حدث في الخريف (3)
قصة قصيرة الجزء الثالث
نشر في 23 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في أوائل "يناير" من العام الجديد ازداد الشتاء رونقاً.
استيقظت "إزميرالدا" في الصباح الباكر، كانت تحب أن تصحو في وقت مبكر جداً لكي تتمكن من رؤية الشفق من النافذة، أعدت كوباً من الشاي الأخضر وجلست قرب موقدة الحطب، خلال جلوسها سرحت بمالك الفؤاد لعلها تراه في ثنايا اللهب.
ذهبت مسرعة ووضعت رأسها أسفل المياه الباردة لعلها تستيقظ من تلك اللعنة، هي تظن أنها لعنة لأنه يظهر بين رفوف المكتبة، وبين صفحات الكتب الممزقة، حيث تراهُ بين ذرات قهوتها، في الحلم في اليقظة، في ممرات المدينة، في خصل شعرها الغجري، في رقصات التانغو، في مسامات بشرتها البرونزية، وفي زوايا منزلها.
تصاعدت أنفاسها ربما لأنها فقدت السكينة بداخلها، كان شغفها يتفوق على كل شيء، كأن العالم ضاق بها بكل أرجائه.
التقت به بعد أيام قليله ولكنها فقدت جميع طاقتها، لذلك بدت ضعيفة، بل ضعيفة جداً، لم تعيره الاهتمام حتى اللحظة التي اقترب منها وقال لها: نسيتِ وشاحك على المقعد في المرة الماضية، ولكنه لم يكن وشاحها، وهو يعلم ذلك ولكنه أراد أن يخلق بعض الحديث بينهم، من المثير للدهشة أن رائحة الليلك تلتصق بكتفه بعد كل لقاء، ربما كانت زهرة الليلك تشعر بشغف نحوه لأنها لم تضيع فرصة إلا والتصقت به.
ابتسمت "إزميرالدا" ابتسامة باردة وبريئة، ثم رأت تدرجات في طريق مسار حياتها معه، وكأن هناك لغز يحيط بهما، حاول مالك الفؤاد أن يسحب منها الطاقة السلبية ولكن كان كبريائه أكبر من الخوف عليها، لهذا تناثرت المسافة بينهم من جديد وتناثرت الكلمات في أفق المجهول. .... يتبع بالجزء الرابع
بقلم سهام السايح
-
سهام السايحمؤلفة كتاب كأنه سديم
التعليقات
لم تكتمل الصورة بعد في ذهني ..انتظر التكملة ...موفقة