طِفلي والإِنترنِت
تسعد الكثير من الأُمهات عندما ترى طفلها يغوص في بحر الإنترنت وبرامجه أو ما شابه عن طريق أجهزة المحمول المختلفة
نشر في 09 يونيو 2023 وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .
تسعد الكثير من الأُمهات عندما ترى طفلها يغوص في بحر الإنترنت وبرامجه أو ما شابه عن طريق أجهزة المحمول المختلفة، وتظن بأن ذلك يدل على ذكائه وقابليته الذهنية، والذي يُسعدهن أكثر الساعات الطوال التي يجدن فيها لذة الراحة أثناء إنشغال الطفل بالألعاب الألكترونية أو ما شابه.. فلا طلبات ولا تصادُم مع أشقائه ولا أي نوع من الإزعاج..!!
حسنا إنه الإنترنت، إنه بحر المعلومات الذي يعتمد عليه الغالب في إنجاز أعمالهم.. ولكن:
- كم منا يوازن بين تلك الأعمال وبين حياته الشخصية مع أهله وأولاده؟
- كم منا يفكر بمدى الطاقة السلبية التي تأتي منه إذا ما إزدادت ساعات العمل عن الحد المطلوب من خلاله؟
- كم منا فكر بمدى سلبيته على عقول أطفالنا؟
# للأسف هناك الحقيقة التي ربما لن تعجب الكثيرين وهي إن كثرة إستخدام الشبكة العنكبوتية والألعاب الألكترونية لها أضرارا جسيمة علينا عموما وعلى الأطفال بصورة خاصة؛ فقد أثبتت الدراسات بان التعرض الطويل للإشعاعات المنبعثة من إجهزة المحمول والحاسوب تسبب خللا في وظائف الجسم كــــ ( العصبية أو الصرع المستقبلي، العُقم، الإكتئاب، الخمول، فقدان الشهية، الشعور بالقلق واللجوء إلى العزلة، التأخر الدراسي، قلة النوم، إدمان إستخدام الأجهزة الألكترونية..) ناهيك عن السلبيات الأُخرى التي تبُثّها سموم الإنترنت لإستغلال الأطفال كالتحرش والتنمر الألكتروني( حيث إن الكثير منهم يجهل مدى خطورة تلك الأمور عليه لذلك لا يُصارح والديه بما يتعرض له).
تفاديا لكل ما سبق ولكون الشبكة العنكبوتية أصبحت في كل بيت فيجب إتباع بعض الشروط لإستخدامها من قبل الأطفال وأهمها:-
1. تشغيل نظام وضع الأطفال (نظام الحماية) من خلال خصائص الضبط في المتصفح أو إستخدام تطبيق(Family link).
2. إبعاد الهاتف عن رأس الطفل عند التحدث.
3. عدم ترك الهواتف المحمولة في غرف النوم ليلا (ولا سيما غرف الأطفال).
4. تحديد مدة معينة يمكن فيها إستخدام النِت والهاتف من قِبل الطفل (على أن لا يقل عمر الطفل عن السنتين).
5. من الضروري جدا مراقبة الأطفال لما يستخدمونه ويشاهدونه.
6. أخيرا و الأهم من كل ذلك حاول أن تشغل تفكير طفلك بما هو مُنتج.. كالقراءة والرسم.. إلخ
وبما إن الأجهزة الألكترونية من ضمن الأسلحة التي ذو حدين فلنروّض عقول أطفالنا على إستخدام الحد الإيجابي لها.. فقد نحتاج إلى بذل الجهد والصبر قليلا لكن الأمر يستحق.
فـــ (كلّكُم راعٍ وكلّكُم مسؤول عن رعيته) والأبناء من ضمن الرعّية وإِهمال حقوقهم جريمة لا تُغتَفر.
أَسَن محمد عبدالهادي
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة