ساعات بغداد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ساعات بغداد

إن أول ساعة عُرفت في أوروبا هي الساعة التي أهداها الخليفة هارون الرشيد إلى شارلمان ملك فرنسا سنة ٨٠٧ للميلاد.

  نشر في 17 غشت 2019 .


في بغداد، عندما يخطط الأصدقاء لعقد لقاءٍ معين يتفقون على الموعد، ويؤكدون على توقيت اللقاء بجملةٍ مشهورة وهي "بتوقيت الأجانب" أو "بتوقيت الانگليز" في إشارة إلى أن الغربيين يحرصون على احترام الوقت، ويسعون إلى التواجد في مكان اللقاء في الوقت المحدد رغم كل ظروف التي قد تعرقلهم. نعم؛ قد تكون هذه الجملة صحيحة ولكن هل نعلم من أين عرف "الأجانب" الوقت؟

نشرت "مجلة الوعي الإسلامي" الكويتية في العدد ٣٧ الصادر عام ١٩٦٨ للميلاد، نشرت اقتباساً عن الفيلسوف الفرنسي "فولتير" الذي قال: "إن أول ساعة عُرفت في أوروبا هي الساعة التي أهداها هارون الرشيد إلى شارلمان ملك فرنسا سنة ٨٠٧ للميلاد. وكانت بدعةً في ذلك العصر، حتى أنها أورثت رجال الديوان حيرةً وذهولاً..كان لها اثنا عشر باباً صغيراً بعدد الساعات، فكلما مضت ساعة فُتح باب وخرجت منه كرات من نحاس صغيرة تقع على جرس فيقرع ويطن بعدد الساعات، وتبقى الأبواب مفتوحة، وحينئذ تخرج صور اثنى عشر فارساً على خيل تدور على صفحة الساعة."

نعم يا سادة، إن أول ساعة عرفتها أوروبا كانت عراقية بامتياز !! وقد عرفت العاصمة بغداد في تاريخها المعاصر الكثير من الساعات التي ظلت شاهدة على الأحداث التي مر بها دار السلام، وسأذكر منها ما أستطيع ذكره كي لا أطيل عليكم ولا أسرق من وقتكم الثمين يا سادتي الأكارم.

ساعة القشلة، وتعد هذه الساعة إحدى أشهر ساعات بغداد إذ بنيت عام ١٨٦٩ للميلاد، وارتبط اسمها ببناء القشلة "الثكنة العسكرية وسراي الحكومة فيما بعد". وقد شيدت هذه الساعة لغرض إيقاظ الجنود إلى أوقات التدريب العسكري، ويقال أن رنين صوت ساعة القشلة كانت كل بغداد تسمعه بجانبيها الرصافة والكرخ.

ساعتا الكاظمين، يعدان من ساعات بغداد القديمة، إذ يقعان في المشهد الكاظمي الذي يضم قبري الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام، فقد كانت الساعة الأولى على الباب الشرقي مقابل ساحة النافورة، والثانية على الباب القبلي. أهدى الساعة الأولى للعراق الوزير الإيراني "دوست محمد خان" الذي زار بغداد عام ١٨٧٠، وأما الساعة الثانية فقد أهداها الحاج محمد مهدي الأبو شهري الإيراني عام ١٨٨٥.

الساعة الأعظمية، أكمل بناء هذه الساعة الحاج عبدالرزاق محسوب الأعظمي في عام ١٩٢٩ بعد عشر سنوات من العمل المتواصل في معمله الكائن في محلة الشيوخ قرب جامع ملا خطاب، وقد كانت قطع هذه الساعة من أهم المعروضات التي عرضت في المعرض الزراعي الصناعي في حدائق باب المعظم ببغداد الذي افتتحه جلالة الملك المؤسس الراحل فيصل الأول ونالت على إعجابه.

هناك الكثير من الساعات التي بنيت في بغداد، بعضها أزيلت وبعضها شاخصٌ إلى اليوم، مثل ساعة الحضرة القادرية، وساعة المحطة العالمية التي بنيت عام ١٩٥٥، وساعات الزهور في كل من متنزه الزوراء، ومتنزه الأعظمية، وساحة النصر في الكرادة الشرقية، ومتنزهات شارع أبي نؤاس، بالإضافة إلى الساعات البرجية مثل ساعة برج الجامعة في ساحة الحرية وساعة أخرى في منطقة العلوية قرب مصلحة المجاري وغيرها من الساعات التي لا يسعني ذكرها في هذا المقام. إلى هنا انتهى مقالي وسألتقيكم قريباً حسب توقيت حبيبتنا بغداد مع التماسي منكم العذر على الإطالة، محبتي.



  • 2

   نشر في 17 غشت 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا