ألذّ حرية .. هي تلك التي نذوق حلاوتها حين نخرج من عبادة الأنفس .. من عبادة الأشياء .. من عبادة الظروف و الأماكن .. من عبادة الأسماء و المسمّيات .. من عبادة الحاجات و الميول حتى ولو كانت طبيعية .. نخرج من ذلك كلّهِ إلى عبودية مشرّفه.
فأين الهروب .. فلا ملجأ و لا منجا منه إلّا إليه .. هو من يستحق العبادة .. لا حرية لنا إلا بعبادته .. فهو يعرفنا منذ الأزل .. يعرفنا أكثرَ منّا .. يعرف ما يشقينا و ما يسعدنا .. ما يقربنا و ما يبعدنا ..
كلّما نظرنا إلى السماء من فوقنا و إلى الجبال من حولنا و الأرض المبسوطة من تحت أرجلنا تذكرنا "و ما قدروا الله حقّ قدره" .. حين تواجهنا الدنيا بصعوباتها و هي منه و إليه .. ربما يتخلّى عنّا الأصدقاء و الأقرباء .. ربما يغدر بنا أحدهم .. ربما نفقد ثقتنا بكل من حولنا .. لكنهُ دائماً معنا ..يبثُّ فينا القوة كي نقف على أقدامنا من جديد .. لا يعجزهُ شيء فهو الكبير القوي ...أكبر من كل شيء ، ذاتًا وقدرًا وعزة وجلالة ..
دائماً معنا .. في كل صحوة و غفوة .. في كل خطوة .. في كل كلمة .. في كل ضحكةِِ و دمعة .. معنا أينما كنّا .. فكيف نكون أذلاء للأشياء و هو ربّنا و ربّ كل شيء .. هو من يستحق العبادة. فاللهم إن كنّا بعيدين فقربنا .. و إن كنّا قريبين فقربنا.
-
Rami Mohammadمدوّن
التعليقات
شكرا على هذا الجمال
من أروع الفقرات لاتي راقتني..ممتاز الأخ رامي..رائع أكيد
لطيفة هذه الخلجات التي شاركتنا إياه. قربك الله إليه و إيانا