لن تُفهم
خلف الزجاج صفحات تتسمع لها أيادي السماء
نشر في 10 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
دق على الزجاج ورق سقط من أعين الغجر سقط ممرغا بكحلٍ لاحت به أعين الغمام طقطق ورقة فغيمة فورقة, حتى غطى لهفة الباحثين عن فجوة العبث ..بين حلقات الراقصين حول فوهة نار بل الاحتضار فوهة تلفح وجوه العابرين من خلالها لزمانٍ تَسْمرت فيه كل القرارات ..كيف لهؤلاء الفارين من برمجة الأنفاس ان يكسرو هذا الحاجز الذي التصق بهم و بعُد كثيراً عنهم ليُغَمِّسو أصابعهم بين شقوق التراكيب هزيلة العضلات.
كيف لهم ان يرو تبعثر دم الحياة الالكترونية تحت أقدامهم و قد فصلو عنهم أجسادهم لانبهار أرواحهم بتموج خصلات شعر الغجرية تحت وقع طبول الهنود الحمر و رنة خلخال بدوية سمراء وضعت حلقات كبيرة من الفضة و الحديد انعكست عليها أشعة شمس ظلمةٍ من شعر الغجرية تلك ..من يأتي من تلك الحياة لا يحق له ان يتلذذ طعم الموسيقى هنا حتى و ان صرخ لحظة مخاض الحقيقة بين مقلتيه ولن يسمع امتزاج الوحي بالخيال في شاشة الواقع هناك.. خلف الزجاج لا داعي لتتأنق و تتعطر فأنت لن تغري الطبيعة و لن تعتلي المناصب فلا مظاهر في عالم التخلي و التجرد ..فوقتك سينفذ حتما و ستحرق عَربَتكْ لا محالة و لن يلتقي بك محقق الأمنيات أبدا ..واذا ماصادف و التقيت به فدَق عنٌقِه سيجلب لك رزقا و غيث وافرا من الكلمات و رشق الودع فوق بساطه سيزوج بنات أفكارك حتما..أتعلم ..قف فقط عند تلك الهاوية فإما ان تمسح غبار الكُحل عن بصيرة الورق و الخطوات او ان تظل مكانك تتشبع الرقمجة و تتجشئ سرطان اللوحات و الذبذبات ..
قف هناك قريبا جدا عند بابك و اقرع اجراسك فصخب العبرات سيكسر الزجاج و يبني حاجزا بينك و بين رفات العابثين و لن ترى دخان يتصاعد من ذاك المكان و لن تنخر لطخات الوجوه خلف الزجاج صفحات تتسمع لها أيادي السماء, قف عندك و أقفل عليك جدران أعينك سترى يقينا لما سَحرت الغجرية الفاتنة كل الراكضين خلف اللوحة الصماء و سيرتقي بك الحس حدَّ التمرغ فوق كل شيء و انت لا زلت فقط عند بابك..
حد الفصل بيننا و بين الزجاج شفافية معْتِمة معْدمة يُرى كل شيء خلفها و لا يُرى اي شيء إذا ما إلتصقنا بها...فقط ضبابية إتضاح الخيال ستحيطها بهالة ستحرق كل حرف يخترقها و ترمي لكل ذاك الغباء المحيط بها في محرقة الغجر
و تمضي تحملنا معها في عَربتِها فإما جالسين و إما متشبثين و إما رمادا عالقين في عجلاتها تطوي بأرواحنا الارض طيا و تطحن كل ما ظل فينا من عبارات ...
مروة زغدود
نشر في 10 نونبر
2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022
.
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 6 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 7 شهر
Rawan Alamiri
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 8 شهر
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 8 شهر
مجدى منصور
منذ 9 شهر
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 10 شهر
عبدالرزاق العمودي
منذ 10 شهر