لو أردنا أن نُعَرِفَ الإلتزام في بادئ الأمر و رجعنا إلى قواميس اللغة ، و حاولنا تأصيل و تفصيل الكلمة في السياق الديني ما وجدنا لها معنى !
و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنها ظهرت حديثاً و لم تكن في العهد السابق ، و لكن من ناحية اللغة فإن الإلتزام بشكل عام و ليس خاص هو تعهد ..
و في معنى السياق الديني هو ذروة الإسلام في القلب ، و هو عكس التحفظ .. أي أن الملتزم يعبد الله كما أمره و على أتم وجه و لا يخالف ما نصت عليه الآيات و الأحدايث الشريفة ، و كذلك المتحفظ لكن ما الفرق !
الملتزم يقوم بشعائر الدين عن بصيرة و تبصر و إيمان جازم بأن هذا الأمر موجب عليه ، أي أنه يَعقل عبادته و يتدبرها على أكمل وجه ، أما المتحفظ فقد لقن الدين تلقين و ورثه عن آبائه و أجداده ، فيصلي لأنه رأى أمه و أباه يصلون و يصوم أيضا لنفس السبب .. و تواليك على بقية العبادات
لكن في نهاية الأمر حتما سيصل المسلم إلى الإلتزام و لا بد أن هذه اللحظة آتيه لا محال ، و أسبقهم في الإلتزام أسبقهم في الإيمان و حب الله و عباده و التقريب إليه ..
و الملتزم الشاب خيرٌ من ألف متحفظ ، كيف لا و قد عرف طريق الهداية في بداية حياته ، ليتفرغ إلى ما بعد ذلك إلى التقرب أكثر و أكثر إلى الله ، بعكس من يصل متأخر ..
إي أن الإلتزام نهاية كل مسلم إن شاء الله لكن شَتّان ما بين سابق في إلتزامه و لاحق قد أبطئ المسير إلى ربه و إلى التقرب منه و سبقه الكثير ..
و من هنا يتضح أن الإلتزام بداية و نهاية معاً .. بداية السابقين و نهاية المتأخرين .
-
رامي محمدلن تكون الكلمات على نسق عابر طالما كانت تخرج مع لحن القلب لتسمع القلوب ، و لتطرب المشتاق إلى مداعبة الحركات على ألحان السطور .. روح تستلذ الكلمة هكذا يجب أن نكون !