" لا بأس بقليل من الجنون حتي يضفي للحياة مزيدا من المرح "
وقف المحاضر امام الطلاب و قد عمت الهدوء ارجاء القاعة و هو يشرح لهم بتمعن خصائص الغابات و طبيعة البيئة و ما بها من حيوانات نظر للطلاب بحزم بعدما انتهي من شرح المحاضرة :
" الجميع مكلف الان بالذهاب الي ' غابة المجانين ' و استكشافها و اجراء بحوث عليها يقال ان تلك الغابة لم يذهب اليها بشر منذ،فترة طويلة فانغلقت علي نفسها و اصيب القبائل البدائية التي سكنتها بعلة ' الجنون ' "
عم الضحك ارجاء القاعة علي كلمة ' الجنون ' ثم علقت ' سارة '
" هل انت مستغني عنا دكتور ' يوسف ' سوف نصبح طعامآ للمجانين اذن "
علقت عليها ' علياء '
" ام نجد انفسنا معلقين في جذوع الاشجار "
نظر اليهم الدكتور ' يوسف ' بحزم
" كفي مزاحآ من لن يذهب الي الغابة سيكون مصيره الرسوب "
عم الخوف ارجاء القاعة ثم اكمل الدكتور حديثه
" اقدم لكم دكتور ' عمر ' باحث متخصص في الغابات سيرافقكم لتولي مساعدتكم و حمايتكم من المخاطر "
" هذا رائع الان اصبح معنا رفيقآ يساعدنا "
تقدم ' دكتور عمر ' وسط القاعة ثم شرع في المحاضرة للطلاب
" اهلا بكم يا شباب انا دكتور 'عمر ' زميلكم في البحث العلمي متخصص حاليآ في اجراء بحوث علي طبيعة علاقة البيئة بالحيوانات و القبائل في الغابات و ساكون سعيدآ برفقتكم نتقابل غدآ عند باب المطار حيث سنستقل الطائرة التي ستنقلنا الي الغابة الي اللقاء "
خرج الطلاب من المحاضرة بين احاديث جانبية تدور حول رحلتهم المنتظرة.. كانت ' سارة ' شاردة تمامآ حينما اوقفتها ' علياء '
" ما بكي يا ' سارة ' تبدين غير طبيعية اليوم "
انتي تعرفين ' الجريمة اليومية التي تحدث في منزلنا يبدوا ان هذه الرحلة فرصة للخلاص من هذه الحياة القاسية "
" ثانية يا ' سارة ' الاذالت زوجة ابيكي تضايقك "
" اجل افتعلت كالعادة شجارآ مع ' امي ' لان والدي اعطاني بالامس بعض النقود لمصاريف الكتب الجامعية فلم يعجب تلك ' الافعي ' التي تريده ان ينفق عليها و ابنائها كل الاموال و ان لا يكون لنا ثمة نصيب "
" ' سارة ' هم اخوتك علي اي حال "
" ماذا تقولي يا ' علياء ' تلك الافعي تدس السموم في عقولهم تجاهي لا ادري لماذا تكرهني لتلك الدرجة "
" لانها تظن نفسها ' ام الاولاد ' لذا تستحق كل الاموال ام والدتك ' ام البنات ' تبآ لهذا التفكير "
" دعك من هذا الامر ما رأيك ان نذهب الي ' المطعم ' لنشرب بعض العصير "
" حسنآ الم تلاحظي ' دكتور عمر ' هذا يبدوا سخيفآ "
" لا تهتمي يبدوا جادا و لا وجود للمرة في حياته كان الله بعون اسرته "
اقلعت الطائرة من مطار العاصمة و قد تأبه الركاب داخل مقاعدهم جلست ' سارة ' بجوار رفيقتها ' علياء ' و هم يتبادلان احاديث مزحة باغتهم ' دكتور عمر ' بغضب
" لسنا في حفلة هذه رحلة علمية انشغلوا انفسكم بالدراسة "
" عذرا لكننا الان في الطائرة نصيحة ' دكتور عمر ' لن يحتملك احدا في جديتك الدائمة "
وكزتها ' علياء ' علي كتفيها و هي لا تصدق جرأة ' سارة ' في الرد
" هكذا انتن معشر الفتيات عقولكن ساذجات اختي الصغري ' نور ' تردد ذلك علي مسامعي "
" عذرا دكتور ' سارة ' حزينة اليوم قليلا و ليست في مزاج جيد "
" لماذا اعتبريني' اخ' لك و ساحاول مساعدتك "
" زوجة ابي ' الافعي ' تكدر مسامعي دائمآ بشجارتها مع امي تلقب نفسها ام الاولاد اما امي ' ام البنات ' و تعايرها في كل لحظة "
" اووه هذا كيد النساء اللعين تبآ لهن و ماذا عن اخوتك من اباكي "
" تبآ لهؤلاء المزعجون يضربوني بتشجيع من زوجة ابي لاتفه الاسباب "
" هؤلاء ليسوا رجال كيف سمحوا لانفسهم ان تمتد اكفهم لفتاة "
اعلن قائد الطائرة فجأة عن ' الهبوط اضطراريا ' لان الرياح عاصفة شديدة عم الخوف الجميع و تشبتوا باحزمتهم حتي سقطت الطائرة فجأة بعنف شديد عند ' غابة المجانين ' مما احدث اصابات عدة في جميع الركاب...
اقترب الطيار كابتن ' وليد ' من الركاب و ه يمدد يديه اليهم لمعاونتهم ساعدته المضيفة ' هبة ' التي بدأت بتضميد جراح المصابين ببعض ما تعلمته من الاسعافات الاولية كانت ' سارة ' مصابة بكدمات شديدة في انحاء جسدها ضمدتها هبة بالشاش و الاربطة وسط بكاء سارة
" لا داعي للبكاء يا فتاة سيكون كل شئ علي ما يرام "
نظر اليها ' دكتور عمر ' مبتسمآ
" ما قالته ' هبة ' علي صواب تعلمي منها يا ' سارة ' العقل هذا نموذج الفتاة القوية التي كنت احدثكم عنها
شعرت ' سارة ' بالغضب بينما ابتسمت ' هبة ' بامتنان
" شكرا ' دكتور عمر ' هذا من لطفك "
اتخذ الجميع موقف الكشافة بتقسيمهم الي عدة فرق اتخذت ' هبة ' فرقة تقودها و انضم اليها عدد من الطلاب بينما اتخذ ' دكتور عمر ' فرقة اخري و قد انضمت ' سارة ' و ' علياء ' الي فرقة ' دكتور محمود '
" من تظن نفسها تلك المضيفة ' هبة ' متعجرفة '
" ' سارة ' تحكمي في نفسك ' دكتور عمر ' معجب ' بهبة ' وواضح انها تبادله الاعجاب لقد قالها لكي انتي بمثابة الاخت "
" ما هذا هل تظني ان انظر لذلك ' المعقد ' "
" دعيهم و شانهم لننهي بحثنا و نعود الي الجامعة "
" اشعر بالغضب الشديد ما الجميل في تلك ' الرجل ' "
" لكل شخص ذوقه يا ' سارة '
" انتبهي لقد ضللنا الطريق ماذا نفعل يا ' علياء '
" ما هذا ' الكائن الغريب ' الذي نراه انه انسان وجهه غريب "
اقترب منهم رجل وجهه مخيف حيث وضع ' قناعآ ' غريبآ مخيف الشكل و كاد ان يهوي عليهم بالفأس لولا اليد التي ضربته بقوة ' بمحرس '
تقدمت منهم ' هبة ' قلقة
" ' سارة ' هل انتي بخير يا حبيبتي "
" شكرا ' هبة ' كيف استطعتي العثور علينا "
" لم يجدكم ' دكتورعمر ' في فريقه فظللنا نبحث عنكم حتي وجدتكم لا تخرجوا عنا بعد ذلك الغابة مليئة بالمخاطر "
نظرت ' سارة ' اليها بقلق
" و لكن من هذا الرجل الذي هاجمنا و لماذا يرتدي قناع مخيف "
" لديكم الوقت لتسمعوا القصة "
" اجل يا ' هبة ' نريد ان نعرف الحقيقة "
" سكنت هذه الغابة قبيلة بدائية استشري بينها مرض الجنون و قد اتخذوا هذا القناع رمز لهم و هم خطرون يهاجمون من يقترب منهم و الان ستقضي الليلة في التخيم تعالوا معي "
" هنا اعتدنا الخيمة بامكانكم تسجيل ملاحظات الزيارة في دفاتركم "
" انظري يا ' سارة ' " هبة " لطيفة جدا "
" انتي محقة احببتها كثيرآ اتمني لهم السعادة "
يقترب منهم ' عمر ' ضاحكآ
" يا شباب اعددنا الليلة حفل بسيط ستسضيفنا قبيلة لطيفة و ساحضر طقوس احتفالتهم "
" هذا امر رائع ستكون ' هبة ' سعيدة لهذا "
اقتربت منهم ' هبة ' ضاحكة
" سعادتي في مرافقتكم يا اصدقاء
بدا الحفل بموكب ' رقص قبائلي ' حتي ضحكت ' سارة '
" ' علياء ' يبدوا الحفل رائعآ '
بعد انتهاء الحفل خلد الجميع الي مضاجعه و قد انهكه التعب حتي اتت صبيحة اليوم التالي حيث استيقذوا جميعآ في الامر فادركوا وقوعهم في الفخ بدأت ' هبة ' في تخليص اسرها بضرب القفص بقوة حتي هربت و اتجهت الي ' علياء' و ' سارة ' و اخرجتهم حتي جميع الفتيات بينما كان 'عمر ' قد فك قيده و انقذ جميع الشباب كانوا حائرين اين يذهبوا فارسلوا اشارات من للجزيرة حتي اتت مركب و اخذتهم حتي اوصلتهم للعاصمة..
في اليوم التالي كانت ' هبة ' و ' عمر ' يكرموا من الجامعة ابتسمت لهم ' سارة ' و ' علياء ' ثم اتجها الي ' هبة ' و عانقها بوداع ضحكت ' هبة ' ثم قالت
" ' عمر ' اخي الصغير يا ' سارة ' و قد حدثني عن رغبته في الزواج بكي "
لم تصدق ' سارة ' و ' علياء ' الامر علقت ' سارة '
" كن اخت لك يا عمر '
" اثنان ' نور ' و ' هبة ' لقد قصدت السفر مع ' هبة ' حتي اتيح لكي صداقتها "
خجلت ' سارة ' بينما قدم عمر لها شبكة جميلة وسط ضحكات و زغاريط الرفقاء..
' النهاية '
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب