ميليسيا هاينز ، "جنوسة الدماغ" ، ترجمة ليلى الموسوي ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 353 ، الكويت 2008 ، ص 169 .

(29) مصطفى حجازي ، " التخلف الإجتماعي ، مدخل إلى سيكووجية الإنسان المقهور " ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء-بيروت 2001 ، ط 8 ، ص 112-113.

(30) مصطفى صفوان و عدنان حب الله ، " إشكالية المجتمع العربي قراءة من منظور التحليل النفسي "، المركز الثقافي العربي ، بيروت 2008 ، ط 1 ، انظر خصوصا المقدمة الرائعة بقلم أدونيس ، ص 13 .

(31) مصطفى حجازي ، " التخلف الإجتماعي .." ، م.ر.س ، ص 196 .

(32) " من يحكم العالم ، أوضاع العالم 2017 " مجموعة مؤلفين ، خصوصا ورقة الباحث دلفين أليس " هل تقود الأديان مسيرة العالم " ، ترجمة نصير مروة ، عن مؤسسة الفكر العربي ، بيروت 2017 ، ص 65 .

(33) دلفين أليس " هل تقود الأديان مسيرة العالم " ، من يحكم العالم ، أوضاع العالم 2017 ، م.ر.س ، ص 69 .

(34) راجع أورليش بيك ، " مجتمع المخاطر العالمي " تعريب ، علا عادل-هند ابراهيم-بسنت حسن ، الركز القومي للترجمة ، القاهرة - ط 1 - 2013 .

(35) الحاج دواق ، "الدين والهوية بين ضيق الانتماء وسعة الإبداع" ، م.س.ذ ، ص 3 .

(36) جون بول سارتر ، "الوجودية منزع إنساني" ، ترجمة محمد نجيب عبد المولى ، دار محمد علي للنشر ، تونس 2012 ، ط 1 ، ص 34 .

(37) جون توملينسون ، "العولمة و الثقافة" ، ترجمة إيهاب عبد الرحيم محمد ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 354 ، الكويت 2008 ، ص 244 .

(38) انظر مقالنا مهدي جعفر ، "المثلية الفكرية و الثقافية مقابل الصراع , نحو منفذ جديد للتعايش" ، منشور على منصة مقال كلاود بتاريخ 31 يوليوز 2016 ، على الرابط: https://www.makalcloud.com/post/io60a24a6

(39) آدم كوبر ، "الثقافة التفسير الأنثروبولوجي" ، ترجمة فتحي تراجي ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 349 ، الكويت 2008 ، ص 254 .




   نشر في 05 أبريل 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا