تجريم القراءة
أن تقرأ، فأنت متهم
نشر في 07 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
من دلالات وهن العقل العربي، استكانته للدعة والراحة، وبحثه عن إجابات جاهزة ومقولبة لكل ما يدور فيه (العقل)من تساؤلات، هذا إن كانت لديه أسئلة أصلاً! .. فالعقل الذي لا يفكر لا ينتج أسئلة، بقدر ما يستهلك الإجابات المقدمة له من الخارج..
القراءة فعل خطير بنظر البعض، ذلك أنها تسهم في إثارة الأسئلة أو بالاصح تعيد صياغة المشاعر المكبوتة على شكل أسئلة قد لا تروق كهنة المعبد، السلطان، مثلاً.. وقد تكون على الضد من منظومة العادات والتقاليد التي تشربناها منذ الصغر؛ إذن أنت متَهم إن قرأت. متهم إن أثرت الأسئلة الحبيسة التي تصرخ وتتلمس جدران ذهنك بحثاً عن ثقب تخرج عبره.
ومن الملاحظ أن بعضهم ينبري مدافعا عن حالة الركود التي يشهدها العقل العربي، ولا يفتأ عن ترديد أقاويل مفادها: أن من يقرأ في الفلسفة بشكل خاص، أو يقرأ لكتاب أجانب مثلاً، سينزلق في منحدر الشبهات والكفر ووو، ويصبح بوقاً يردد ما يقوله الآخرون، وبالتالي فكل من ينتقد رجال الدين، سرديات الفقهاء، فهو منحرف وشاذ بفعل تأثره بالكتب المشبوهة.